الجمعة 01 أغسطس 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"الطابور السادس"... تعددت الأقنعة والخيانة واحدة

Time
الأحد 27 مارس 2022
السياسة
كتب - مفرح حجاب:

قدمت فرقة المسرح الشعبي مسرحية "الطابور السادس" مساء أول من أمس، على مسرح الدسمة ضمن فعاليات الدورة 27 من مهرجان القرين الثقافي بحضور د.عيسى الأنصاري الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالوكالة والأمين المساعد لقطاع الفنون د.بدر الدويش ورئيس مجلس إدارة فرقة المسرح الشعبي د.نبيل الفيلكاوي وحشد من الجمهور.
المسرحية من تأليف فاطمة العامر، دراماتورغ فلول الفيلكاوي، إخراج علي البلوشي، وبطولة يوسف البغلي، محمد جمال الشطي، رازي الشطي، عبدالله الحمود وسالي فراج، موسيقى هاني عبدالصمد، في حين تولى فاضل النصار مهام المخرج المنفذ والإضاءة.
حمل العرض الكثير من الدلالات والتأويل عن أشكال كثيرة من الخيانة، خيانة الوطن، خيانة الزوجة، خيانة النفس، واستلهمت المؤلفة في بداية العرض ما يسمى بالطابور الخامس، وهي خيانة مجموعة الأشخاص لوطنهم حين يتأمرون مع الأعداء ضد البلد، لكن انطلق العرض بعد ذلك في حكايات الخيانة مع الدمى التي تم اختيارها بعناية لتكون ذات أشكال قبيحة، لتأكيد مدى الخذلان والضعف الإنساني بكل أشكاله، ومزج المخرج علي البلوشي في الدراما المسرحية بين شخصيات الدمى والشخصيات الحقيقية للممثلين ليؤكد على البعد الإنساني في مفهوم الخيانة والهواجس التي تنتج عنها والانعكاسات التي تسببها في الحياة ومدى الخوف والهلع، كذلك استعان بمجموعة من المدارس المسرحية مثل مسرح العبث والمسرح الواقعي ليؤكد انه مهما تعددت الأقنعة تبقى الخيانة واحدة.
يمكن اعتبار أداء الممثلين نموذجا للانضباط في الحركة والتعبير سواء في التوازن والتكيف والموائمة مع تحريك الأقنعة والدمى أو حينما كان يخلع الممثل قناعه، كما أن التجانس الجماعي بين الممثلين كان متميزا لا سيما في الدخول والخروج على المسرح وكذلك في الحركة الجماعية، لكن عنصر الإبهار تمثل في السينوغرافيا سواء في الإضاءة التي كانت العنصر المحرك للممثلين في زوايا المسرح والموسيقى التي جعلت العرض مجموعة من اللوحات التي كثيرا ما ذهبت بالمتفرج إلى مراحل تأمل كثيرة وساهمت في تغيير مسار الأجواء بالعرض المسرحي وتواءمت مع المشهد الدرامي بشكل مذهل في كل تفاصيله وأبعاده وتحكمت في ايقاع العرض المسرحي وأداء الممثلين. أما الديكور الذي صممته منى التميمي مع الأزياء فكان هو السهل الممتنع، ولم تستخدم الكثير من أدوات الديكور على المسرح لكنها كانت ذكية في اختيار عناصره البسيطة والتي تشبه إلى حد كبير محطات القطار القديمة فهو عبارة عن باب ومجموعة من الدرجات وكراسي خشبية سوداء وعلاقة ملابس تم استغلالها جميعا بشكل جيد، كذلك جاءت الأزياء معبرة تماما عن الحالة الدرامية للعرض والفكرة المطروحة دون مبالغات.
يبقى أمر مهم في العمل المسرحي، الذي حصد جائزة أفضل عرض في الدورة 21 من مهرجان الكويت المسرحي، هو ان الحالة السوداوية القاتمة التي ظهر عليها في كل تفاصيله إنما هو للتأكيد على رسالة العرض وقيمته الفنية، وأن كان بحاجة إلى حل مشكلة الصوت حين تتحدث الدمى، وكم تمنيت أن يتم استخدام ميكرفونات للممثلين طالما العرض يقدم حاليا بعيدا عن المسابقات المسرحية من أجل ان يستمتع الجمهور بشكل أفضل، حيث كثيرا ما ظهر الصوت ضعيفا ولم يصل إلى كل جنبات القاعة المسرحية.
يبقى ان تقديم مسرحية "الطابور السادس" بهذه القيمة الفنية ليس أمرا غريبا على فرقة المسرح الشعبي، التي تقدم للساحة المسرحية الكويتية والخليجية روافد رائعة من الأعمال الفنية كونها من الفرق المسرحية الرائدة في الكويت والمنطقة العربية.

مشهد من مسرحية "الطابور السادس" (تصوير – محمود جديد)

آخر الأخبار