السبت 21 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

العدد 12... معجزة موسى وعدة الشهور عند الله

Time
الأحد 17 أبريل 2022
View
450
السياسة
(وكل شيء عنده بمقدار)، (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِيْن)، (لقد أحصاهم وعدهم عدا)، (ولتعلموا عدد السنين والحساب)... إشارات مُبينة في الذكر الحكيم إلى أهمية الأعداد والحساب، تدفع باتجاه تدبُّر مواضع ذكرها، وبيان حكمتها وأسرارها، إذ اشتملت آيات القرآن الكريم على عدد كبير من الأعداد المعروفة بدءاً من العدد "1"، حتى "مئة ألف" ليكون الكتابَ السماويَّ الوحيدَ الذي أفرد جانباً كبيراً من نصوصه للأعداد.

كتب - أحمد شحاتة القعب:

ورد الرقم 12 في القرآن الكريم خمس مرات، إذ ذُكر في قوله تعالى بسورة البقرة "وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ"، فقد طلب نبي الله موسى الماء لقومه بعد ان استبد بهم العطش وسط صحراء سيناء القاحلة، فاستجاب الله عز وجل وأمره ان يضرب بعصاه الحجر، فانفجرت العيون يتدفق منها الماء العذب، وبلغ عددها 12 عينًا، وتوزع قومه في جماعات امام كل عين، يشربون منها كلما شعروا بالعطش، وفي الرقم 12 تكذيب غير مباشر لما اورده كتبة التوراة، ونقله عنهم بجهالة بعض المؤرخين المسلمين من ان عدد الفارين من مصر من بني اسرائيل تجاوز مليوني شخص بمن فيهم النساء والأطفال، اذ لو كان العدد صحيحا، ما كفتهم إلا انهارا ضخمة وليست عيونا صغيرة لا تكفي إلا لبضع آلاف من البشر، وهو العدد الصحيح لهم والذي يستقيم مع العقل وتؤيده نصوص القرآن الكريم.
وجاء العدد 12 في نص قرآني مشابه في سورة الاعراف "وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (160).
وتشير الاية الى تقسيم الاسباط، وهم نسل نبي الله يعقوب الذكور، وكان عددهم اثني عشر هم يوسف وإخوته، وأطُلق على ذرية كل ابن منهم سبط اي حفيد، ثم صار كل سبط قبيلة مستقلة، ونشبت بينهم نزاعات دموية على مدار التاريخ اساسها السلطة والرياسة، وتتحدث الآية الكريمة عن دعوة موسى ربه بتوفير الماء والى سرعة الاستجابة في لحظات، دلالة على رعاية المولى لهم، كما امر السحب فتجمعت فوق رؤوسهم على غير العادة في ذلك الوقت من الصيف، وتكفل بإطعامهم المن والسلوى، وهي انواع فاخرة من الطعام تعددت الاقوال في انواعها، وهو تعالى يذكر هذه النعم للتأكيد ان غضبه عليهم ولعنته لهم كما لعن ابليس لم تأت من فراع، بل جراء سوء افعالهم وتكرار جرائمهم بحقه تعالى رغم انه فضّلهم على المصريين، ويسر لهم بالخروج بتدبيره المحكم.
وتكرر ذكر العدد 12في موضع آخر في قوله تعالى" وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ"، وتعنى أنه تعالى أبرم مع 12 من قادة اليهود اتفاقية تتضمن عدة التزامات، مثل إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وتعظيم شعائر الله، وطاعة الانبياء، وتجنب البخل وكنز المال، بينما نص الميثاق في حالة مخالفتهم لبنوده، ونقضهم العهد ان ينزل عليهم غضب الله وان تصيبهم لعنته، وهو ما حدث بالفعل، اذ انهم تمردوا كعادتهم وافسدوا في الارض، وعذبوا اهل كنعان، وقتلوا الانبياء وشنعوا عليهم، وبخلوا بأموالهم، وزعموا ان ربهم لهم وحدهم وليس لكل البشر، والغريب انهم يواصلون افعالهم المنكرة حتى اليوم، ما يجعلنا على ثقة انه سيأتي يوما يحيق بهم العذاب بما فعلوا.
كذلك ظهر العدد الظهور الاشهر له في قوله تعالى "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ".
وتقرر الآية ان عدد الشهور في اللوح المحفوظ اثنا عشر شهرًا، منها اربعة حرم فيها القتال إلا للدفاع عن النفس، وهي "محرم، رجب، ذو القعدة، ذو الحجة"، واستند البعض الى الاية في اثبات ان المواقيت التى عرفها البشر منذ قدماء المصريين توقيفية من عند الله ولا يجوز تغييرها.
آخر الأخبار