في استجابة فورية لما نشرته "السياسة" والمجلس الوطني "عمك أصمخ" في استجابة سريعة وفورية لما نشرته "السياسة" في عددها أمس تحت عنوان "اثارنا مكب نفايات"، بادرت محافظة العاصمة بالتعاون مع بلدية الكويت لتنظيف مبنى التحقيقات التاريخي من النفايات والمخلفات التي كانت تملأ ارجاءه، وإن كانت عملية التنظيف لم تكتمل بعد، وقد يحتاج الأمر لحملة تنظيف أخرى لإزالة ما تبقى من أكوام المخلفات المتناثرة في هذا المبنى التاريخي.على جانب آخر أكد أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، أن المبنى يؤول في تبعيته للمجلس لكونه مبنى تاريخي، وأحاطته الجهات المختصة في الأمانة العامة بسور يحميه من العبث منذ صدور قرار بتبعيته للمجلس من قبل الدولة بموجب القانون، لكنه تعرض للتعدي والتخريب.وقال العبد الجليل في بيان أمس، حاول فيه تبرير الإهمال الذي يعاني منه هذا المبنى التاريخي: إنه سوف تتم عملية تنظيف المبنى في أقرب فرصة، وإعادة أعمال التسوير المطلوبة على الفور تمهيداً للبدء في أعمال ترميمه وتأهيله بحسب الخطوات المعمول بها في التعامل مع مثل هذه المباني، وذلك ضمن ميزانية العام المالي الحالي لإعادته كمبنى ثمين وعزيز تاريخياً، وهناك اتصالات متبادلة مع وزير الدولة لشؤون البلدية المهندس وليد الجاسم، أسفرت عن استعداد الوزير التام للتعاون فيما يطلبه المجلس حول هذا الشأن.وختم العبدالجليل تصريحه بالثناء على التفاعل الإيجابي الذي أبداه البعض تجاه هذه النوعية من المباني والتي تعكس الروح الوطنية وحجم الاهتمام العام بالهوية الوطنية والتي تعد المباني التاريخية أحد أوجهها، كما أثنى على اهتمام مؤسسات الدولة مشاركة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في المحافظة على الهوية الوطنية الكويتية مثمناً موقف الوزير الجاسم في هذا الشأن، مؤكداً ترحيب المجلس بتقبل جميع الآراء السديدة والرشيدة الهادفة إلى مبدأ التعاون من أجل مصلحة الوطن.لكن لم يتطرق بيان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى الأسباب التي جعلتهم يتركون مثل هذا المبنى التاريخي من دون أي متابعة، ولم يذكر البيان آليات متابعة المناطق الأثرية التي في عهدة المجلس، وكيفية صيانتها، وهل هناك صيانة دورية لمثل هذه المباني نظراً لحساسيتها وقدمها، أم لا؟، وإذا كانت هناك صيانة دورية وعناية حقيقية بمثل هذه الأماكن فكيف تدهور وضع هذا المبنى الموجود في قلب العاصمة وليس على أطراف المناطق السكنية؟.واقعة تحول مبنى التحقيقات التاريخي إلى مكب نفايات تستحق فتح تحقيق شامل في أسباب هذا الإهمال، وكذلك معرفة إذا ما كان مثل هذا الإهمال الجسيم قد طال مباني أخرى تابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وما هي الميزانيات المرصودة للحفاظ على هذه الآثار التي ليست كويتية فقط، بل هي جزء من التراث البشري العالمي.

رغم حملة التنظيف لاتزال النفايات تملأ المكان

إطار وسط المخلفات المتناثرة شاهد على الإهمال

أكياس مملوءة بالنفايات