السبت 05 يوليو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الطعام الملوث... أول أسباب الإصابة بسرطان الكبد

Time
الأربعاء 20 فبراير 2019
View
5
السياسة
حوار – أحمد القعب:


كثر الحديث عن توصل الصين لعلاج نهائي لمرضى سرطان الكبد، حتى للذين وصلوا إلى المراحل المتقدمة التي يصعب فيها علاجه، في ظل تزايد نسبة الوفيات بين المصابين به، خصوصا في البلاد العربية التي تعدت فيها نسبة الإصابة به والوفيات منه النسبة العالمية.
عن حقيقة العلاج الصيني وأسباب الإصابة بمرض سرطان الكبد وأعراضه، وهل يمكن الوقاية منه؟ وكيف يتم التعامل معه في كل مراحله؟ ودور التغذية والرياضة، كان لـ "السياسة" هذا الحوار مع الدكتور محمد عز العرب، رئيس ومؤسس وحدة الأورام الكبدية بالمعهد القومي للأورام واستشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي.

كيف يمكن التفرقة بين الأورام الحميدة والخبيثة؟
الحميدة هي التي تصيب الجسم ولا تسبب خطرا صحيا عليه، ليست تكون نشطة في العادة، أخطارها شبه منعدمة، أشهر أماكن تواجدها بالثدي، اما الخبيثة فتسبب مشكلات صحية هادمة تصل للموت، نشطة وغير معروف نشاطها وتطورها، شكلها غير منتظم، نموها غير متوقع، تهدد حياة الإنسان بالموت ما لم يتم اللجوء إلى حل علاجي سريع،إما بالقضاء عليها وإما إيقاف نشاط السرطان ولو بشكل مؤقت.
ماذا عن سرطان الكبد؟
من أخطر أنواع السرطانات، يحتل المرتبة الثانية كالأكثر شيوعًا بمجتمعاتنا العربي، ما لم يتم تحجيم دوره وإيقاف نشاطه والحد من تطوره سيرتقي للمركز الأول، حيث إنه من السرطانات التي يمكن أن تنتقل لأغلب أعضاء الجسم لكون الكبد معبرا حيويا للدم، لذلك تعد فرص انتقال الخلايا المصابة للسليمة أكبر من باقي السرطانات.
كم تبلغ نسبته في الوطن العربي؟
تعدت النسبة العالمية وهي 200 حالة لكل مليون مواطن سنويا، حيث إن بعض البلدان مثل مصر على سبيل المثال، وصلت الحالات لـ300 من تلك النسبة في بعض المناطق، وهو مؤشر خطير يحتاج حلولا جذرية فورية، ليس النسبة هي الأزمة وحسب،لأنه يتزامن مع تلك النسبة المرتفعة أن حالات الوفيات تتساوى مع الإصابات المكتشفة حديثًا، فمثلاً نسبة ما يجرى اكتشافه سنويًا يكون 5بالمئة تقريبا، بينما يجرى علاج ما لا يتعدى 4 في المئة من المصابين.
ما أسبابه؟
تليف الكبد ومرضه بسبب فيروس "سي" أو "بي"، أيضا الفطريات من بينها "الاسبرغلس" الذي رغم استخدامه في النواحي الصناعية إلا أنه سام ويؤثر على العظام والكبد، كذلك فطر "الأفلاتوكسين"، فضلاً عن أسباب تلوث الطعام الذي يستحوذ على نسبة غالبية المرضى، أيضا استخدام الهرمونات في الزراعة وتناول أطعمة من الشارع بها زيوت غير صحية، استخدام أكياس تخزين الطعام غير الصحية لكونها مصنعة من مواد خطرة، كذلك التواجد في بيئة ملوثة كتلوث المكان والأرضيات وعوادم السيارات والأدخنة الخارجة من المصانع والتدخين وشرب الكحوليات ونقل الدم الملوث.وقد أكدتت بعض الدراسات إمكانية الإصابة به وراثيا، بسبب اضطراب فرط نسبة الحديد في الجسم مثلاً، أو نتيجة تزايد دهون الكبد مع وجود سمنة مفرطة،حيث يكون الكبد أكثر الأعضاء تأثرًا بذلك، كما أن ضعف المناعة يمكن أن يكون سببًا في الإصابة حيث لا يستطيع الجهاز المناعي وقف نشاط الجذور الحرة وتطورها، وهناك عوامل أخرى منها المرضية مثل السكري، مشكلات عضوية خاصة في القولون أو في الدم أو تراكم السموم داخل الكبد.
هل له أنواع؟
يوجد نوعان أساسيان، سرطان أولي ينشأ بشكل غير طبيعي داخليًا ويأخذ في التطوير، من بين أنواعه سرطانات "الأوعية الصفراوية، الأرومي الكبدي، الخلايا الكبدية الأولية"، أما النوع الأخر فهو السرطان الكبدي الثانوي ويحدث نتيجة إصابة خلايا كبدية من أصل خارجي، أي أن الإصابة تأتي من الخارج عبر خلايا الدم، هذا النوع يعد الأكثر انتشارًا.
ما الأعراض التي تمكن الشخص العادي من معرفة إصابته به؟
الإرهاق البدني الشديد، الخمول،اليرقان،،ظهور ألوان غريبة في البول وأيضا البراز، فقدان الشهية، شحوب الوجه، فقد الوزن تدريجيًا مع أوجاع دائمة في الجزء العلوي الأيمن من البطن، كما يلازم المريض الكسل الدائم ومشكلات عصبية ونفسية مرتفعة مع فقدان للذاكرة تدريجيًا، يصاحب ذلك تقيؤ وتنميل بالأطراف وضعف القوة البدنية والعضلية، مع ظهور تورمات بطنية وتعرق مفرط وارتفاع درجات الحرارة وخروج دم من الفم.
ما العلاج؟
حسب الحالة المرضية، ففي المراحل الأولى من المرض، يكون بسيطا وسهلا باستخدام الأدوية غالبًا أو الاستئصال البسيط الجذري أو الحقن بمواد كحولية أو العلاج الكيماوي، بينما في المرحلة الثانية التي يكون فيها المرض في مراحل متقدمة بعض الشيء يتم اللجوء إلى العلاج الكيماوي والاستئصال أو الحصول على كبد متبرع في بعض الحالات، بينما في المراحل المتقدمة جدًا وهي أخطر المراحل يكون المرض أو الوباء انتشر بكل أجزاء العضو، يكون العلاج هنا إما بالإشعاع بجانب الكيماوي أو الاستئصال،في بعض الحالات لا تحدث استجابة للعلاج ليتحول الأمر من العمل للقضاء على المرض إلى محاولة منع انتشاره أكثر وإيقاف تطوره.
هل يختلف الأمر بالنسبة للمصابين به مع وجود مشكلات فيروسية لديهم؟
في هذه الحالة يوصى مرضى أورام الكبد باتباع برنامج ضروري للقضاء على الفيروسات خصوصا فيروس "سي" بحسب توصيات الجمعية الأوربية لأمراض الكبد والتي أكدت أن العلاج يكون للمرضى الذين لا يوجد لديهم تليف سواء حديثي الإصابة أو لم يستجيبوا لـلعلاج ب"الإنترفيرون"، في هذه الحالة لا بد من علاجهم بعلاج ثلاثي وتناول عقاقير "سوفالدي والإنترفيرون والريبافرين" لمدة 3 أشهر، والمرضى الجدد أو الذين حدثت لهم انتكاسة من "الإنترفيرون" أو بسبب "سوفالدي" و"الريبافرين"، فالبروتوكول العلاجي الأنسب لهم هو "الأولسيو والإنترفيرون طويل الأمد والريبافرين" لمدة 3 أشهر فقط.
ماذا يحدث بعد الشفاء من الفيروسات؟
عقب الشفاء من "سي" و"بي" والأمراض الفيروسية بشكل عام، يتبقى العلاج السرطاني إما بالإشعاع وهو لتخفيف الألم بعض الشيء للمراحل المتأخرة،أو لوقف انتقال الورم عبر الدم، أو بالعلاج عبر التبريد حيث يجرى تجميد خلايا الكبد المصابة عبر الموجات، أو عن طريق التعريض للحرارة والمواد الكيماوية، أو عمل الحواجز بسد الأوعية الدموية لمنع تغذية الجزء المصاب.
ما طريقة الشفاء للمراحل المتقدمة جدًا؟
المطروح حتى الآن للأمراض المتقدمة جدًا حلول "مؤقتة" لبقاء المرض دون تطور، حيث إنه لا مفر من زراعة كبد جديدة كحل جذري ما لم يلاحق ذلك مشكلات صحية خاصة بزراعة عضو جديد، وهناك دراسات معملية جدية لاستخدام الخلايا الجذعية لتكون الحل النهائي للمرض والنتائج هناك مبشرة، وفي انتظار تطبيق ذلك.
ما صحة ما يشاع عن علاج صيني يحقق الشفاء التام؟
فرقعات إعلامية، لأن العلاج ببساطة لابد أن يمر بالتحقيق أولاً من المعمل، ثم التجربة على حيوانات، ثم فئة محدودة من البشر،مع تقديم نتائج إيجابية يجرى التطبيق على فئة أكثر،وهكذا مع ضرورة التحقق من ألا يصاحب المرض أي آثار جانبية تهدد الصحة وتؤثر على المريض، وهو ما لم يحدث، فما جرى نشره هو التوصل لتكوينات يحتمل قدرتها على القضاء على سرطان الكبد، وليس معالجته نهائيًا بشكل أكيد.
ماذا عن زراعة الكبد؟
تحدث بشكل آمن ما لم يكن هناك مشكلة مناعية من الزراعة، فطالما كان الكبد بها تليف كبير صلحت عملية الزراعة، بينما إذا كان الكبد بها جزء ولو 30 في المئة بحد الأمان من المرض يمكن تلاشي الزراعة، لأن الكبد يمكن أن تعوض نفسهت ويعاد نشاطها عقب الاستئصال بدلاً من الزراعة. أغلب حالات الزراعة تكون لسرطانات الخلايا الكبدية لأنها لجزء معين من الخلايا، بينما تقل فرص الزراعة في سرطان القنوات المرارية أو تلك الحادثة بالشعيرات الدموية.
كيف يتعامل الجسم مع الكبد الجديدة؟
لابد أن يكون هناك توافق وموافقة بين الطرفين أولاً ونفس فصيلة الدم، فضلاً عن قابلية الجسم للعضو المنزرع، حتى لا يجرى لفظه أو مقاومته، مع خضوع المريض لفترة تحت الملاحظة، لان الجرعات التي يأخذها من شأنها تقليل المناعة الطبيعية حتى لا يقاوم الجزء المنزرع، بالتالي يكون الجسم عرضة للأمراض، كما يجب أن يراعي عملية التنظيف النهائية لكل الخلايا السرطانية حتى لا تنتقل للجزء الجديد المنزع،مع الحرص على التأكد من سلامة الدم من أي جذور حرة لتلاشي أي فرصة للانتقال المرض.
هل يمكن أن يعود سرطان الكبد مرة أخرى؟
تصعب عودته بعد معالجته مع وجود حمية وقائية، بينما إذا كانت طريقة العلاج خاطئة ويشوبها خلل مثل الاستئصال من دون الحد الأدنى الآمن لاقتلاع المرض أو وقف مسببات المرض إذا كان مصدره الدممن دون معالجة ذلك المسبب، هنا تكون عودته حتمية ويمكن أن يكون أكثر شراهة.
كيف يتعامل المريض مع الكبد الجديدة؟
لابد أن يقلع عن التدخين والكحوليات نهائيًا، يحافظ على النظام الغذائي الخالي من الكوليسترول الضار، مع ضرورة تفادي الإصابة بأمراض فيروسية أو التعرض لمخاطر الميكروبات والطفيليات والسموم، مع ضرورة الانتظام في الكشف الدوري والفحص السريع في حالة أي طارئ صحي بالكبد يشعر به المريض ولو كان بسيطا.
هل يختلف التعامل مع مرضى سرطان الكبد مصابي فيروس "سي"؟
لابد لهم من المتابعة الدورية مع أطباء الأورام من جهة، ومع معالجي الفيروس الكبدي، على أن يكون هناك متابعة دورية أيضا باستخدام الموجات الصوتية عقب الانتهاء من علاج الفيروس مرتين سنويًا.
ما الغذاء المثالي لمرضى السرطان؟
الغذاء وحده يمكن أن يكون حائط صد ضد الإصابة بالسرطان اللعين لتوافر عناصر من شأنها مجابهة المرض ومنع تكونه من الأساس، فجسم المرض عادة ما يكون هزيلاً، بالتالي يحتاج لأنواع معينة من الغذاء،من شأنها مقاومة الأمراض السرطانية مثل مضادات الأكسدة، ومن بين تلك الأطعمة السالمون والتونة والحبة السوداء والجزر والأناناس والبرتقال والليمون والثوم والماكريل وكذلك التفاح الأخضر والملفوف والقرع والبروكلي والهيليون والقرنبيط والجذر والبصل الأخضر، مع ضرورة العمل لحرق الدهون.
آخر الأخبار