جهود 4 وزراء وتجريب خلطات بيوت خبرة أجنبية لم تصمد أمام الأمطار في 2018لجنة "تطاير الحصى" أكدت عدم جودة الخلطة المسؤول عنها مركز فحوصات "الأشغال"كتب - محمد غانم:انجرف اسفلت طرق الكويت مع سيول موجات الأمطار الشتوية، فانكشفت عورات وزارة الأشغال العامة وأزاحت عن سلسلة من الأخطاء والتجاوزات المتراكمة خلال السنوات الماضية فيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية بشكل عام والطرق بشكل خاص، التي تحولت إلى فخاخ تصطاد يومياً ضحايا جدد ما بين اتلاف للمركبات وتحطم للزجاج وصولاً إلى انقلاب السيارات بفعل الكم الضخم من الحصى المتطاير على مختلف الطرق السريعة والداخلية.
ولايمكن بأي حال من الأحوال تحميل وزير الاشغال العامة وزير الدولة لشؤون الاسكان د. جنان بوشهري مسؤولية هذا الوضع المتردي للطرق، فالحصى والحفر والمطبات التي تعرض حياة المواطنين والمقيمين للخطر نتاج اهمال من سبقوها، وحصيلة لتراخي متواصل أصاب مفاصل "الأشغال" لينتهي بنا المطاف إلى هذه الحال، رغم ذلك الامال معقودة على الوزيرة بوشهري التي تولت حقيبة "الأشغال" منذ شهر في اعادة اصلاح ومعالجة جميع اوجه القصور وتردي اوضاع الطرق وتحديث وتطوير البنية التحتية التي تقع تحت مظلة وزارة الاشغال العامة والهيئة العامة للطرق والنقل البري. وتعود مشكلة تطاير الحصى وتزايد الحفر على الطرق إلى شتاء 2014 اثر هطول الامطار في عهد وزيرالاشغال العامة الأسبق المهندس عبدالعزيز الابراهيم الذي شكل لجنة فنية لتقصى الحقائق ومعرفة اسباب المشكلة، حيث ارجعت اللجنة ظاهرة التطاير والحفر على الطرق إلى عدم جودة الخلطة الاسفلتية المسؤول عنها المركز الحكومي للفحوصات والجودة التابع للوزارة والذي رغم ذلك لم توجه إليه اي اتهامات او ادانة في حين أنه المسؤول الرئيس عن ايجاد خلطة اسفلتية جيدة وهو ما لم يحدث حتى الان.ووفقاً لتلك اللجنة، فإن من بين الاسباب عدم كفاية الوقت المتاح لفرشة الاسفلت على الطرق بسبب الحركة المرورية وتقصير بعض مهندسي المشاريع في متابعة اعمال السفلتة وغيرها من الاسباب بالإضافة إلى التوصيات الخاصة بمعالجة القصور الموجود في الطرق ومنذ شتاء 2014 تعاقب على "الأشغال" أربعة وزراء كما شهدت هذه السنوات الأربع تشكيل العديد من اللجان وتجريب العديد من الخلطات الاسفلتية التي توصل إليها بيوت خبرة أجنبية لكن جاءت أزمة الامطار في نوفمبر 2018 لتثبت عدم جدوى هذه الاجراءات التي لم تتعد كونها لجان حكومية تشخص وتوصي دون فعل ملموس، بينما الأمر على أرض الواقع كشف ضعف وهشاشة الاجراءات المتخذة لمواجهة تردي اوضاع الطرق السريعة والداخلية حتى الان.
