السبت 21 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

العدل والمساواة جوهر الرفاهية

Time
الاثنين 07 مارس 2022
View
5
السياسة
عرفان أمين

دوَّن الكثيرون عن حقوق النساء وأهمية مساواتها بالرجال على جميع المستويات والاصعدة، وسطَّرَ آخرون أفكارًا تفوح بالتمييز لاعتقادهم بخصوصية المرأة وصعوبة تحقيق المساواة بسبب العادات والتقاليد والظروف الثقافية والدينية، في حين تشبَّث آخرون بطبيعة التركيب الفسيولوجي للمرأة ورقّة طباعها لفرض التمييز الجنسي والتقليل من شأنها.
تعرضت المرأة للظلم منذ القدم حتى تجذرت هذه الطباع بالكثير من التصرفات اليومية. انتهز البعض هذه الفرص للتحكم بقرارات المرأة وارغامها على عيش الحياة وفقًا لأهوائهم، بينما تفنن آخرون في تبرير التّمييز والتمسك بِمعتقداتهم الشخصية لفرضها وشرعنتها مُعتقدين بِكونهم أصحاب الحقيقة المطلقة بمفاهيمهم الدينية والمذْهبية الخاصة أحياناً وبالعادات والتَّقاليد ومصالحها وصلاحها أحياناً أُخرى، يعملون جاهدين لإقناع الناس بصحة تلك الأفكار وصلاحها.
مع كل ذلك يمكننا ملاحظة تخفيف حدة التمييز الظالم ببعض دول العالم وتحسن وضع المرأة تدريجيًا، فقد أصبح التعليم مُتاحًا للبنات بشكل كبير، وأصبحن يتلقين التعليم المدرسي والجامعي بأغلبية الدول بعد سنوات الحرمان الطويلة، مع العلم بأهمية الشراكة الضرورية والحيوية بين النساء والرجال لبناء المستقبل ودور الأم المهم بتربية الطفل، وصعوبة القيام بذلك إذا مُنعت من تلقي الأصول التربوية العلمية للعناية بالطفل وهي حق أصيل للجميع "ففاقد الشيء لا يعطيه".
النساء والرجال متساوون في الحقوق والواجبات، ولا يجوز حرمان أحد من حقوقه لاختلاف جنسه، وقد خاطبت الكُتب المقدسة الجنسين بكلمتي "المؤمنون" و"المؤمنين" التي وردت في القرآن 111 مرة دون تمييز فلِمَ التمييز الجنسي البغيض؟ تؤكد الأديان على وجوب تطبيق العدالة والمساواة بين الناس، لكونهما مبادئ أساسية لديمومة التطور على قواعد صحيحة تمنح كل ذي حق حقه والتمييز تدمير لهذه الركيزة الحياتية، بينما تُشير الاحصاءات العالمية الى اِخْتِلال ميزان العدالة برواتب الجنسين، واستلام المرأة راتبًا يقل 22% عن الرجل للوظيفة نفسها. عندما ننظر لاستمرارية الوجود الإنساني المرتكزة على الحمل والولادة، وهي عملية طويلة نسبيًا وشاقة للمرأة تكتنفها الكثير من المخاطر والمتاعب والآلام الجسدية التي تُرغم المرأة على العيش بظروف صعبة فترة الحمل وبعده، تسعة أشهر من التغييرات الكبيرة بالجسم وظروف الحياة وتحمل الآلام والصعاب، ومُراعاة كُل صغيرة وكبيرة بحياتها حتى الأمور الروتينية كالأكل والشرب وغيرها الكثير من أجل سلامة الطفل، تُضحي براحتها لحماية طفلها واستمرارية نموه الطبيعي، ناهيك عن عملية الولادة وآلامها المُبرحة التي تُؤدي أحيانًا للموت، وتلحقها فترة الرضاعة والسهر على راحة الطفل والعناية به، تلك العملية تكتنفها الكثير من الصعاب المتتالية.
هذه التضحيات تقابلها بعض القوانين المُجحفة كتسجيل اسم الطفل بالأوراق الرسمية بلقب الأب فقط، وتجاهل الأم بالكامل وكأنها لم تكن! كما تمنع بعض القوانين منح الطفل جنسية الأم وتتجاهل دورها بقدوم الطفل لهذا العالم واستحالة حدوث ذلك من دونها، ونتساءل متى نُقدر تضحيات المرأة العظيمة على حساب مقومات حياتها اليومية؟

كاتب من الأوروغواي
آخر الأخبار