العبدالله: 22 مليار دولار من "الصندوق الكويتي" لـ 105 دول

نؤكد رغبة الكويت الدائمة في تعزيز الشراكة والعمل من أجل مجتمع عالمي أكثر أمناً واستقراراً

الهجرة قضية إنسانية متعددة الأبعاد وقدمنا 50 مليون دولار دعماً للمنظمة الدولية المعنية

الفراغ السياسي والاضطرابات والبطالة والفقر من أسباب تزايد المهاجرين والاتجار بالبشر

ضرورة معالجة الأسباب جذرياً وتوحيد الجهود ودعم دول المنشأ لوضع حد لمشكلاتها

أكد وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله أنَّ الفراغ السياسي والاضطرابات والركود الاقتصادي والبطالة والفقر؛ من أسباب تزايد ظاهرة الهجرة غير المنظمة والاتجار بالبشر في العالم، مبيناً مطالبة الكويت بمعالجة الأسباب الجذرية، وتوحيد الجهود ودعم دول المنشأ، لوضع حد للمشكلات التي تواجهها.
جاء في ذلك في كلمة دولة الكويت، ممثلاً سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف، والتي ألقاها في المؤتمر الدولي للتنمية والهجرة الذي دعت إليه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني مع رئيس تونس قيس سعيد، أول من أمس، في العاصمة الإيطالية روما.
ولفت الوزير العبدالله الذي ترأس وفد الكويت في المؤتمر إلى دور الكويت في هذا الصدد، حيث قامت بتمويل مشاريع إنمائية مختلفة في كثير من الدول، منها مساهمة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية منذ عام 1961 في خلق فرص عمل وتعزيز البنى التحتية والسعي لتحقيق التنمية المستدامة لكثير من الدول النامية، حيث غطى نشاطه 105دول، وناهزت قروضه ومنحه أكثر من 22 مليار دولار، فضلا عن تقديم الكويت نحو 50 مليون دولار دعما لجهود منظمة الهجرة الدولية.

دعوة كريمة
وأعرب ممثل سمو رئيس مجلس الوزراء في بداية كلمته عن الشكر الجزيل للحكومة الإيطالية على دعوتها الكريمة للمشاركة في المؤتمر، مثمناً جهود ميلوني لإبراز هذه القضية الهامة منذ توليها منصبها.
كما أشاد بجهود تونس بقيادة الرئيس قيس سعيد لعقد هذا المؤتمر رفيع المستوى بالشراكة مع إيطاليا، مؤكدا أهميته لمناقشة قضية الهجرة بكل أبعادها ومسبباتها، والتي تعتبر قضية إنسانية متعددة الأبعاد، تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بالتطورات الإقليمية والدولية، مما يستوجب تضافر الجهود للوصول إلى حلول جذرية لها.

معالجة الجذور
وقال: إن اجتماعنا اليوم يسير بالتوازي مع رغبة دولة الكويت الدائمة في العمل من أجل مجتمع عالمي أكثر أمنا واستقرارا، فالتعاون الدولي مع الشركاء المتأثرين بالهجرة غير المنظمة، سواء كانوا بلدان منشأ أو عبور أو وجهة، هو أمر محوري، فلا بد من معالجة جذور هذه القضية بتشعباتها السياسية والاقتصادية والمناخية والأمنية بشكل موسع ومدروس يحقق الهدف المشترك للمنطقة برمتها.

أرض خصبة
وأضاف العبدالله: "بناء على ذلك؛ فإنَّ دولة الكويت ترى أهمية معالجة الأسباب الجذرية لهذه القضية الإنسانية، فالفراغ السياسي والاضطرابات المصاحبة له، فضلا عن الركود الاقتصادي وما ينتج عنه من تصاعد لمعدلات البطالة وحدة الفقر الذي تشهده بعض الدول؛ يشكل أرضاً خصبة لتزايد ظاهرة الهجرة غير المنظمة والاتجار بالبشر، مما يتطلب توحيد الجهود لدعم دول المنشأ لمواجهة الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها".

صندوق التنمية
وتابع: "في هذا السياق، أود أن أشدد على الدور الهام الذي تقوم به دولة الكويت في المجالات الاقتصادية والتنموية والاستثمارية، من خلال مؤسساتها، وعلى وجه الخصوص دور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، في تحقيق الجهود الإنمائية للعديد من الدول عبر تمويل مشاريعها الإنمائية وتنفيذ برامجها التنموية".
وأشار إلى أن "صندوق التنمية" يمثل إحدى ركائز دولة الكويت في علاقاتها مع دول العالم، فمنذ عام 1961 يساهم في خلق فرص عمل، وتعزيز البنى التحتية، والسعي لتحقيق التنمية المستدامة للكثير من الدول النامية حول العالم، حيث غطى نشاطه 105 دول، وبلغت مساهماته من قروض ميسرة، ومنح أكثر من 22 مليار دولار أميركي، و"من جانب آخر، قدمت بلادي مساهمات خلال السنوات الماضية بلغت حوالي 50 مليون دولار لدعم الجهود الإنسانية لمنظمة الهجرة الدولية".

هدف مشترك
وقال الوزير العبدالله: "إن تلك الجهود التي تبذلها دولة الكويت تصب في نهاية المطاف نحو تحقيق هدف مشترك نسعى إليه جميعاً، وهو تهيئة البيئة الاقتصادية والاجتماعية بما يحقق النمو والرخاء للدول التي تعاني من هذه المشكلة".
وأعربَ عن اعتقاده بأنَّ انعقاد هذا المؤتمر يعدُّ ضرورة في هذه المرحلة، معتبراً أنَّه "خطوة أولى نباركها ونؤيدها، على أن تتبعها خطوات لاحقة لبحث الأسلوب الأمثل في تنفيذ ما سيصدر عن مؤتمرنا هذا من توصيات، وذلك من خلال آليات شفافة ومحكمة للوصول إلى الهدف المنشود".

تعزيز الشراكة
وشدد العبدالله في ختام كلمته على أن الكويت تؤكد تعاونها في دعم الأهداف المحورية التي يسعى المؤتمر لتحقيقها، نظراً لما يشكله من فرصة قيمة لتعزيز الشراكة، من أجل عالم أكثر أمنا واستقرارا.