العراق: 114 قتيلاً و300 مصاب في حريق كارثي داخل صالة للأعراس

زفاف "الحمدانية" يتحوّل إلى مأتم… والسوداني يعلن الحداد ثلاثة أيام… والرئيس رشيد يدعو إلى التحقيق

بغداد، عواصم - وكالات: تحول حفل زفاف إلى مأتم شعبي ونشر الحزن في أرجاء العراق كافة، بعدما اندلع حريق ضخم أسفر عن مقتل وإصابة المئات في ساعة متأخرة من ليل أول أمس، نتيجة اشتعال النار في قاعة حفلات كان يقام فيها حفل زفاف في منطقة الحمدانية بمحافظة نينوى شمال بغداد. وبينما أكد نائب محافظ نينوى حسن العلاف مقتل 114 شخصًا ونحو 300 مصاب كحصيلة أولية جراء الكارثة، دعا الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد إلى فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث، واتخاذ إجراءات السلامة لمنع تكراره، فيما قالت وزارة الداخلية إن التقرير الأولي للحادث يشير إلى أن الحادث ليس جنائيا وإنما بسبب فقدان إجراءات الأمن والسلامة.
من جانبه، حض رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وزيري الداخلية والصحة على بذل كلّ الجهود لإغاثة المتضرّرين جرّاء الحادث، والإشراف على عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدة، كما وجه بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق ثلاثة أيام، ودعا الجهات الصحية المختصة لتبني علاج الجرحى والمصابين وتوفير أقصى حالات الرعاية، وحسب متطلبات الحالات للعلاج داخل العراق أو خارجه، وطالب بتشكيل لجنة تباشر على الفور التحقيق وكشف ملابسات الحادث للوقوف على الأسباب وكشف نواحي التقصير، وإعداد قائمة دقيقة للضحايا وذويهم، لضمان حقوقهم القانونية والاعتبارية وتعويضهم مادياً.
بدورها، نفت وزارة الصحة العراقية وفاة العروسين، مؤكدة أنهما بخير، وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر إنّ الأنباء التي تحدثت عن وفاة العروسين ضمن الحريق غير صحيحة، وهما بصحة جيدة، مضيفا أنّ تعزيزات طبية مختلفة وصلت بشكل عاجل الى محافظة نينوى من أجل إسعاف المصابين، مبينا أنه تم نقل بعض المصابين إلى إقليم كردستان ما بين محافظة أربيل ومحافظة دهوك وهناك نحو 10 حالات حالتهم خطرة، والوزارة تبذل جهوداً كبيرة في قضية علاجهم وهناك سيطرة على الموقف الطبي، مشيرا إلى أن الكثير من حالات الإصابة ناتجة عن التدافع والاختناق.
وفي وقت سابق، أفاد الدفاع المدني العراقي بأن المعلومات الأولية، تشير إلى ان سبب الحريق استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف، ممّا أدّى إلى اشتعال النيران داخل القاعة ومن ثم اتساع دائرة الحريق، ما أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة، وذكر أن قاعة الأعراس مغلفة بألواح الايكوبوند سريع الاشتعال والمخالفة لتعليمات السلامة والمحالة إلى القضاء، حسب قانون الدفاع المدني المرقم 44 لسنة 2013 لافتقارها إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة.
وفيما أعلن قائد عمليات نينوى عبد الله الجبوري عن توقيف تسعة مسؤولين عن قاعة الحمدانية، قائلا إن مالك قاعة حفل الزفاف يسكن في اربيل، مؤكدا التنسيق مع داخلية اقليم كردستان للقبض عليه، كشفت معلومات أولية أن مالك القاعة ويدعى سمير سليمان نبو ونجله روان من المكون المسيحي، ويمتلك سلسلة مشاريع تجارية داخل قضاء الحمدانية اسسها مع شقيقه جوني نبو خلال الفترة من 2018 إلى 2022 منها مطعم سياحي وقاعة للمناسبات والاحتفالات ومدينة العاب.
هذا، وأعربت العديد من الدول العربية والخليجية والبعثات الديبلوماسية في العراق عن تضامنها جراء الفاجعة، واعربت الخارجية السعودية عن تعازي المملكة ومواساتها لذوي ضحايا الحادث، كما عبّرت الوزارة عن تضامن المملكة مع العراق وشعبه وعن خالص تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، فيما قالت سفيرة الولايات المتحدة ألينا رومانوفسكي "نقف جنباً إلى جنب مع جميع العراقيين في حزنهم على الضحايا والمصابين في مأساة حفل زفاف الحمدانية". كما أعربت مصر عن تعازيها وتضامنها، وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن مصر تُعرب عن خالص تعازيها وتضامنها مع العراق حكومةً وشعباً، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
في غضون ذلك، سيطرت فرق الإنقاذ على حريق محدود اندلع بفندق الرشيد في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في العاصمة العراقية بغداد، التي يوجد بها البرلمان والعديد من المباني الحكومية والسفارات الأجنبية، ويستقبل الفندق العديد من المبعوثين من دول الخليج. وأدى الحريق إلى إجلاء النزلاء وديبلوماسيين منه لوقت قصير، وذكر مسؤول في الفندق أنّ الحريق المحدود اندلع في المطبخ، واصفًا عملية الإجلاء بأنّها إجراء احترازي روتيني، حيث عاد النزلاء بأمان إلى غرفهم.