الجمعة 26 ديسمبر 2025
15°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

العبدلي: 90بالمئة من الاختراعات الكويتية تصلح للتطبيق العملي دولياً

Time
الاثنين 06 مايو 2019
السياسة
حوار ـ مروة البحراوي:

أشادت مستشار الجودة والاعتماد الأكاديمي للجمعية الكويتية لدعم المخترعين ومراقب مكتب ضبط الجودة والاعتماد الأكاديمي
بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب غدير العبدلي بتوجيهات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لإنشاء مركز الكويت الوطني للابتكار، حيث تزخر الكويت بالعديد من الكفاءات المبدعة
والمتميزة على مستوى جميع الفئات والأعمار، كما أن مبادرة سمو الأمير جاءت في وقتها، لما للفرد من دور فاعل ومهم في عملية الإبداع والقدرة على ابتكار الأفكار الجديدة والخلاقة التي تساهم في تطور المجتمعات وترتقي بالجميع أفراداً ومؤسسات الى مستوى متقدم في المجتمع.
وقالت العبدلي في لقاء مع «السياسة»: إن الكويت بحاجة في الوقت الحالي إلى هذا المركز لتسهيل آلية تسجيل الاختراعات والابتكارات في الكويت، بما سيعود بالفائدة على اقتصاد الدولة، خصوصا أن الاتجاه العالمي حالياً نحو الاقتصاد المعرفي المعتمد على الثروة البشرية، وبالتالي وجود منظومة متكاملة متمثلة في هذا المركز ستوفر مظلة وحاضنة لأصحاب الابتكارات والمخترعين، كما أن المركز يتوافق تماماً مع رؤية الكويت الجديدة 2035، باعتبار التنمية البشرية أحد محاورها.
وأشارت إلى احتضان الكويت 400 مخترع في شتى المجالات، و90 في المئة من اختراعاتهم تصلح للتطبيق العملي دولياً، كما أن 70 في المئة من أعضاء مجلس إدارة جمعية المخترعين الكويتية مخترعون من بينهم 33 طبيباً مخترعاً.
وأوضحت العبدلي أن مفهوم الجودة الشاملة هي الاتقان في العمل أياً كان نوعه، وهي مبدأ ديني وواجب وطني، كما أنها «فعل الشيء الصحيح بشكل صحيح من أول مرة وفي كل مرة»، ويجب أن يعلم ويقتنع كل مواطن، أياً كان موقعه أو وظيفته أو دوره في المجتمع بأهمية الجودة، والهدف منها والعوائد الإيجابية الكبيرة عليه وعلى الدولة حال تطبيقها، خاصة وأن الكثير يتوقع بأن الجودة ترتبط فقط بالمؤسسات والشركات، ولكن حقيقة الأمر أنها تبدأ من الفرد نفسه، لذا على الفرد ان يقتنع بها وبالعوائد الايجابية للجودة عليه وعلى الدولة في حال تطبيقها. وفي ما يلي التفاصيل:



تطبيقات الجودة والأساليب الإدارية المعاصرة مفتاح ستراتيجي لتحقيق نجاحات مستمرة والحصول على ميزة المنافسة

الاقتصاد الحديث يعتمد على نتاج العقل مما يتطلب تطوير برامج التعليم الأكاديمية

الكويت بها 400 مخترع و70 % من أعضاء الجمعية مخترعون بينهم 33 طبيباً

مستمرون في خدمة المخترعين فهم مبادرون بالمشاريع وحصدوا جوائز دولية متميزة




كيف يمكن تطبيق الجودة في حياتنا اليومية؟
الجودة مصطلح عميق بالمفهوم ويمس كل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتنموية في الحياة، ومفهوم الجودة فلسفة ينبغي على كل شخص يسعى للرقي والتميز في كل المجالات اتخاذه نمطا للعيش عليه والنمو من خلاله، سواء بالنسبة للأفراد أو المؤسسات.
والمتغير الأساسي في معادلة الجودة هو الانسان، لأنه في نهاية المطاف هو من يصنع المنتجات ويبتكر الخدمات الجيدة، وأي عمل يقوم به الشخص في بيته أو عمله أو أي مكان لابد أن يكون مبنيا على المعرفة والالمام والوعي حتى يخرج بالشكل الصحيح والمتقن وهذا ما يعرف بالجودة.
هل يمكن أن تسـاهــم الجودة في تحقيق نقلات نوعية للمؤسسات؟
تطبيقات إدارة الجودة والأساليب الإدارية المعاصرة تعد مفتاحاً ستراتيجياً لتحقيق المؤسسـة نجاحات مستمرة، والحصول على الميزة التنافسية وتحسين مستوى أداء العاملين فيها، وتطبيق الدولة معايير التميز والاطلاع على أفضل الممارسات العالمية يسـاهم في إيجاد سبل من شأنها العمل على تحسين وتطوير وظائفها عبر أجهـزتها ومؤسساتها على نحو يعزز الانتاجية والفاعلية بما يحسن بيئة الاستثـمار، فضلاً عن رفع الوعي المؤسسي والمجـتـمـعي حول أهمية الجودة وأثرها على الدولة اقتصادياً وتنموياً وتعليمياً الذي يقودها نحو النمو والتنوع والاستدامة.
والعصر الحالي يتسم بالتغير المستمر في كل نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية، مما يفرض على المنظمات الاستغناء عن النظم والمبادئ والأساليب الإدارية القديمة والعمل على تطوير وتحسين كفاءة الأداء والإنتاج والتحفيز.
ماذا عن الجودة في المؤسسات التعليمية؟
الجودة هي قوة العصر، ومؤسسات التعليم هي الحاضنة للجودة، فالاقتصاد الحديث يعتمد على نتاج العقل أكثر من اعتماده على نتاج الأرض، وبالتالي يلزم مؤسسات التعليم العالي صناعة قوتها المعرفية عبر تجويد خططها وبرامجها الأكاديمية وتطوير وتحسين أنظمتها ومناهجها الدراسية استشرافا للمستقبل، بالإضافة إلى مد جسور التواصل المعرفي الذي أصبح توجها ستراتيجيا لا غنى عنه لمؤسسات التعليم الحديثة التي ترغب بالتميز، كما بات توثيق الروابط العلمية والخبرات مطلباً لبث الروح بحقول البحث والمعرفة بدول الخليج، لاسيما أن لدينا عقولا مبدعة ومبتكرة ومنتجة ستصنع بالتحامها بغيرها طاقة مبهرة تشد انتباه العالم.
ماذا عن نجاح الهيئة العامة للتعليم التطبيقي في تطبيق نظم الجودة العالمية؟
تعد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب رائدة في نجاحها في تطبيق نظم الجودة العالمية ومواكبة معايير الاعتماد الاكاديمي العالمية، حيث إن ذلك كان له الأثر الأكبر والإسهام الفاعل في توطيد التعاون مع العديد من الجهات الاخرى بالدولة، التي ترغب في الاستفادة من التجربة الرائدة للهيئة في هذا المجال، وعلى سبيل المثال لا الحصر من هذه الجهات الإدارة العامة للإطفاء ووزارة التربية، لنقل الخبرات والمعرفة نظراً لما تضمه الهيئة من كفاءات وكوادر وطنية ذات خبرة قادرة على قيادة عملية تطبيق الجودة والتطوير والتحسين الدائم لها محلياً وإقليمياً.
كيف يمكننا أن نزرع الجودة في النشء؟
لابد من اكساب النشء الصفات الشخصية التي تسهم في تعزيز الجودة الشخصية والعملية، فالقناعات الشخصية والاعـتـقـادات العميـقــة في أعماقنا تعد المحرك الأولي لسلوكياتنا وتؤثر على جودة أدائنا في العمل اليومي، وحين نحمل قناعات ذاتية بأهميــة الجــودة منــذ الصغر، فإننا سنكون مراقبين ذاتيين لأنفسنا، وإن لم نغير من قناعاتنا الشخصية فإننا لن نحصل على الجودة في أداء أعمالنا، ومن صفات الجودة التمتع بتقدير عالٍ للذات وغرس الصدق والأمانة وقبول النقد البناء، مع ممارسة المسؤولية الشخصية التي يصاحبها الانضباط الذاتي، وكذلك تمكين النشء من اكتساب المرونة والقدرة على التكيف مع التغيير ومهارة إدارة الوقت بنجاح نحو تحقيق أهدافه للتمتع بحياة متوازنة فالجودة هي اسلوب حياة.
هل من الممكن أن تكون الجودة سبباً في وصول الشخص إلى ابتكار أو اختراع ما؟
على مدار العصور استمر الإنسان المبدع بطرح ابتكاراته واختراعاته وتسخيرها لخدمة البشرية، والعديد من هذه الاختراعات أصبح لها أثر ايجابي فاعل في حياتنا، بل وأصبح من الصعب الاستغناء عنها كالكهرباء والإنترنت وخدماته الإبداعية في جميع مجالات حياتنا.
وإذا أردت أن تبتكر شيئاً أو تخترع جهازا أو شيئا ما، لابد أن تقوم بكل خطوة وإجراء متعلق به بأعلى درجات الجودة للوصول إلى النتيجة المطلوبة، فالجودة هي أحد السبل المحتومة للوصول إلى الشيء بدرجة عالية من الكفاءة بحيث يؤدي ما هو مطلوب منه.
وتساهم تطبـيـق معايـيــر ونظم الجودة في وضع ستراتيجية عمل لتنمية الابتكار والاختراع وحشد وتحفيز القدرات الابتكارية والتكنولوجيا للوصول الى انسب الوسائل لاستخدام المعرفة وتعظيم الاستفادة من الاختراع او المخرج الذي ينتج عنه او تحسين جودة منتج قائم او تخفيض كلفة انتاج منتج ما ليكون بجودة تجعله قادر على النفاذ للأسواق تمهيدا للوصول الى مرحلة الإنتاج الكمي والطرح التجاري.
ماذا عن الجمعية الكويتية لدعم المخترعين؟
القائمون على الجمعية يعملون جاهدين لتحقيق الأهداف المرجوة من إنشائها، وعلى الرغم من أن عمر الجمعية نحو العامين فقط، إلا اننا نجحنا في تسليط الضوء على الكثير من المخترعين من أبناء الكويت، وعقدنا العديد من الاتفاقيات والشراكات مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية داخل وخارج الكويت، سعياً نحو تحقيق مصلحة أبناء الكويت، ومازلنا مستمرين في العمل على خدمة المخترعين في الكويت والذين يتجاوز عددهم 400 مخترع.
كيف ترين المخترعين من أبناء الكويت؟
من واقع تواصلي المباشرة مع المخترعين من أبناء الكويت، أرى أن 90 % من اختراعاتهم تصلح لأن تطبق على مستوى دولي، ولديهم اختراعات جبارة في مختلف القطاعات ويمكن أن تستخدمها مؤسسات عالمية، وأيضاً عدد الاختراعات الكويتية كبير مقارنة بعدد السكان، وما يميز المخترعين الكويتيين انهم مبادرون بالمشاريع وسعوا إلى تسجيل براءات اختراعاتهم داخل وخارج الكويت، كما أن منهم من خاضوا غمار المنافسة العالمية واستطاعوا حصد جوائز دولية متميزة، ولكنهم مازالوا بحاجة إلى الدعم والاحتضان والتوجيه والحماية، خاصة أن هناك الكثير من الاختراعات قابلة للتطبيق ومن الممكن ان تستفيد منها الدولة.



التوعية بالجودة

أكدت العبدلي أهمية التوعية بقيم الجودة الشاملة من خلال حملات توعوية وبرامج تدريبية في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ولابد أن يكون هناك ربط بين الجودة والموظفين والأفراد والطلاب، كما أنه لابد أن تكون البداية من أصحاب القرار، لأننا إذا أردنا تطبيق الجودة لابد أن يكون هناك قرار، سواء من رب البيت أو مدير المدرسة أو مدير العمل أو القيادي. وقالت: إنه يجب أن يدرك الجميع أن الجودة تعد أحد مبادئ خطة التنمية المستدامة، ولابد ان تتبناها الدولة وتضع لها ستراتيجية يتبعها الأفراد، وهذا ما فعلته الكويت، ولكن يتبقى التطبيق، ولابد من أن يكون هناك معرفة بالجودة وتوعية حول ماهيتها وأهدافها وكيفية وطرق تطبيقها.
آخر الأخبار