الدولية
العراق: أنصار الصدر يواصلون اعتصامهم وسط دعوات حوار لإنهاء الأزمة
الأحد 31 يوليو 2022
5
السياسة
بغداد، عواصم - وكالات: فيما يدخل اعتصام أنصار التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المفتوح داخل البرلمان العراقي يومه الثالث اليوم، وسط ودعوات حوار لإنهاء الأزمة، تصاعدت الدعوات للحوار، بينما أطلق رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارازاني أمس، مبادرة حوار لحل الأزمة.ويقيم أنصار الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر، مجالس عزاء حسينية بداخل مقر البرلمان وبثّت أناشيد عاشورائية دينية عبر مكبّرات صوت، وذلك خلال أول أيام شهر محرم في العراق والذي يحيي فيه المسلمون الشيعة ذكرى مقتل الإمام الحسين ابن علي.وصباح أمس، قام متطوعون بتوزيع الحساء والبيض المسلوق والخبز والمياه على المعتصمين الذين قضوا ليلتهم الأولى في البرلمان، وفي حديقة البرلمان، جلس البعض على حصائر تحت شجر النخيل بينما نام آخرون على فرش وأغطية وضعت على أرض المجلس.وانحسر تواجد المعتصمين داخل أروقة البرلمان، فيما توافدت اعداد غفيرة من أتباع الصدر من المحافظات للمشاركة، وتواجدت قيادات بارزة للتيار الصدري بين جموع المعتصمين أبرزهم حاكم الزاملي وحسن العذاري وقادة في "سرايا السلام" الجناح العسكري للتيار الصدري.وأقام المعتصمون مجالس عزاء لإحياء شعائر عاشوراء، كما أدوا صلاة الفجر فيما تتواصل هتافاتهم لدعم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وقاموا بنصب خيم للاعتصام داخل البرلمان وأخرى لتقديم وجبات الطعام للمعتصمين، فضلا عن تكليف أعداد كبيرة منهم لتفتيش الداخلين لمقر البرلمان تحسبا لأي طارئ بعد إغلاق مداخل البرلمان وتحديد مدخل واحد لدخول وخروج المتظاهرين.وعاد منظر انتشار "التوك توك" من جديد بعد ظهورها بكثافة قبالة السياج الخارجي لمبنى البرلمان، وهي تقوم بنقل المتظاهرين وإيصالهم إلى مقر البرلمان بعد أن كان أول ظهور لها في تظاهرات أكتوبر 2019. وأعلنت السلطات إعادة فتح جميع الشوارع والجسور المغلقة في محيط المنطقة الخضراء الحكومية، وأصبحت الحياة طبيعية أمام حركة المركبات قبالة المنطقة بعد اقتصار تواجد أنصار الصدر داخل البرلمان من دون أي تجمهر خارج المبنى سوى حركة الوافدين.وكلفت الحكومة الأجهزة الأمنية بتأمين الحماية لجميع الأبنية الحكومية داخل المنطقة الخضراء وايضا حماية الطرق التي يسلكها المعتصمون، لكن القوات الأمنية لاتزال منتشرة بكثافة في الشوارع والمساحات العامة.ولم يعلن الصدر أي موقف إزاء المناشدات التي أطلقتها القوى السياسية بشأن التهدئة وإجراء حوار لحل المشاكل العالقة والتوصل لآلية لتشكيل الحكومة الجديدة، بينما أرجأت قوى الإطار التنسيقي دعوتها لخروج تظاهرات لانصارها.وبينما رهن ممثل زعيم التيار مقتدى الصدر رفع الاعتصام بتنفيذ المطالب، لافتا إلى تصميم تياره على الاستمرار في الاعتصام.، وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بتعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الرسمية كافة أمس، محملا الكتل السياسية مسؤولية التصعيد وطالبها بتقديم تنازلات لتجاوز الأزمة، بينما دعت أطراف سياسية إلى حوار جاد لتجنيب البلاد أي مخاطر محتملة.من جانبه، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول أن الأمن بدأ بفتح الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء، مشددا على أن القوات العراقية قادرة وجاهزة لحماية أمن البعثات الديبلوماسية، مضيفا أن القطاعات الأمنية تنسق بفعالية عالية بين أجهزتها المختلفة، موضحا أن العاصمة بغداد تشهد استقرارا أمنيا.وأكد أن لدى الجيش العراقي جهدا استخباراتيا استباقيا لمنع أي طرف من إثارة الفتنة، مؤكدا نشر قوات أمنية إضافية في المنطقة الخضراء لحفظ الأمن، لافتا إلى أن مسؤولية القوات العراقية تأمين الحماية للمتظاهرين والسفارات في المنطقة الخضراء، مشيرا إلى أن الحركة في المنطقة الخضراء طبيعية، وكل طرق بغداد مفتوحة.وتواصلت الدعوات للتهدئة والحوار من مختلف الأطراف السياسية، حيث دعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، إلى "لقاء وطني عاجل لإنجاز حوار وطني فاعل ومسؤول تكون مخرجاته من أجل الوطن وتغليب مصلحته على كل المصالح الحزبية والفئوية".وأطلق رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني مبادرة، داعيا الأطراف السياسية للقدوم إلى أربيل عاصمتهم الثانية، والبدء بحوار مفتوح جامع للتوصل إلى تفاهم واتفاق قائمين على المصالح العليا، قائلا "إن زيادة تعقيد الأمور في ظل هذه الظروف الحساسة يعرض السلم المجتمعي والأمن والاستقرار للخطر".كما تواصلت ردود الفعل الدولية، حيث أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريتش قلقه، قائلا إن "حرية التعبير والتجمع السلمي من الحقوق الأساسية التي يجب احترامها في جميع الأوقات"، وحض جميع الأطراف على تجاوز خلافاتهم وتشكيل حكومة وطنية فعالة من خلال الحوار السلمي والشامل، بحيث تكون قادرة على تلبية مطالب الإصلاح القائمة منذ فترة طويلة دون مزيد من التأخير، وفق قوله.من جانبها، قالت السفارة الأميركية في العراق إنها تراقب "عن كثب الاضطرابات"، معربة عن قلقها بشأن التقارير التي تتحدث عن أعمال عنف، مشددة على أن "الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير مكفولان في الدستور العراقي"، داعية الأطراف السياسية من مختلف الأطياف للالتزام بضبط النفس والابتعاد عن العنف وحل خلافاتهم السياسية من خلال عملية سلمية وفقا للدستور العراقي.بدوره، أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه، ودعت بعثة الاتحاد لدى العراق القوى السياسية لحل القضايا من خلال حوار سياسي بناء في الإطار الدستوري.وناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم السبت، العمل على وأد الفتنة بسرعة، ووقف منحنى التصعيد الذي قد يخرج بالأوضاع في البلاد عن السيطرة، مُشدداً على أن خروج الأمور عن السيطرة لن تكون في مصلحة العراق ولا لصالح أي طرف.إلى ذلك، أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال ستة إرهابيين ينتمون لتنظيم "داعش" في مناطق متفرقة من محافظة نينوى، ينتمون لما يُسمى سابقاً ولاية نينوى وعملوا ضمن ديوان الجند في "داعش" بصفة مقاتلين، وشاركوا بالقتال ضد القوات الأمنية خلال عمليات التحرير.