الأولى
العراق يتشح بالسواد: 90 مريضاً بـ "كورونا" ماتوا حرقاً في مستشفى
الأحد 25 أبريل 2021
5
السياسة
بغداد، عواصم- وكالات: في فاجعة هي الأقسى منذ سنوات، ارتدى العراق مجدداً ثوب الحداد، أمس، على أرواح 90 قتيلاً وعشرات الجرحى سقطوا في حريق ضخم اندلع ليل أول من أمس، إثر انفجار أسطوانة أوكسجين في وحدة للعناية الفائقة مخصّصة لعلاج مرضى "كوفيد- 19" بمستشفى ابن الخطيب في بغداد.في الأثناء، أبرق سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد مُعزياً الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وأعرب عن صادق مواساته بضحايا الحريق.وفيما عمَّت مظاهر الحزن جنبات العاصمة العراقية، التي تحوَّلت إلى سرادق كبير للعزاء، وتناثر أهالي الضحايا على أبواب مستشفياتها بحثاً عن جثث ذويهم، أو تلمساً لبصيص أمل يهديهم لمصير أحبابهم، خرجت الاحتجاجات الغاضبة المطالبة بالقصاص وإقالة وزير الصحة المحسوب على التيار الصدري حسن التميمي، ووجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بكف يد الوزير ومحافظ بغداد، ومدير عام دائرة صحة الرصافة، والتحفّظ على مدير المستشفى ومدير الأمن والصيانة وكلّ المعنيين. واعتبر الحادث "مسّاً بالأمن القومي"، مشدداً على أنّ "الإهمال بمثل هذه الأمور ليس مجرّد خطأ، بل جريمة"، وأمر باعتبار الضحايا شهداء ومنح عائلاتهم حقوق الشهداء، وعلاج الجرحى على نفقة الدولة، "بما في ذلك العلاج خارج العراق".ووجه بتشكيل فرق لتدقيق إجراءات السلامة بجميع المستشفيات والفنادق والأماكن العامة في كل أنحاء العراق خلال أسبوع واحد، قائلاً: "افحصوا كلّ سلك في كلّ دائرة عامة أو مستشفى، وأي دائرة تتحجّج بالتماس الكهربائي سأحاسب الجميع فيها".ولاحقا، شكَّل الكاظمي خلال جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، لجنة تحقيق برئاسة وزير الداخلية وعضوية وزيري التخطيط والعدل ورئيس هيئة النزاهة، ورئيس ديوان الرقابة المالية الاتحادي، وممثل عن مجلس النواب، لتحديد المقصرين ومحاسبتهم، وحدد خمسة أيام لإنجاز التحقيق.وكان الدفاع المدني العراقي أعلن منتصف، ليل أول من أمس، أنّ فرقه سيطرت على الحريق الذي "بدأ بانفجار أسطوانة أوكسجين حسب ما أكد شهود العيان"، مشيراً إلى أنّ "المستشفى يخلو من منظومة" استشعار الحرائق وإطفائها، و"الأسقف الثانوية عجّلت من انتشار النيران بسبب احتوائها على مواد فلّينية سريعة الاشتعال".وأوضح المدير العام للدفاع المدني كاظم بوهان، أن الحريق أتى على الطابق الثاني المخصص لعمليات الانعاش الرئوي لمصابي "كورونا"، بأكمله.وأظهرت الفيديوهات المتداولة للحريق أشخاصاً يصرخون ويلطمون أمام مستشفى ابن الخطيب، بينما تقوم سيارات الإطفاء بإخماد الحرائق، كما أظهر مقطع آخر لحظة وقوع الانفجار، وكيف تصاعدت ألسنة النار، وانتشر مقطع لأحد المواطنين كالنار في الهشيم، يصرخ قائلاً: "كلهم ماتوا... ماتوا... احترقوا".ووصف شاهد عيان كان يزور شقيقه لحظة اندلاع الحريق، قائلا: "إن المشاهد لا توصف، كان الناس يقفزون من النوافذ"، مضيفاً: "سمعنا انفجاراً أول، ثم ثانياً، بعدها انتشر الحريق بسرعة، ووصل الدخان إلى أخي فحملته وأخرجته إلى الشارع، ثم عدت وصعدت إلى الطابق الأخير فوجدت فتاة تبلغ من العمر نحو 19 عامًا، تختنق، كانت على وشك الموت".وتوالت التعازي الدولية، حيث أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، عن الصدمة والألم لفداحة الحادث المأساوي، داعية لتدابير حماية أقوى لضمان عدم تكرار الكارثة.وعزت الكويت والسعودية والإمارات والبحرين ومصر والأردن، مؤكدة وقوفها وتضامنها مع العراق في المُصاب الأليم، كما عزت الخارجية الإسرائيلية عبر تغريدة بصفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية"، وعزت بريطانيا، ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي.