الدولية
العراق يعلن التواجد العسكري التركي "قوة احتلال" ويدعو إلى إنهائه
الأربعاء 27 يوليو 2022
5
السياسة
بغداد، عواصم - وكالات: ندد العراق بالوجود العسكري التركي على أراضيه، واعتبره قوة احتلال غير شرعي، ودعا أنقرة إلى سحب قواتها.وطالب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يلزم تركيا بسحب قواتها العسكرية من كامل الأراضي العراقية، مؤكدا أن تواجد هذه القوات غير شرعي ولم يكن بطلب من الحكومة العراقية، وليس هناك أي اتفاق أو اتفاقية عسكرية أو أمنية بهذا الخصوص، قائلا إن "تواجدها سيؤدي إلى زعزعة الوضع الأمني وخلق حالة من عدم الاستقرار".وأضاف حسين خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة ليل أول من أمس، بشأن القصف الذي تعرضت له مدينة دهوك بإقليم كردستان الأسبوع الماضي: "نؤكد أمام المجتمع الدولي أجمع ومن خلال المجلس، عدم وجود أي اتفاق أمني بين العراق وتركيا بشأن السماح للقوات التركية التوغل داخل الأراضي العراقية لمطاردة حزب العمال الكردستاني التركي، مقابل إصرار تركيا على وجود هكذا نوع من الاتفاق".وكان حسين استبق الجلسة بالتأكيد أن "القوات العسكرية التركية هي من قصفت المنطقة السياحية في دهوك وأوقعت ضحايا وإصابات بين المدنيين، ولا مجال للإنكار من قبل الجانب التركي، وهو عمل مدان ويجب تعويض الضحايا جراء الاعتداء". وتابع: "هناك نحو أربعة آلاف عسكري تركي على الأراضي العراقية و100 نقطة عسكرية تركية وقواعد عسكرية، وهذا يعني أن القوات التركية تتواجد في عمق الأراضي العراقية"، مطالبا بتشكيل لجنة دولية لحسم موضوع تواجد القوات العسكرية التركية وحزب العمال الكردستاني وإخراجهما من العراق، لأن "هذا التواجد غير مقبول وغير مؤطر قانونيا بين البلدين". وأضاف: "كما نذكر بأن الجانب التركي المتسبب بهذه الأزمة من الأساس، من خلال مبادرة أنقرة مع حزب العمال الكردستاني التركي العام 2013، المتضمنة في إحدى فقراتها مطالبة مسلحي الحزب بالانسحاب من تركيا إلى داخل الأراضي العراقية، متجاهلين بشكل كامل مشاغلنا الأمنية وحقنا السيادي على أراضينا".ولفت إلى أنه "وضمن هذا المقام، ترفض حكومة العراق نهج تركيا في تصدير مشاكلها الداخلية إلى العراق وألا تكون تسوية مشاكلها على حساب العراق، وفي الوقت ذاته، تؤكد حكومة بلادي أن السلطات الأمنية الاتحادية التي من مهامها حفظ أمن الحدود تنسق مع السلطات الأمنية وقوات البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة التنظيمات المسلحة والإرهابية".من جانبها، دانت الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في العراق جنين هينيس بلاسخارت هجوم منطقة زاخو بمحافظة دهوك، قائلة إن العراق يرفض التعامل معه كساحة للمنافسات الخارجية والاقليمية ولا يقبل ان تنتهك اراضيه وسيادته دون محاسبة او عقاب، مشددة على ضرورة ان تتوقف جميع الاعتداءات على الاراضي العراقية.في المقابل، اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الحكومة العراقية، بعدم القدرة على إدارة معركة "فعالة" ضد التنظيمات المسلحة على أراضيها، قائلا إن "هذا هو سبب الاستفزازات ضدنا"، معتبراً أن "العراق لا يستطيع طرد التنظيمات المسلحة من أراضيه. وعليه نحن نفعل ذلك"، مضيفا أن "التنظيمات المسلحة لا تزال موجودة في العراق، وتنظيم داعش سيطر على جزء من البلاد".من جانبه، أكد نائب مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة أونسو كيشيلي دعم بلاده للسلطات العراقية في تحقيقاتها، للكشف عن مرتكبي الهجوم في منطقة زاخو بمحافظة دهوك، رافضا مزاعم مسؤولية بلاده عن الهجوم مؤكدا ان تركيا اعلنت استعدادها منذ البداية لاتخاذ جميع الخطوات للكشف عن الحقائق.بدوره، تعرض محيط القنصلية التركية في مدينة الموصل لهجوم صاروخي، حيث أعلنت القنصلية التركية استهداف مبناها بمدينة الموصل بالقذائف في الساعات الأولى من صباح أمس، دون أن يتسبب الهجوم بخسائر، قائلة إن القنصل محمد كوجوك وطاقم القنصلية بخير ولم يصب أحد بأذى، خلال القصف بأربع قذائف هاون استهدف مبنى القنصلية وسقطت بالقرب من شقق الحدباء السكنية، بينما تبنت مجموعة مجهولة تطلق على نفسها اسم "سرايا أبابيل" الهجوم.على صعيد آخر، وفيما أفادت مصادر بأن قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني إسماعيل قاآني وصل العاصمة العراقية بغداد، خرج العشرات من العراقيين في تظاهرة للاحتجاج على ترشيح النائب محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة الجديدة، وتجمع المتظاهرون ليلا أمام مكتب السوداني شرقي بغداد حاملين أعلام العراق، ويهتفون بشعارات تندد بقرار قوى الإطار التنسيقي الشيعي لترشيح السوداني، بينما فرضت القوات الأمنية إجراءات مشددة في محيط مكتب السوداني.