طلال السعيدتعطل عمل المعارض سنتين تقريبا على ارض المعارض، بسبب تحويل صالات المعارض الى مراكز للتطعيم ضد جائحة "كورونا"، وقد فرضت ذلك الضرورة واصبحت ارض المعارض وجهة طالبي التطعيم.لعل الحكومة بعد هذه التجربة تفكر جديا باقامة مركز دائم للامور الطارئة بحجم ارض المعارض، وسعته وسعة مواقفه، لكي يستخدم وقت الحاجة، فلا احد يتوقع ما الذي سوف يحصل في الغد فالجائحة فرضت على جميع الدول اعادة حساباتها، والان نسمع عن متحور جديد اول بركاته هبوط باسعار النفط!المهم أن ارض المعارض استعادت صالاتها من الصحة، وبدأت تشغيلها من جديد، وكانت البداية بمعرض العطور!أما لماذا معرض العطور بالذات فهذا ما نريد ان نسمع جوابه من ادارة ارض المعارض، أو لكي يكون السؤال: أدق لماذا العطور قبل العقول؟فقد كان الاجدر بهم أن يبدأوا بمثل معرض الكتاب، وما يصاحبه من تظاهرات ثقافية تعيد لبلدنا وجهها الثقافي المنير الذي تميزت به، وتميز بها، وينعش الحركة الثقافية بعد هذا السبات العميق، لكنهم يصرون على الاستمرار في قتل الثقافة، التي بلا شك هي اهم بكثير من العطور ومعارضها، الا اذا استبدلنا القراءة بحاسة الشم!لسنا ضد ان يتعطر الانسان، او يقتني العطور، وقديما قيل :" من وضع شطر ماله في طيب فما أسرف"، هذا المثل حفظناه من كثرة ما نسمعه من باعة الطيب، لكن للأمانة نحن لسنا بحاجة الى معرض العطور قدر حاجتنا الى المعارض الثقافية، التي تعطر عقولنا قبل ملابسنا!يكفي ان سوق الغربللي تحول الى معرض دائم للعطور بعد ان تحولت دكاكينه التي كانت بالامس تبيع الملابس الشعبية وغيرها فاصبحت كلها محال عطور، وبات السوق نفسه معرضا للعطور لا ينقصه الا طاولات الوسط، بدلا من اعتراض العاملين للمارة بعطورهم يعرضونها، فلم تعد تجد "غترة" او "شماغا " تشتريه!وارض المعارض يبدو انها لا تختلف عن اصحاب دكاكين الغربللي الذين باعوا دكاكينهم لاهل العطور على اساس ان دخل العطور مغرٍ اكثر!نحن في هذا الوقت احوج ما نكون الى انعاش الحركة الثقافية، بدلا من ترك الشباب فريسة سهلة للتيارات، واللبيب من الاشارة يفهم...زين.
[email protected]