الأحد 29 سبتمبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
العالم تحت صفيح ساخن
play icon
كل الآراء

العالم تحت صفيح ساخن

Time
الأحد 20 أغسطس 2023
View
131
السياسة

أوراق الخريف

تزداد التوترات والاستقطاب على مستوى الكرة الارضية، حرب اوكرانيا وروسيا، وحرب السودان، وانقلابات في بعض الدول الإفريقية، آخرها في النيجر.
قمم تعقد هنا وهناك لرأب الصدع وحل الإشكاليات، وأسباب الحروب، وكل ذلك يوحي أننا على صفيح ساخن قادم نحو الكرة الأرضية!
نظام عالمي جديد قد يتشكل، والتغيير قادم لا محاله، وهناك مؤشرات قوية توحي أن القمة الروسية - الإفريقية وما تمخض عنها من قرارات وتوصيات، وما سمعناه من كلمات لبعض الرؤساء في القمة، يجعلنا ندرك أن القارة السمراء، الغنية بالموارد المختلفة، وجهت رسائل عدة بأنها تتجه نحو التغيير، والنماء، واستغلال ثرواتها لمصلحة شعوبها.
وقمة "مجلس التعاون" الخليجي ودول آسيا الوسطى، والقمم المقبلة أيضا لـ"مجلس التعاون" مع القارة الإفريقية وغيرها ذات دلالة عميقة بأن دول الخليج العربية بدأت تخرج وتتفاعل مع مصالحهم، الاقتصادية والتجارية، وأن القادم سيشهد توقيع اتفاقيات مهمة تصب في تطوير، وتحسين، وتأمين الأمن الغذائي، والعالمي.
وما تم في النيجر من رفع الانقلابيين للعلم الروسي، وزيادة الاستثمارات الصينية في القارة الإفريقية، وطرد الجيش الفرنسي من بعض الدول الإفريقية، والتحركات الأميركية والبريطانية شرقا وغربا، توحي أن الغرب يحاول جمع اوراقه والتمسك بعلاقاته مع أصدقائه بسياسة جديدة، من دون ضرر ولا ضرار.
كل ما يدور حولنا مؤشر لا يمكن التقليل من شأنه، سواء كانت الغاية منه إعلان تشكيل نظام عالمي، دون ولاءات، أو السعي للاستقواء ضد مظلة دولة عظمى.
ستبقى العلاقات الشفافة هي التي تجمع الدول وفق رؤيتها ومصالحها، وهذا ما نراه اليوم في منطقة جنوب الصحراء الكبرى والساحل، ضد القوى الاستعمارية المهيمنة على ثرواتها!
وهكذا، باختصار، نحن على أبواب تغيير نظام أممي يتشكل خلف الكواليس، معتمدا على العدالة الإنسانية والحريات، وعلى رفقاء جدد في إفريقيا، وتغيير في اوروبا، وتماسك عربي، وتوافق خليجي.
اليوم النيجر بدأت تستعيد عافيتها، وبناء مستقبلها برؤية جديدة، رغم تهديدات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) لإحباط الانقلاب العسكري في النيجر، والمطالبة بضرورة عودة النظام الدستوري دون تأخير.
وبعيدا عن الخوض في تفاصيل الانقلاب، والتغييرات، والحراك السياسي، الإفريقي والعربي، وتعقيدات المشهد السياسي والعسكري في السودان، فان ما يحدث، هنا وهناك، من حروب ووساطات ايضا ومناشدات، ورفض كل ذلك، يوحي بإحداث تغيير في ميزان القوى العالمي، وبداية المواجهة الحامية بين روسيا والدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة، والمواجهة الروسية - الصينية مع الغرب في إفريقيا.
فالأزمات والحروب تبدأ اولا بحرب باردة، ثم تتحول حربا ساخنة متصاعدة، وهناك دول تسعى الى رأب الصدع وحل الأزمات، كالمملكة العربية السعودية، التي تعمل لإنهاء الأزمة الروسية - الأوكرانية والحرب السودانية.
حقيقة نحن أمام مشهد غير مطمئن لصراع الهيمنة والسيطرة العالميين، وما يشهده العالم اليوم من عدم استقرار سياسي، واقتصادي ومالي، وتقليص دور الأمم المتحدة، خصوصا مجلس الأمن في حل النزاعات، وازدواجية المعايير للدول الكبرى حول الأمن والسلم الدوليين وغيرها.
فالنظام الحالي لا يمكن أن ينتج السلام، والعدالة والاستقرار، لذا فإننا نتطلع الى أن يفهم العرب أن مصالح القطب الواحد أكثر خطرا، ولعبة الأمم القديمة بدأت في الانهيار والهشاشة، وقد حان الوقت للتفكير في مصالحنا وقوتنا، وتجاوز ضعفنا باتحادنا، واستغلال ثرواتنا، ومقوماتنا، ومعرفة حليفنا من عدونا، والعمل على إنشاء نظام عالمي جديد فعال ويدعم الإنسانية ويقضي على الفساد، وينتج السلام والأمن والاستقرار والازدهار للعالم أجمع…والله من وراء القصد.
كاتب عماني

د. إحمد بن سالم باتميرا

[email protected]

آخر الأخبار