الدولية
العراقيون يتحدون سليماني ويحرقون القنصلية الإيرانية للمرة الثانية
الاثنين 02 ديسمبر 2019
5
السياسة
بغداد - وكالات: أضرم متظاهرون النار في مقر القنصلية الإيرانية في النجف، للمرة الثانية، وسط اضطرابات أمنية تشهدها المحافظة، أسفرت عن مقتل طفلة (خمسة أعوام) بإطلاق للنار قرب مرقد رجل الدين محمد باقر الحكيم قرب ساحة التظاهر في ساحة ثورة العشرين وسط النجف.وأظهرت صور ومقاطع فيديو محتجين وهم يضرمون النيران في مبنى القنصلية، وذلك بعد يومين من وصول قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني.وذكرت مديرية الدفاع المدني في بيان، إنه تم "إحراق القنصلية الإيرانية في النجف للمرة الثانية وفرق الإطفاء تعمل على إخماد الحريق".من جانبها، قالت مصادر في دائرة صحة النجف أن حالات الاختناق في مستشفى الصدر والحكيم وصلت إلى نحو 200 حالة جراء تعرضهم للغاز المسيل للدموع الذي تستخدمه القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين.وكانت الأوضاع تأزمت في النجف مجدداً بسبب مواجهات بين ميليشيات "سرايا عاشوراء" والمحتجين واقتحام عناصر مسلحة بالسيوف مستشفى يعالج جرحى المتظاهرين، ما أدى إلى إعلان حال التأهب القصوى وتوجيه المحافظ نداء استغاثة.وأعلنت قيادة شرطة النجف حالة الإنذار القصوى في المحافظة بسبب تدهور الأمن بشكل خطير ينذر بصدامات مسلحة دامية.ووصلت مجموعة من وجهاء المدينة والشخصيات العشائرية للتحقق من وجود معتقلين داخل المرقد وإطلاق سراحهم وتسليم الاشخاص الذين أطلقوا الرصاص باتجاه المتظاهرين من المباني المحيطة بالمرقد.وطالب شيوخ عشائر النجف في مؤتمر صحافي، أمس، بمحاكمة كل المتورطين بقتل المتظاهرين وحل البرلمان وتشريع قانون مفوضية وانتخابات جديدين.وكان محافظ النجف لؤي الياسري وجه ليل أول من أمس، نداء استغاثة الى الحكومة المركزية في بغداد لارسال قوة الى مرقد الحكيم.وفي سياق ذي صلة، وبعد أن دخلت الاحتجاجات العراقية أمس، يومها الـ 39، انتقلت مطالب المحتجين بعد استقالة الحكومة إلى مرحلة جديدة تركز على هوية رئيس الوزراء المقبل ومحاكمة القيادات المتورطة بقتل المتظاهرين.وقال مراقبون إنه رغم المطالبات الجديدة فإن البعض لا يزال يردد مطالب تعد غير دستورية كإسقاط النظام السياسي برمته أو إلغاء النظام البرلماني وإقامة نظام رئاسي بشكل مباشر ومن دون تعديل دستوري.من جانبه، أشار أمين عام "الحزب الطليعي الاشتراكي الناصري" عبدالستار الجميلي أمس: "لا أعتقد أن الشارع سيهدأ، بل ربما يتجه المتظاهرون إلى التصعيد، لأن استقالة عبدالمهدي لا تمثل إلا جزئية بسيطة من مطالبهم".وقال: إن "مطالب المتظاهرين تتمثل بتغيير جذري للنظام السياسي، واستقالة الحكومة وحل البرلمان، وطرح مشروع دستور جديد يلغي الفيدرالية ويتبنى النظام الرئاسي، ومحاسبة القتلة والفاسدين في بغداد وأربيل، واستعادة الأموال المنهوبة، ولم تتحقق إلا جزئية استقالة الحكومة من هذه المطالب". وشدد على ضرورة حل البرلمان وتشكيل حكومة انتقالية مستقلة بصلاحيات تشريعية وتنفيذية لتتولى طرح دستور وقانون انتخابي جديد، ومفوضية انتخابات مستقلة، واستعادة الأموال المنهوبة.من ناحية ثانية، قالت مصادر سياسية، إن الرئيس برهم صالح يواجه مشاكل في تسمية مرشح جديد لتولي مهمة تشكيل الحكومة، موضحة أن تحالف "سائرون"، الكتلة الأكبر في البرلمان، أعلنت انسحابها من تشكيل الحكومة، ما يعني أن يذهب رئيس الجمهورية إلى ثاني أكبر كتلة في البرلمان، وهي تحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري.وتوقعت أن تتضح ملامح الشخصية المرشحة لتشكيل الحكومة الجديدة قبل نهاية الأسبوع الجاري، لاعتبارات عدة، أبرزها السيطرة على حالة الانفلات الأمني التي تشهدها عدد من المدن، فضلاً عن استحقاقات إقرار الموازنة الاتحادية للبلاد في موعدها، إضافة إلى أن الكتل البرلمانية متوافقة على السير باتجاه تلبية مطالب المتظاهرين بترشيح شخص مستقل لتشكيل الحكومة، ورفض رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الترشح.وفي سياق آخر، عقد اجتماع برئاسة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أمس، بحضور رؤساء وممثلي الكتل السياسية لمناقشة قانوني الانتخابات والمفوضية، وذلك قبيل جلسة البرلمان المقررة اليوم الثلاثاء، لطرح قانوني المفوضية والانتخابات للنقاش، قبل التصويت عليهما داخل قبة البرلمان.وعلى صعيد التظاهرات، استمر قطع المتظاهرين لجسري الزيتون والحضارات في الناصرية، في حين فتح جسري النصر والسريع، فيما أعلنت قيادة عمليات الفرات الأوسط، حالة الإنذار القصوى.وفي بغداد، قال شهود عيان إن العاصمة شهدت تظاهرة ليلية في حي البياع ضعد النفوذ الإيراني أثناء تشييع جثمان أحد ضحايا التظاهرات.وأعلن محافظ بغداد الحداد ثلاثة أيام على أرواح قتلى الاحتجاجات، فيما أعلن قائد عمليات بغداد الفريق قيس المحمداوي، أن كل المناطق العراقية تشهد هدوءاً، محذرا من أن هناك من يريد أن يخلط الأوراق، وأن الأوامر من القيادات العليا كانت تمنع قمع التظاهرات.وفي كربلاء، حاول متظاهرون اقتحام مبنى مجلس المحافظة ليل أول من أمس، لترد قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.