الدولية
العاصمة الصينية تتأهب لمواجهة موجة وبائية جديدة
الأحد 21 يونيو 2020
5
السياسة
بكين - وكالات: مع عودة تفشي فيروس "كورونا" في بكين وتسجيل إصابات جديدة منذ نحو عشرة أيام، تأهبت العاصمة الصينية وغيرها من المناطق في البلاد للمواجهة مع احتمال موجة ثانية من الوباء الذي طال حتى اليوم 8.9 مليون نسمة حول العالم.وامس سجل بر الصين الرئيسي 26 إصابة جديدة مؤكدة بالفيروس، وأعلنت لجنة الصحة الوطنية في بيان "أن من بين الإصابات الجديدة، تم تسجيل 22 حالة في بكين، وهو العدد نفسه الذي سجل قبل يوم".في حين سجل بر الصين الرئيسي ست اصابات جديدة حاملة للمرض من دون ظهور أعراض عليها، وتجدر الاشارة الى ان الصين لا تحصي حاملي للفيروس من دون ظهور أعراض عليهم ضمن الاصابات المؤكدة. يذكر أن بكين التي يتجاوز عدد سكانها 20 مليون نسمة سجلت أول إصابة في أحدث موجة من الفيروس المستجد في 11 يونيو الجاري، وتم الربط حينها بين عودة تفشي الفيروس وسوق لبيع المواد الغذائية بالجملة في جنوب غرب العاصمة.وقال مسؤولون قبل يومين إن آثارا كثيفة للفيروس وجدت في قسم بيع اللحوم والمأكولات البحرية في سوق شينفادي، ويشتبه في أن ارتفاع الرطوبة وانخفاض درجة الحرارة من العوامل التي تسهم في تلوث السوق بـ "كورونا" المستجد.إلى ذلك، نشرت صحيفة" بكين نيوز" المدعومة من الدولة مساء اول من امس أن المسؤولين في العاصمة بدأوا في إجراء اختبارات للحمض النووي لأفراد توصيل الطعام والطرود في إطار تعزيز الجهود الرامية لوقف تفشي الفيروس، كما وسع المسؤولون الاختبارات عبر المدينة منذ ظهور سلسلة الإصابات الجديدة في سوق شينفادي.وركزت اختبارات الكشف عن"كوفيد - 19" في بادئ الأمر على المناطق السكنية القريبة من السوق والتي تقع على مساحة واسعة، وعلى العاملين والمتسوقين هناك، إلا أن التركيز انتقل حاليا الى عشرات الآلاف من أفراد توصيل الطلبات الذين يجوبون المدينة عادة بمركبات ذات ثلاث عجلات أو دراجات نارية.وأكدت شركة توصيل الطعام "ميتوان ديان بينغ" يوم الجمعة الماضي أن كل عامليها في بكين سيخضعون للاختبار، وأن من قدموا خدمة التوصيل في مناطق عالية الخطورة سيتوقفون عن العمل موقتا لإجراء اختبار الحمض النووي والعزل المنزلي لمدة 14 يوما.وأوضحت على حسابها على موقع (وي تشات) أن العملاء سيتمكنون عبر الإنترنت من متابعة التفاصيل الخاصة بخلو الطرد من العدوى ودرجة حرارة جسم حامله.وفي السياق نفسه قال عالم الوبائيات الصيني ليو جون: "أن تحليل جينوم عينات الفيروس التاجي التي عثر عليها في سوق شينفادي في بكين، اثبت أنها أقدم من السلالات الشائعة حاليا في أوروبا".ونقل الموقع الإلكتروني للجنة الرقابة الحكومية عن المتخصص الصيني قوله: "يتم أولا وقبل كل شيء، الكشف عن تسلسل جينوم الفيروس، ثم يتم تطبيق أساليب تحليل المعلومات الحيوية". أضاف شارحا:" يأخذون فيروسين مختلفين، ويكشفون أي منهما لديه طفرات أكثر، وفي الحالة الطبيعية، فان صاحب المزيد من الطفرات، هو الفيروس الأكثر حداثة. والأقل، عكس ذلك، هو فيروس أولي سابق، ووقت دورته يعود إلى وقت سابق، وعمره بالمثل، أكبر، وتوجد علاوة على ذلك تقديرات من خلال نماذج رياضية مع خوارزميات معينة".وأكد "أن الفيروس، وفقا لنتائج الدراسة الجينومية الأولية، دخل سوق بكين من أوروبا، ومع ذلك لديه اختلافات محددة عن السلالات المنتشرة في الدول الأوروبية، اذ هو أقدم من السلالات الأوروبية الحديثة".وشدد" على صعوبة تتبع المسار الدقيق لهذا الفيروس التاجي إلى سوق بكين"، لافتا إلى وجود "احتمالات عدة لهذا الأمر، اذ على سبيل المثال، يمكن أن يختبئ الفيروس في شحنة من المنتجات المجمدة، ويأتي معها من الخارج ويبقى على قيد الحياة، وأثناء عملية النقل ووصوله في حالة متجمدة، لا يمكن للفيروس أن يتطور، لذلك لم تحدث له طفرات".