الدولية
العراق: هدوء حذر في بغداد ...والاحتجاجات تعود إلى مدينة الصدر
الثلاثاء 08 أكتوبر 2019
5
السياسة
بغداد - وكالات: أعلن قائد الوحدات الخاصة، التابعة لقوى الأمن الداخلي الإيراني، العميد حسن كرمي، عن إرسال قوة مكونة من 7500 عنصر إلى العراق، زاعماً أنها لحماية "مراسم أربعين الحسين"، وسط اتهامات من المتظاهرين العراقيين لـ "الحرس الثوري" الإيراني والميليشيات التابعة له بالتدخل لقمع وقتل المحتجين في العراق.وقال كرمي، الذي تتولى قواته مسؤولية مواجهة الاحتجاجات مع إيران، ليل أول من أمس، إن "نحو عشرة آلاف من أفراد القوات الخاصة يتولون مسؤولية حماية مراسم الأربعين بشكل مباشر"، مضيفاً ان "7500 منهم يعملون يتواجدون بشكل مباشر، وهناك أربعة آلاف عنصر احتياط".وكشف أن 30 ألف شرطي يشاركون في حماية المسيرات الممتدة من إيران إلى داخل العراق لحماية "مسيرات أربعين الحسين". وأكد أن "الجزء الأصعب الذي تتولى حمايته القوات الخاصة الإيرانية هو الاكتظاظ بمسافة عشرة إلى 15 كيلومتراً من الحدود"، مضيفاً: "نقوم بعمل استخباراتي قوي للغاية، ولدينا عناصر في الحشود للسيطرة على الوضع".يشار إلى أن الوحدات الخاصة في إيران مسؤولة عن التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، حيث شاركت بقوة في احتجاجات ديسمبر العام 2017، في نحو مئة مدينة إيرانية.وقال مراقبون: إن نقل آلاف العناصر إلى العراق تحت ذريعة "حماية مراسم أربعين الحسين"، يأتي بهدف الاستفادة من تجارب هذه القوات من أجل السيطرة على الاحتجاجات الشعبية في العراق.من ناحية ثانية، عادت الاحتجاجات ليل أول من أمس، إلى شوارع مدينة الصدر ببغداد، حيث قُتل أحد أفراد قوات الأمن، في حين بدت معظم أنحاء البلاد أكثر هدوءاً مما كانت عليه على مدى الاسبوع المنصرم.وقالت مصادر في الشرطة، إن المحتجين وذوي قتلى الاحتجاجات احتشدوا في مدينة الصدر ليل أول من أمس، وأشعلوا النيران في إطارات أمام مبنى مجلس البلدية والمحكمة في ميدان مظفر.وأضافت ان إطلاق النار الذي استهدف قوات الأمن جاء مصدره من أحد الحشود، فيما قال محتجون إنهم تعرضوا لهجوم من قوات الأمن باستخدام الذخيرة الحية.وشاهد صحافيون من "رويترز" قناصة على أسطح المباني وهم يطلقون النار على حشود المحتجين، ما أدى لسقوط قتلى ومصابين.من جانبه، ذكر الجيش العراقي في بيان، أمس، أن شرطياً قُتل وأصيب أربعة آخرون إثر هجوم من مسلحين في مدينة الصدر.وفي السياق، شهدت بغداد وبقية المحافظات العراقية أمس، حالة من الهدوء الحذر، فيما فتحت السلطات الأمنية الطرق التي أغلقت أمنياً بشكل احترازي أثناء التظاهرات بما فيها المؤدية إلى المنطقة الخضراء، التي تضم معظم المقار الحكومية وسفارات العديد من دول العالم.كما شهدت محافظات أخرى منها واسط والديوانية وذي قار وميسان والبصرة والنجف حالة من الاستقرار الامني بعد تراجع مظاهر الاحتجاجات فيها.في المقابل، أوقفت السلطات العراقية مجدداً أمس، خدمة الإنترنت في البلاد بعد إعادتها ليل أول من أمس، منذ توقفها في الأول من أكتوبر الجاري، بالتزامن مع انطلاق تظاهرات شعبية.في غضون ذلك، أعلن في بغداد أمس، عن اتفاق بين الحكومة وتنسيقيات تظاهرات الاحتجاج على تأجيل الاحتجاجات إلى ما بعد زيارة "أربعينية الإمام الحسين" في كربلاء لتهيئة أجواء مشاركة الملايين فيها، واختبار جدية الحكومة في تنفيذ مطالب المتظاهرين، وسط تحذير من خديعتها لهم.وقال مسؤول خلية المتابعة في مكتب رئيس الوزراء مصطفى جبار أمس: إن "الخلية تواصلت مع تنسيقيات التظاهرات في بغداد والمحافظات، فأعلنت إيقاف تظاهراتها إلى ما بعد زيارة أربعينية الإمام الحسين نظراً إلى قدسيتها"، والتي ستصادف 19 أكتوبر الجاري.من جانبه، قال أحد مسؤولي تنسيقيات التظاهر أن هذه الموافقة جاءت بعد تعهدات رسمية بعدم اعتقال أي ناشط خلال هذه الفترة، مشيراً إلى أنه بعكس ذلك فإن الدعوة ستتم فوراً لاستئناف الاحتجاجات. من جهته، أكد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، عودة الأوضاع إلى طبيعتها، مشيراً لاستمرار حكومته في إصدار قرارات تلبي مطالب المتظاهرين.