السبت 12 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

العجمي: انتكاسات متكررة للمدمنين بمنزل "منتصف الطريق"

Time
السبت 20 أكتوبر 2018
View
5
السياسة
* الإدارة لا يمكن أن تحقق أهدافها بمفردها ونعتمد على المتطوعين في عملنا
* "التنمر" مشكلة لافتة في المدارس وبدأنا بمواجهته بداية العام الدراسي مع التربية
* الالتحاق بالمنزل لا يتم بالإجبار والهدف ليس خدمات انما استمرارية تعافي النزيل


حوار ـ عبدالناصر الاسلمي:


أكد مدير إدارة التأهيل والتقويم في وزارة الأوقاف د. ناصر العجمي أن تشكيل الإدارة جاء لمواجهة الانتكاسة المتكررة لبعض المتعافين من الأدمان، خصوصاً أن الادمان والعنف الاسري متلازمان، لذا فإن من اهداف الإدارة معالجة هذه الظاهرة لكن لا يمكن أن تحقق اهدافها بعملها منفردة، وهنا تبرز أهمية الجانب التطوعي وهو ضمن عملنا بشكل أساسي. وقال العجمي، في حوار أجرته معه "السياسة": إن هناك إدارة مختصة بتأهيل وتقويم المنحرفين فكرياً والارهابيين، ممثلة في إدارة "الوسطية"، في حين بدأت إدارة التأهيل معالجة ظاهرة "التنمر" الموجودة بشكل ملفت في المدارس. وأشار إلى الدور الكبير الذي يلعبه منزل "منتصف الطريق" من أجل الوصول إلى تحقيق حالات تعافي نهائية من الأدمان تضاهي مثيلاتها العالمية.
وأوضح أن تحقيق أهداف الإدارة يتم من خلال ثلاثة محاور هي: معالجة ومتابعة حالات ضحايا العنف الاسري، متابعة حالات المتعافين من الادمان، وخدمة مجتمعيه تقوم بها الإدارة وهي تشغيل الحاضنات والورش الحرفية في المؤسسات الإصلاحية.
وفي ما يلي التفاصيل:
حدثنا عن إدارة التأهيل والتقويم؟
إدارة التأهيل والتقويم من الادارات الحديثة في وزارة الاوقاف ونظراً لأهميتها وحتى تنهض وتحقق اهدافها الحقت مباشرة بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية واستمرت بهذا الحال حتى اعتماد الهيكل التنظيمي الجديد للوزارة الذي ارتأى الحاق الإدارة بقطاع الشؤون الثقافية.
ما هي ظروف تشكيل الادارة؟
السبب الرئيس لتشكيل الإدارة هو ملاحظة مجموعة من الاختصاصيين في وزارات الصحة والتربية والاوقاف ظهور مشكلة الانتكاسة المتكررة لبعض المتعافين من المدمنين حيث إنهم وجدوا أن المدمن المتعافي لا يلبث أن ينتكس بعد فترة ليست بالطويلة تقدر بأربعة او ثلاثة أشهر فيتعرض لانتكاسة لأسباب تكون خارج ارادته كعدم تقبل الأسرة والمجتمع له والشعور بأنه منبوذ وتكون الانتكاسة اكبر من السابق نتيجة لعدم تحمله للظرف الاجتماعي الذي وضع به فيعود الى تعاطي المخدرات التي يظن انها تشعره بالراحة والاطمئنان وبالتالي يتم ايداعه مرة اخرى سواء في قسم الملاحظة او مركز علاج الإدمان.
هل هناك علاقة بين العنف الاسري والادمان؟
الادمان والعنف الاسري متلازمان بل إن من أهداف الإدارة معالجة هذه الظاهرة ويمكن ان تلخيص اهداف الإدارة بشكل عام من خلال ثلاثة محاور هي: معالجة ومتابعة حالات ضحايا العنف الاسري، متابعة حالات المتعافين من الادمان، وخدمة مجتمعيه تقوم بها الإدارة وهي تشغيل الحاضنات والورش الحرفية في المؤسسات الإصلاحية حيث جهزت وزارة الاوقاف بالتعاون مع وزارة الداخلية الورش لخدمة فئة المحكومين من النزلاء في السجون بالتعاون مع معاهد الدورات الخاصة وإقامة برامج مثل ورش النجارة والحاسب الآلي والخياطة والطهي للنساء والاعمال والاشغال اليدوية حيث وزعت بحسب احتياج وبحسب نوعية النزيل وكل بحسب مجاله، واقمنا في مايو الماضي معرضا لمنتجات النزلاء بالتعاون مع وزارة الداخلية والذي كان الاقبال فيه ملفتا كبداية للمعرض.
ماذا عن تحقيق الاهداف التي حددتها الإدارة؟
لا يمكن للادارة وحدها تحقيق اهدافها بعملها منفردة و لابد من وجود الجانب التطوعي وعلي هذا الأساس أقمنا شراكات عديدة مع جمعيات النفع العام والفرق التطوعية داخل الكويت ووقعنا بروتوكول تعاون مع وزارة الصحة والذي على اثره تم تجهيز منزل منتصف الطريق المكون من عشرة ادوار ثمانية منها للسكن ودورين اداريين والذي يهدف الى استمرار التعافي لنزلاء المنزل والذي أخرج متعافين بنسب عالية كما ان المدة المقررة لقاطنية من المتعافين عام واحد على اربع فترات ثلاثة اشهر لكل فترة ووصلت نسبة استمرار التعافي الى رقم يوازي المعدلات العالمية بشهادة الجهات المختصة وهذا ما حققناه في سنتين بالتعاون ما بين مؤسستين حكوميتين هما وزارتي الصحة والأوقاف.
هل عملكم تطوعي ام حكومي خدمي؟
مثل ما اوضحت سابقا فأن الجانب التطوعي مهم وهو ضمن عملنا بشكل أساسي حيث تم الترتيب لمجموعة برامج وفعاليات مع جمعية "كيان" للرعاية الاسرية وهي التي لها دور مهم في حالات العنف الاسري وهم يبذلون جهدا ممتازا في هذا الجانب وكذلك الجمعية الوطنية لحماية الطفل كما استضفنا أيضا زينب المحمود من مؤسسة امان القطرية للحماية والتأهيل الاجتماعي حيث نظمنا برنامجا ثقافيا على مدار اسبوع كامل تضّمن دورة تدريبية عن الاسرة والإساءة والعنف وكيفية حماية النفس وذلك بتدريب بعض الاخصائيين والمعلمين كما نظمنا العديد من المحاضرات وكان اسبوعا حافلا لكثافة الحضور والمشاركين.
هل كل التجارب كتب لها النجاح في التعامل مع النزلاء او المراد تأهيلهم؟
كانت هناك تجربة سابقة للوزارة ولكن للأسف لم تتم بالشكل المطلوب وعلى أثره تم اغلاق المشروع ولكن المشروع بالنسبة لنا مهم جدا ولابد ان يكون موجود بالكويت، ونظراً لخطورة العنف الاسري فإن إدارة التأهيل والتقويم ستكرس جهودها على مدى العام الحالي بالاهتمام بضحايا العنف الاسري عن طريق توعية المجتمع بهذا المفهوم وايضاح الجانب الشرعي منه وهو دورنا في وزارة الاوقاف وغيرها من الامور المهمة المتعلقة بهذا الجانب التي نود ان تصل للمجتمع بكل فئاته.
هل تواجهون متاعب في هذا الشأن؟
هناك جهود متعددة نحتاج الى توحيدها ضمن جهد واحد هناك أكثر من خط استماع موجود بالكويت فالمفروض ان تكون جهة واحدة والرد واحد من قبل المختصين الاجتماعيين والنفسيين الذين لهم القدرة على توجيه الحالة والرد عليها لضمان سلامتها لذلك نحن نحتاج إلى المؤهلين للعمل في خط الاستماع إذ ان الهدف من ذلك كله ايجاد خط واحد على مستوى الدولة ويكون متاحاً للتواصل خلال 24 ساعة مدار اليوم.
كيف يتم الالتحاق بمنزل منتصف الطريق؟
الالتحاق بالمنزل لا يتم بالإجبار انما بالاختيار لكن بشروط المنزل والالتزام بها كما ان هدف المنزل ليس تقديم خدمات فقط انما تقديم استمرارية التعافي يلتزم بها النزيل او المتعافي داخل المنزل كما توجد زيارات من جهات خارجية لزيادة معرفتهم بإنجاز المنزل وللاطلاع على برامجه وفعالياته حيث يحتوي على العديد من البرامج والفعاليات موزعة على مدار العام.
ماهي برامجكم في المنزل؟
البرنامج العلاجي في المنزل من اختصاص وزارة الصحة خلال الفترة الصباحية والإدارة تختص بالخدمات داخل المنزل من تجهيز المقر والاستراحة والديوانية والنادي الرياضي المصغر وصالة الالعاب بالإضافةالى حلقة القرآن الكريم التي تم اعتمادها من ادارة شؤون القرآن الكريم وهناك ٢٢ نزيلاً نجحوا في اختبارات الحلقة واستلموا شهاداتهم مع المكافآت وأيضا تنظم الإدارة العديد من رحلات العمرة للمتميزين وكذلك مناسك الحج وهناك المخيم الربيعي الذي يبدا بحسب المدة المقررة له حيث استفدنا كثيرا من هذا البرنامج الذي كان له دور كبير في استمرارية التعافي للنزلاء.
ماذا عن حالات التنمر؟
التنمر مشكلة بدأت بالظهور بشكل ملفت في المدارس وكان هناك مقترح من المشاركين في الدورة التدريبية التي اقامتها زينب المحمود حول الإساءة والعنف بأهمية التطرق لموضوع "التنمر" لان اولادنا يعانون منه، فالتنمر اثبات للقوة وفرض الذات على الشخص الاخر وممارسة بعض الضغوط وبدأنا به مع بداية العام الدراسي حيث تفاعلت معنا وزارة التربية في هذا الجانب.
ماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟
نعمل حاليا على استئجار بناية في إحدى مناطق محافظة الفروانية لتغطي مناطق الجهراء والفروانية والرقعي والعاصمة، كما نسعي للعمل على ايجاد منزل لإيواء حالات العنف الاسري بالتعاون مع وزارة الشؤون لتوفير مثل هذا المبني وتجهيزه.


لا إحصاءات للعنف الأسري

كشف مدير إدارة التأهيل والتقويم في وزارة الأوقاف د. ناصر العجمي أنه إلى الآن لا توجد أي جهة يمكن ان نعتمد منها إحصائية حول موضوع ضحايا العنف الاسري في الكويت وخلال فترة عملي في الإدارة بما يقارب السنتين اتضحت ضرورة ان يتم تشكيل اللجنة التنسيقية والتي ارتأت الوزارة ان تعيد تشكيلها من جديد لكي نبدأ تنفيذ هذه المشاريع الخاصة باللجنة من ضمنها تنفيذ مركز الاستماع (الخط الساخن) الذي له علاقة بالاستماع لضحايا العنف الاسري والمتعافين من الإدمان حيث تقترح الإدارة ان يكون هناك رقم موحد على مستوى الكويت ليهتم بهذا الجانب علماً بأنه سيتم متابعته من قبل بعض الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين بالتعاون مع مؤسسات الدولة المعنية بالموضوع وذات الشأن.


منزل لإيواء ضحايا العنف


أكد مدير إدارة التأهيل والتقويم في وزارة الأوقاف د. ناصر العجمي أنه يتم ترتب امورا عدّة بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة، ونحن على وشك تشكيل لجنة مشتركة بهدف إنشاء منزل إيواء لحالات ضحايا العنف الاسري بالتعاون بين وزارات الاوقاف والصحة والشؤون والداخلية وايضا جمعية كيان للرعاية الاسرية والجمعية الوطنية لحماية الطفل، حيث اخذت الإدارة على عاتقها المساهمة في اقامة اول منزل لإيواء حالات ضحايا العنف الاسري بمقاييس دولية.
آخر الأخبار