الطوالة لـ"السياسة": رواتب الأطباء الأجانب في الكويت الأقل خليجياً

* إقرار بدلي الطرق والأماكن البعيدة لتحفيز الطبيب الكويتي
* مكافأة العمل الإضافي لا تناسب الرواتب الحالية للأطباء

كتبت ـ مروة البحراوي:

أكد رئيس الجمعية الطبية الكويتية د.إبراهيم الطوالة نقص الأطباء الأجانب في البلاد، محذِّراً من أن سوق العمل في الكويت غير جاذب للأطباء الوافدين، ولذلك شدد على ضرورة وضع مميزات لجذب الكفاءات الخارجية لتغطية التوسع الحالي في المنشآت الطبية.
وقال الطوالة لـ"السياسة" إنَّ تدني رواتب الأطباء الأجانب أحد أهم المشاكل التي تواجه وزارة الصحة لجلب الكوادر الطبية إلى البلاد، مؤكداً أنَّ العمل في الكويت أصبح غير جاذب للطبيب الاجنبي إذ تعتبر الكويت أقل دول الخليج في سقف رواتب الأطباء الاجانب.
ولفت إلى أنَّ وزارة الصَّحة قبل عامين تقريباً قامت بإضافة بدلات خاصة للتخصصات النادرة، والتي تعاني من عزوف الأطباء الأجانب، وهما تخصصي التخدير والعناية المركزة، لافتاً إلى أنَّ هذه البدلات ساهمت إلى حد ما في جذب الأطباء الأجانب، لكنَّنا لا زلنا نطالب بإعادة النظر في رواتب ومحفزات الأطباء لتكون الكويت عامل جذب للكفاءات.
وأشار إلى أن راتب الطبيب الأجنبي يبدأ من 1400 دينار، وهذا الراتب غير جاذب للأطباء أصحاب الكفاءة، خاصة مع الارتفاع الملحوظ في المعيشة والسكن ومصروفات المدارس، وغيرها من الأعباء الاجتماعية، وهذه المشكلة انتبه إليها المسؤولون في دول الخليج وبناء عليه تم رفع سقف الرواتب لجذب الكفاءات الطبية الخارجية.
وأكد الطوالة أن سوق العمل في الكويت تأثر كثيراً بأزمة كورونا، وفي السابق كان الأطباء في الكويت يذهبون إلى الدول المجاورة والقريبة، لكن الآن وإلى جانب المناطق القريبة أصبحت الدول الأوروبية جاذبة للأطباء الأجانب في الكويت، وأغلب الأطباء هربوا إلى الدول الأوروبية والأجنبية، وأصبح لدينا نقص كبير في الأطباء، وحتى الآن لم يتم التشغيل الكامل للعديد من المنشآت الجديدة، لذا نحتاج إلى وضع بعض المحفزات لجذب الكفاءات.
ولفت إلى أنَّ الزيادات تحتاج إلى توافق كامل من الجهات المالية بالدولة، وهو ليس بقرار فردي وإنما جماعي من مجلس الوزراء، وهو الوحيد الذي يستطيع حل هذه المشكلة.
وأشار إلى أنَّ أهم أسباب إنشاء الجمعية الطبية هو الحفاظ على مكتسبات وحقوق الأطباء، وحقق المجلس الحالي بعض المطالبات السابقة للأطباء من تثبيت بدلات وخلافة، ونطمح خلال الفترة المقبلة بالأفضل للأطباء، لكن هناك العديد من المعوقات والتحديات التي تواجهنا، إذ أن المطالبات والمكتسبات المالية تحتاج إلى توافق حكومي مع وزارة الصحة، والجميع يعلم أن الوضع السياسي في البلاد في الوقت الحالي لا يساعد على تحقيق مطالبنا.
ونوه بإنجازات المجلس الحالي للجمعية الطبية ومنها، تفعيل المادة 80 من قانون مزاولة المهنة، والتي تعطي صلاحيات ديوان الخدمة المدنية لوزارة الصحة، ونجح المجلس مطلع 2022 في السعي لتطبيق القانون على أرض الواقع، وأول ثمارها هو تثبيت بدلات الخفارة والتدريب عند أخذ الاجازة، وهي المطالبات التي امتدت لأكثر من 20 عاما، ولله الحمد وفقنا الله في تحقيقها.
وجدد الطوالة المطالبة ببدل العمل الإضافي، إذ أن تسعيرة العمل الاضافي وضعت على راتب الطبيب عام 1993، وهذه التسعيرة متدنية ولا تحفز الطبيب على العمل الإضافي، فهي تعادل أقل من 20 % من راتب ساعة الطبيب، واذا كانت ساعة الطبيب تعادل 30 دينارا فبدل العمل الإضافي أقل من 8 دنانير في الساعة، وهذا المبلغ أقل بكثير من راتب الطبيب، وهذا أمر غير محفز على الإطلاق، لذا يجب أن يكون العائد المادي متناسق مع راتب الأطباء في الوقت الحالي.
ولفت كذلك إلى عدم وجود بدلات طريق ومناطق نائية للأطباء الكويتيين، وهذا يخلق حالة من النفور شبه الجماعي عن العمل في الأماكن البعيدة والنائية، والمتضرر الأول من هذه المشكلة هم قاطنو المناطق البعيدة، لذا دائما ما نطالب بشمول الأطباء الكويتيين ببدلي الطريق والمناطق النائية.