معالجة الأسباب الجذرية للصراعات المسلحة لتحقيق السلام والأمن المستداميننيويورك – كونا: نظم وفد الكويت الدائم لدى الامم المتحدة ووفد سويسرا واللجنة الدولية للصليب الاحمر أول من أمس، اجتماعا عبر الاتصال المرئي لدى الامم المتحدة حول تفعيل قرار مجلس الامن 2474 حول المفقودين في النزاعات المسلحة الذي تقدمت به الكويت اثناء عضويتها بمجلس الامن الدولي.وشارك مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في هذا الحدث كأحد المتحدثين الرئيسيين حيث استعرض خلفية هذا القرار الإنساني والجهود التي قامت بها الكويت خلال عضويتها في مجلس الأمن لتقديم هذا القرار والتفاوض عليه مع كافة أعضاء المجلس حتى أن تم إعماده من قبل المجلس بالإجماع بتاريخ 11 يونيو 2019.وقال العتيبي في رد على سؤال حول تاثير جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) على عمل اللجنة الثلاثية، ان "البحث عن المفقودين لدينا لن يتوقف حتى نجد كل واحد منهم لقد شهدنا الكثير من التحديات وواجهنا صعوبات كثيرة ولكن لم يمنعنا أي منها ولا اللجنة الثلاثية من مواصلة البحث".واضاف انه"حتى إذا كان العالم يواجه هذه الجائحة فأنا متأكد من أنه ليس سوى تحد آخر على طول الطريق وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن تقديرنا العميق لأعضاء الثلاثية على كل عملهم على مر السنين وكل من يرتبط بعمله وستستمر الجهود والبحث حتى نحقق السلام والإغلاق لعائلات المفقودين".وخلال حديثه، أوضح العتيبي ان مسألة المفقودين كانت حاضرة دائما في مناقشات مجلس الأمن من خلال مختلف بنود جدول الأعمال لكنها لم تمنح أبدا التركيز الكامل والاهتمام التام الذي تستحقه.
وأثنى على دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجهودها في مساعدة الكويت في قضية المفقودين خاصة منذ غزو الكويت عام 1990 وتوجيههم بخصوص هذا القرار.وقال العتيبي " نحن في الكويت ناقشنا هذه المسألة وتناولناها في مختلف المحافل الدولية بما في ذلك مجلس الأمن منذ غزو الكويت عام 1990 لذا عندما اقترحت الكويت على أعضاء المجلس فكرة القرار بصراحة لم يكن مفاجأة كبيرة على الإطلاق للأعضاء وكان من المنطقي بالنسبة لمعظمهم حيث عرف الجميع ما كان على شعب الكويت أن يتحمله خلال الغزو وما بعده".واكد ان أهمية القرار تكمن في تعزيز الاحترام لقواعد ومبادئ القانون الإنساني الدولي وأهمية معالجة الأسباب الجذرية للصراعات المسلحة لتحقيق السلام والأمن المستدامين عن طريق الحوار والوساطة والمشاورات والمفاوضات السياسية من أجل رأب الصدع وإنهاء النزاعات.وقال "علمنا أن المفاوضات حول النص لن تكون سهلة أبدا لأسباب عديدة فالقرار كان جديدا على المجلس لذا كان بعض الأعضاء حذرين بشأن لغته وحماية مصالحهم الوطنية لذلك حرصنا على البقاء منفتحين امام احترام تلك المصالح وقبولها واظهار المصداقية مع مبادئ السياسة الخارجية الكويتية والتي اتت الى المجلس بدون اجندة خاصة سوى تعزيز السلام والاستقرار للعالم ومنطقتنا".وفي رده على سؤال بشأن النتائج المأمولة من القرار قال: "لا يمكنني حقا اختيار أي نتائج محددة لاسيما وأن هذا القرار تم صياغته من قبلنا بشكل أساسي لذلك آمل وأتمنى أن يتم تنفيذ كل فقراته في الأشهر والسنوات القادمة عند معالجة قضية الأشخاص المفقودين في الصراع المسلح".ودعا العتيبي الى الاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير الذي زاد بشكل كبير من فعالية البحث عن المفقودين وتحديدهم بما في ذلك من خلال علوم الطب الشرعي وتحليل الحمض النووي وخرائط وصور الأقمار الصناعية ورادار اختراق الأرض وقال ان " هذه بعض الإجراءات التي ساعدتنا في الكويت وأود أن أراها تمارس في الأشهر والسنوات القادمة".وفي رد على سؤال حول تجربة الكويت بتوفير المعلومات والدعم لعائلات المفقودين قال العتيبي "لا ينبغي لأي بلد وشعبه أن يختبروا الحرب أو النزاع المسلح ولكن للأسف يشهد العالم المزيد والمزيد من هذه الصراعات المسلحة أكثر من أي فترة زمنية أخرى".واوضح ان القرار يوفر العديد من الطرق لعائلات المفقودين الا ان الخطوة الأولى يجب أن تدعو مجلس الأمن للعمل على حل النزاع المسلح وإدراج القرار 2474 في إجراءاته التي يتعين على الأطراف تنفيذها".