بيروت ـ "السياسة":تزداد الخشية من تداعيات بالغة الخطورة على الأمن الغذائي في لبنان، جراء اتساع نطاق الحرب الروسية على أوكرانيا، بعد تفاقم أزمة فقدان مادة القمح والزيوت وارتفاع أسعارها على نحو غير مسبوق، فيما اشتدت أزمة المحروقات بشكل كبير في الساعات الماضية، وهذا ما ظهر من عودة طوابير السيارات أمام العديد من محطات الوقود على طول مساحة البلد. وقد أشار وزير الصناعة جورج بوشكيان إلى أنّه: "بدأنا باتخاذ إجراءات وقائية منذ الأسبوع الماضي لمواجهة أي أزمة مرتبطة بالأمن الغذائي". وقال: "سيتم فتح اعتمادات لبواخر القمح الموجودة في البحر وهناك بواخر قادمة ولدينا مخزون يكفي لفترة شهر ونصف ونعمل على محاولة تمديد الفترة من خلال التقنين على الطحين".وأضاف: "نتواصل مع كندا وأستراليا لمحاولة تأمين باخرة قمح كبيرة (نحو 50 مليون طن)، ولذلك قررنا التقنين إلى حين وصولها لأن المسافة كبيرة".إلى ذلك، أعلن وزير الصناعة العراقي منهل عزيز الخباز، أمس، منح تأشيرة الدخول لجميع اللبنانيين لمدة 6 أشهر، فيما أشار وزير الصناعة اللبناني إلى استعداد الرئيس نجيب ميقاتي لزيارة العراق.وقال الخباز في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني، إن "العراق يحتاج من لبنان الصناعات الدوائية والغذائية والاستفادة من اساليب التسويق".
وأضاف، أن "الدولة العراقية بادرت لاعطاء تأشيرة للبنانيين لمدة 6 أشهر".بدوره، أعلن الوزير بوشكيان، أنّ "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يستعد لزيارة العراق على رأس وفد وزاري"، مبيناً أن "هذه الزيارة تأتي استكمالا لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية التكامل بين البلدين".وأكّد أن "حجم التبادل الصناعي والتجاري بين العراق ولبنان حاليا 140 مليون دولار"، متوقعاً أن "يصل إلى مليار دولار".على صعيد آخر، ورغم كل التأكيدات بشأن إجرائها في موعدها، فإنه لا يمكن التكهن بمصير الانتخابات النيابية المرتقبة في مايو المقبل، ولا يمكن الحسم في ما إذا انت ستحصل في مواعيدها المحددة أم سيتم "تطييرها"، ذلك أن العوامل المؤثرة في الاستحقاق لم تعد محلية محصورة بالوقائع السياسية المعقدة والمعيشية - الحياتية المزرية، فحسب، بل باتت مرتبطة أيضا بالتطورات الخارجية. فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ "المركزية"، فإن "العقبات أمام حصول الاستحقاق في 15 مايو، كثيرة، وهي تبدأ بعدم حماسة القوى السياسية، سيما تلك الممسكة بمقاليد الحكم اليوم، للانتخابات لمعرفتها أن الناس غير راضين عن ادائها الذي أوصل البلاد إلى الحضيض. وعدم الحماسة هذا تحاول المنظومة تغطيته بإطلاق ماكينات أحزابها الانتخابية وبمواقف مؤيدة للانتخابات، غير انها لا تعكس حقيقة موقفها الضمني. على أي حال، في مقابل هذه الحركة الظاهرية، هي عادت لتطرح اليوم مثلا مسألة إنشاء الميغاسنتر. صحيح انه خطوة اصلاحية تؤمن تصويتا أسهل وأكثر نزاهة، الا انها تتطلب تعديلا في قانون الانتخاب الحالي أو ارجاء للاستحقاق كون تأمين الميغاسنتر، وفق "الداخلية"، مستحيل في الفترة الزمنية الضيقة الفاصلة عن الانتخابات كما انه يحتاج تمويلا غير متوافر الآن، وسط خشية أن يكون تمسك العهد بالميغاسنتر مقدمة للتلاعب بآجال الاستحقاق".