تحقيق - ناجح بلال:فيما شهد إقبال الناخبين على صناديق اقتراع انتخابات المجلس البلدي 2022 انخفاضا وفتورا غير مسبوقين، ماطرح عدة أشارات استفهام عن مدى ثقة الشعب في العملية السياسية ومخرجاتها، خصوصا أن العمل السياسي والانتخابات والاقتراع والمنافسة ليس بظاهرة مستجدة على المواطنين الكويتيين، وتعود الى عقود من الزمان.وتوقفت "السياسة" عند هذه الظاهرة السياسية الاجتماعية لمعرفة الاسباب الكامنة وراءها واثارها على اي استحقاقات مستقبلية، ورصدت اراء وزراء سابقين واكاديمين وسياسيين لمعرفة الاسباب، وإذ اختلفوا حول مجموعة من الاسباب كعدم جدوى المجلس البلدي واهمال النساء للحياة السياسية و"كفر الشعب بممثليهم المنتخبين الذي لم يرقوا الى الطموحات"، أجمعوا على ان مخرجات انتخابات مجلس الامة الاخيرة ونتائجها انعكست احباطا على الشارع الكويتي وعدم ثقته بالانتخابات لفرز ممثلين حقيقين عن الشعب وطموحاته.وفي التفاصيل:
* علي البغلي: الشعب "كفر بالديمقراطية" والعزوف طال "البلدي" و "اتحاد الكرة" وحتى مجلس الأمة * د.عبدالله الغانم: عدم جدوى المجلس البلدي وتهميشه أبرز الأسباب وعضويته "بريستيجية" ديكورية لبعض الأعضاء* منال الكندري: المرأة غابت عن انتخابات البلدي بسبب الثقافة الذكورية وعدم إثبات ممثلاتهنَّ لنفسهنَّ سابقاً* يحيى السميط: عدم المشاركة الواسعة لأن قرارات المجلس بيد الحكومة وكافة قراراته تحتاج لموافقة الوزير
بداية، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الغانم أن عدة أسباب حالة في ضعف المشاركة في انتخابات المجلس البلدي الأخيرة اهمها تهميش المجلس البلدي في السنوات الاخيرة وعدم فاعليته، فضلا عن أن انتخاباته تشبه انتخابات مجالس إدارات الجمعيات التعاونية حيث تكون فترة الترشح للانتخابات بدون منافسة ومن دون عرض برامج المرشحين الانتخابية.وطالب الغانم المجلس البلدي الجديد بتغيير صورته أمام الشارع الكويتي عبر إعادة النظر في بعمله، وضرورة وجود تعاون حقيقي بينه وبين الحكومة وان يتكامل عملهما بما ينعكس ايجابا على الشعب الكويتي ويتحول لواقع ملموس وكي لايغرد المجلس البلدي في وأد والحكومة في واد آخر.الى ذلك، قال وزير النفط الأسبق المحامي علي البغلي لم نفاجئ بضعف المشاركة في انتخابات المجلس البلدي الأخيرة وهذا سببه "لكفر الشارع الكويتي بالديمقراطية التي تسير من سيئ إلى أسوأ في السنوات الأخيرة، خصوصا أن انتخابات مجلس الأمة الأخيرة التي عقدت في ديسمبر 2020 أفرزت عدد من النواب لايجيدوا الممارسة الديمقراطية".تجربة مجلس الامة واضاف البغلي "أن الشعب لم يشارك بانتخابات المجلس البلدي حتى لاتتكرر نفس تجربة مجلس الأمة 2020 الفاشلة، وهذا يدل على أن مجلس الأمة والبلدي لايعبران عن آمال الشعب ولهذا كانت نتائج بعض الدوائر أشبه بالتزكية نتيجة الانتخابات فرعية التي يجرمها القانون".واوضح ان عزوف الشعب الكويتي عن الاقتراع لا يقتصر على انتخابات المجلس البلدي بل كذلك تكرر في انتخابات الاتحاد الكويتي لكرة القدم حتى أصبح الأمر عبارة عن تزكية، قائلا "إن ضعف مشاركة الشعب في انتخابات المجلس البلدي رسالة من الشعب للحكومة برفضها للممارسة السياسية في البلاد بهذه الصورة العرجاء".قرارات واجتهاداتمن جانبه، راى وزير الإسكان السابق يحيى السميط أن انتخابات المجلس البلدي فيها منافسات في بعض الدوائر ودوائر أخرى شهدت اقبالا ضعيفا، لافتا إلى أن ضعف اهتمام المواطن بانتخابات المجلس البلدي تعود في المقام الأول لأن قرارات وإجتهادات هذا المجلس لاتتم الموافقة عليها إلا بعد موافقة مجلس الوزراء.وذكر أن وزير البلدية بيده تأييد ما تم الاتفاق عليه من أعضاء المجلس البلدي من عدمه، خصوصا أن وزير البلدية دائما ينظر للصالح العام فقد يرفض بعض المناقشات التي تعود بالنفع المادي مثل تحويل السكني لتجاري وخلافه ولهذا فوزير البلدية يعمل للصالح العام وعندما يوافق على أمر فيرفعه لمجلس الوزراء.واوضح السميط أن من أسباب ضعف الإقبال على انتخابات المجلس البلدي أيضا لكون عضوية هذا المجلس بريستيجية ديكورية، حيث من المعروف أن الناشط السياسي يبدأ أولا في انتخابات الجمعيات التعاونية ثم انتخابات البلدية ثم لانتخابات مجلس الأمة.إثبات دور المراة من جانبها، رات المختصة في الشفافية والنزاهة منال الكندري أن انتخابات المجلس البلدي بالفعل شهدت حضورا ضعيفا بشكل عام ولكن كان حضور النساء هو الأقل نتيجة أن المرأة لاتدعم المرأة وكلما جرت أي محاولة لإقناع المرأة للتصويت في انتخابات المجلس البلدي يكون الرد بأن المرأة لم تثبت دورها في المجالس التشريعية والمجلس البلدي.وأشارت الكندري إلى أن عدم تشجيع المرأة للمرأة وراء عدم اهتمام المرأة الكويتية بدخول الانتخابات البلدية وغيرها رغم أن المرأة الكويتية تتمتع بالقدرة والإبداع في العمل ولهذا تحارب من قبل فئة من الرجال الذين يعملوا لتكريس الثقافة الذكورية في البلاد
بلدية الكويت... ومسؤولية النهوض تأسست بلدية الكويت في 13 أبريل 1930م في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح لتسهم في مسؤولية النهوض بالبلاد بمختلف المجالات الصحية والاجتماعية ولتمارس نشاطها من خلال مجلس بلدي منتخب يرعي مصالح المواطنين وصدر بعد عام من تاسيسها قانون البلدية حيث نصت مادتة الأولى بأن يتألف المجلس البلدي من اثنى عشر عضوا ورئيسا، على ان تمتلك شخصية مستقلة لها نظمها وقوانينها الخاصة.وكان المجلس البلدي يقوم بدور التخطيط والتوجية والرقابة ويقوم مدير البلدية والجهاز التنفيذي بإنجاز وتنفيذ الأعمال، ففي بداية نشأة البلدية كان الجهاز الإداري يتكون من المدير العام وكاتب الإدارة وعدد من المحصلين وعمال تنظيف الأسواق والحراس وانحصرت أعمال البلدية في النظافة والمراقبة وتحصيل الرسوم وكان مقر البلدية في مكتب صغير داخل حانوت مستأجر في السوق وفي عام 1933م انتقلت البلدية إلى مقرها في ساحة الصفاة.استمر العمل بقانون البلدية حتى سنة 1954حين صدر قانون جديد نصت مادتة الأولى أن يكون للبلدية شخصية حكيمة ذات استقلال مالي تعمل على تقدم المدينة عمرانيا وصحيا واجتماعيا ومدنيا ليمارس المجلس البلدي سلطة الإشراف والتوجيه، في حين يمارس رئيس البلدية السلطة التنفيذية ويعاونة مدير البلدية، ويتألف الجهاز التنفيذي من دوائر الشؤون الإدارية والمالية والفنية والصحية. ومع نهاية الخمسينات تألف في البلاد مجلس أعلى ضم رؤساء الدوائر الحكومية في الكويت والبعض من أصحاب الرأى والخبرة.
أسباب تراجع الإقبال على انتخابات بلدي 2022 ■ الرأي العام يعتبر المجلس البلدي مهمشاً وغير فعال ويحتاج لتحسين صورته ■ انتخابات شبيهة بانتخابات الجمعيات التعاونية فترة ترشح قصيرة دون برامج انتخابية ■ انعكاس مخرجات انتخابات مجلس الامة 2020 ووصول نواب لا يجيدون الممارسة الديمقراطية■ استمرار الممارسات غير القانونية في العمل السياسي كالفرعيات ونجاح البعض بالتزكية ■ قرارات المجلس البلدي واجتهاداته لاتنفذ وهي تحتاج الى موافقة مجلس الوزراء■ العضوية في المجلس شكلية "بريستيجية" لبعض الاعضاء والبعض الاخر سعى لمكاسب مادية ■ خيبات الأمل من الممثلات النساء في المجالس المنتخبة سابقاً انعكس تراجعا في اقتراع المراة