العراقيون يطالبون بفتح الحدود مع الكويت

حسن علي كرم

في لقاء جمع مسؤولين عراقيين مع السفير الكويتي في بغداد، دعا العراقيون السفير الى فتح الحدود بين البلدين، والسماح للمواطنين العراقيين بزيارة الكويت.
بداية ينبغي التوضيح ان الحدود مفتوحة، والزيارات بين الجانبين ليست ممنوعة، ولعل السفير العراقي لدى الكويت السيد المحترم المنهل الصافي على علم بعدد الزوار الكويتيين الى العراق، سواء زيارات دينية او اسرية وانساب، او زيارات سياحية.
ثانياً، هناك زيارات تجارة ومصالح، ولعل بمناسبة "كأس الخليج" الذي استضافته مدينة البصرة منذ فترة، فهناك آلاف من عشاق الكرة من المواطنين الكويتيين حضروا المباريات، وتمتعوا بكرم الضيافة العراقية.
من هنا اقول ان تشدد الجانب الكويتي للزوار العراقيين ربما له مبرراته، فالمثل يقول: "لا يلدغ المرء من جحر واحد مرتين"، والكويت لدغت في العهد البائد عشرات المرات، حتى كانت الكارثة الكبرى وهي الغزو.
الكويت لم تضمر للعراق أمراً، لكن من يضمن ان كل الزائرين للكويت من الاخوة العراقيين ليسوا مدسوسين، او محرضين من جهات، او احزاب، او حتى من انفسهم لافساد العلاقة وتوتير الاجواء الاخوية التي يعيشها البلدان؟
في كل الاحوال الكويت مجبرة قريباً لفتح الابواب امام الاخوة الزوار العراقيين، اذا سارت الامور في مجراها المأمول، وذلك بمناسبة مسابقة دورة الخليج لكرة القدم المقرر اقامتها
على ارض الكويت، فلا هناك مناص الا الخضوع الى ذلك، وفتح الابواب والترحيب من القلب بكل زوار الكويت، وفي مقدمهم الاخوة العراقيون.
عدم استقرار العراق الامني والسياسي ربما يكون احد معوقات تنظيم العلاقات المستقرة لاي دولة، وليست الكويت فقط، فنحن نتابع منذ فترة تحريضات من داخل العراق وخارجه على قيام ثورة أو انقلاب على نظام الحكم الحالي، وعودة البعثيين الذين يمهدون من دولة مجاورة.
ان رئيس الوزراء العراقي الحالي السيد محمد شياع السوداني، وهو من الجنوب حقق منذ توليه المنصب خطوات كبيرة في الداخل او مع دول الجوار، وهذا بحد ذاته مكسب عظيم للمواطن العراقي الذي يشكو من نقص الخدمات والبطالة وغياب الامن.
من هنا اعتقد ان ليس امام المواطن العراقي الا ان يدرك ان اي عمليات تخريبية تحت عناوين مزيفة لا تفضي الا الى الردة والعودة الى الحكم الاستبدادي، وجر المزيد من المآسي للعراق الوطن والشعب، فالبعثيون الذين ينتشرون في الدول المحاذية للعراق لن يأتوا للخير والاصلاح، ونقل العراق من دولة متخلفة الى دولة صناعية متقدمة، فهؤلاء هدفهم التخريب والانتقام والثأر.
فليع المواطن العراقي ذلك، ولا ينساق امام كذبة مكشوفة.
اخيراً لن تغلق الكويت ابوابها امام العراقيين لكن الحذر واجب.

صحافي كويتي

[email protected]