المحلية
الطالب يوثق "مؤتمر العقير 1922" ونتائجه وتداعياته
السبت 16 أبريل 2022
10
السياسة
صدر مؤخراً للكاتب م.فاضل الطالب كتاب "مؤتمر العقير" يوثق فيه العديد من القرارات والأحداث المصيرية التي تركت أثارا خطيرة في حياة وتاريخ الكويت. ويلقي الكتاب الضوء على أهم هذه القرارات وما نتج عنها، وهو ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر العقير الذي انعقد في ميناء العقير باقليم الإحساء على ضفاف الخليج العربي، وما جرى فيه من مداولات ومناقشات تشبه المناوشات استمرت ستة أيام بإشراف وإدارة بيرسي كوكس المندوب السامي للحكومة البريطانية، حيث تم توقيع المعاهدة في الثاني من ديسمبر عام 1922 بحضور كل من الملك عبد العزيز آل سعود، وصبيح بيك ممثلاً عن الملك فيصل الأول ملك العراق، وجون مور المعتمد السياسي البريطاني في الكويت ممثلاً عن إمارة الكويت التي لم يستدعَ أحد من أهلها بحجة ارتباطها بمعاهدة الحماية البريطانية الموقعة عام 1899م.ويبين مؤلف الكتاب الدور الذي لعبه الاستعمار لإذكاء روح التفرقة والتشرذم بين أبناء الدول المتجاورة ليصبح فتيلاً جاهزاً لإشعال نيران الحروب في ما بينها، ما يتيح للدول الاستعمارية التدخل بعد انسحابها، وكان لها ما أرادت بالفعل، وشاهدنا تدخلاتها المتكررة سياسياً وعسكرياً.ويتضمن الكتاب ثلاثة فصول رئيسية: يتعلق الفصل الأول بالاتفاقيات الدولية التي ناقشت مسألة الحدود بين الدول الثلاث قبل انعقاد مؤتمر العقير وما نتج عنه من قرارات حالت دون إقرارها، فيما يناقش الفصل الثاني أحداث المؤتمر بشيء من التفصيل منذ بداية الدعوة إليه الى ختامه وذهاب السير كوكس إلى الشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت آنذاك لإبلاغه بقرارات المؤتمر.أما الفصل الثالث فيبحث بالنتائج الميدانية المترتبة والمتأثرة بقرارات هذا المؤتمر وانعكاس ذلك على حياة شعوب المنطقة من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، والأحداث والمشكلات التي ترتبت جراء قرارات المؤتمر وأدت إلى مزيد من المشكلات.وفي حين هناك العديد من الكتب التاريخية التي وثقت لهذا المؤتمر ونقلت أحداثه وحللت العلاقات السياسية بين الدول الثلاث في تلك الحقبة، لكن الكاتب بذل قصارى جهده لتوثيق هذا الحدث التاريخي الهام وقام بجمع الشتات المبعثر في ثنايا هذه الكتب لاستنتاج وتفسير مجريات الأحداث.