الطراروة لـ "السياسة": "عماكور" يجدد الأمل في صناعة السينما

عمل واقعي كشف عما يحدث في منصات "السوشيال ميديا"

مفرح حجاب

اعتبر الفنان عبدالله الطراروة، ان تجربته في فيلم "عماكور" تعد من أهم التجارب السينمائية التي قدمها حتى الآن، نظرا لما تناوله العمل في كل تفاصيله، وقال لـ "السياسة": إن الذي جعل الفيلم يحظى باهتمام كبير من الجمهور والسينمائيين والنقاد هو مواكبته الأحداث التي تشهدها الحياة بعيدا عن الرتابة والدراما الكلاسيكية، مشيرا إلى ان الجمهور الذي يحب السينما واع ومثقف ومن الصعب أن يتقبل أي شيء.
وفيما يتعلق باسم الفيلم وأحداثه، أوضح الطراروة، ان الشخصية التي يقدمها هي "عمار" ولكن أطلق عليه "عماكور" كاسم مميز وأيضا لأن الاسم هو لعبة شعبية قديمة ولها رمزية في الفيلم يدركها كل من يشاهده، لافتا إلى أن الأحداث والمحاور الدرامية للعمل السينمائي تكون دائما مكثفة وذات إيقاع سريع ومختلفة تماما عن دراما التلفزيون.
وقال عبدالله: إن شخصية "عمار" التي يقدمها في الفيلم موجودة بشكل كبير الآن سواء في "السوشيال ميديا" أو محيطنا الاجتماعي، فهو شخص مشهور في المنصات الاجتماعية استغل شهرته لخداع الناس وقام بتكوين ثروة باهظة من خلال الإعلان عن منتجات مقلدة وأشياء تافهة لا تفيد المجتمع، لكن في المقابل قام بتكوين ثروة طائلة وتغيرت حياته وأصبح يمتلك يختاً وسيارات وكان كثير الحديث عن مواصفات فتاة أحلامه عبر منصاته الاجتماعية، ما جعل العديد من الفتيات يقبلن على عمليات التجميل أملا في الزواج منه، مشيرا الى ان رسالة العمل واضحة وهي كيفية التعامل مع "السوشيال ميديا" بعيدا عن دغدغة العواطف وعدم الخداع بالمظاهر والتأكد من المعلومات الصحيحة، حتى لا تعيش قلة على أرزاق الناس وخداعهم الدائم واللعب على عواطفهم.
واعتبر الطراروة، ان صناعة "عماكور" كانت مختلفة تماما عن الأعمال السينمائية الأخرى إذا وضع في الاعتبار ان معظم تصويره كان من "السناب" لانه عمل واقعي تماما ومن شاهده يشعر بأننا نتحدث عن قصة يعرفها، وقال انه ذهب كثيرا إلى قاعات السينما وحضر مع الجمهور وسعيد بالتفاعل الكبير مع الفيلم.
وأضاف عبدالله: أقدم فيلما سينمائيا واحدا كل عام منذ خمس سنوات بالرغم من وجود العديد من النصوص، مؤكدا أن الأمر يحكمه الكثير من الأشياء أهمها الموضوع الذي سيتم تناوله في الفيلم وطريقة الانتاج والنجوم المشاركين فيه.
وتابع الطراروة: إن "عماكور" فتح آفاقا جديدة للانتاج السينمائي وسيكون بوابة مهمة للانطلاق مجدداً بالرغم من وجود المنصات الرقمية وغيرها، وأشار إلى ان صناعة السينما في كل المجتمعات هي نقلة حضارية وإنسانية لدورها الاجتماعي المهم.
ورأى أن العمل السينمائي له خصوصيته، لانه يجعل هناك ألفة كبيرة بين المشاركين فيه، فضلا عن سهولة وجود العديد من النجوم كضيوف شرف مثلما حدث مع الفنان خالد أمين، والذي أضاف كثيرا لهذا العمل من خلال جمهوره وحضوره الفني المميز مع الفنانين سماح وحسن عبدال وحسين الشيرازي.
عن غيابه المسرحي خلال السنوات الأخيرة قال الطراروة: هذا الأمر صحيح ولكن الموضوع يحدث بالصدفة نتيجة انشغالي بالأعمال الدرامية ويبدو ان المسرح تشكل من "غروبات" والزملاء اعتقدوا انني لا أرغب في التواجد بالمسرح، لافتا الى أن المسرح يحتاج وقتا طويلا جدا والتضحية بأعمال أخرى، مشيرا الى ان الفنانة حصة النبهان، لم يسعفها الوقت للمشاركة في مسلسل "ملح وسمرة" نتيجة انشغالها بعروض المسرح واضطرت أن تعتذر.
عن عودته للانتاج الفني ثانية، أوضح انه انتج من قبل مسلسل "البيج بوس" بالتعاون مع منصة "فو" من بطولة الفنان خالد الملا، المطربة شمس الكويتية، فتات سلطان، أحمد الفرج وغيرهم، وهو لون درامي جديد يعتمد على الكوميديا وسيعرض خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى انه يتمهل كثيرا في الانتاج لأنه يحتاج جهدا ومالا ومتابعة لكل التفاصيل بشكل دقيق.
وأضاف عبدالله: سأنتظر حتى يتم توزيع مسلسل "البيج بوس" ومن بعدها سأقرر ماذا أفعل في موضوع الإنتاج الفترة المقبلة، مشددا على أهمية الجودة في اختيار الأعمال الفنية والنصوص بشكل جيد.