الطلاق يعصف بالمجتمع العراقي

لاتزال الأزمة المعيشيّة النّاجمة عن التدهور الأمني في العراق تعصف باستقرار المجتمع، وتسجل المزيد من حالات التفكك الأسري بسبب ظاهرة الطلاق التي تفشت في السنوات القليلة الماضية، ووصلت إلى نحو 10 طلاقات في الساعة، ففي آخر إحصاء شهري عن الزواج والطلاق نشره مجلس القضاء الأعلى، بلغ عدد الزيجات الجديدة في شهر أغسطس الماضي نحو 23500 زواج، فيما بلغ عدد حالات الطلاق بينها نحو 6250، بنسبة تقارب 30 في المئة من إجمالي الزواجات التي تمَّت خلال شهر واحد فقط.
أثارت هذه النسبة المُرتفعة القلق من تصاعد ظاهرة انفصال الزوجين واتساع نطاق دائرة التفكك الأسري، وما ينجم عنه من مشكلات وأزمات اجتماعية حادة ومتناسلة، حيث تحصل كل يوم نحو 210 طلاقات، بواقع نحو 9 حالات في الساعة الواحدة.
ويرى علماء الاجتماع أنَّ "ارتفاع النسبة نتيجة طبيعية لتراكم الأزمات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والصحية في البلاد خلال الأعوام الماضية، لاسيما في ظلِّ تفشي فيروس "كورونا" المستجد، وتبعاته الاقتصادية والنفسية الكارثية".
وقالت الأستاذة الجامعية الدكتورة بشرى العبيدي، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية": "معدلات الطلاق تزداد بشكل مهول ومخيف في الآونة الأخيرة، والسبب الأساسي هو العنف الأسري، كما هو مدون لدى مجلس القضاء الأعلى، فضلاً عن الزيجات القسرية وزيجات القاصرات، فهذه الأسباب الثلاث الرئيسية هي التي تقف خلف غالبية حالات الطلاق المسجلة بالعراق، فالزيحات القسرية وزيجات القصر كلها تتم خارج إطار المحاكم، ولهذا فإن عدد الطلاق الذي يتم خارج تلك المحاكم، هو ضعف الذي يتم ضمن المحاكم، كما هو واضح مثلاً خلال إحصاء الشهر الأخير".
أضافت العضو السابق في مفوضية حقوق الإنسان العراقية: "ارتفاع معدل الطلاق والعنف والإذلال الذي يسبقه ويرافقه، يدفع ثمنه بالدرجة الأولى الأطفال، الذين هم أكبر ضحايا هذه الكارثة".