الدولية
"العفو الدولية": النظام الإيراني أمر قوات الأمن بسحق المحتجين
الأربعاء 20 نوفمبر 2019
5
السياسة
نيويورك، طهران، عواصم - وكالات: أكدت منظمة العفو الدولية، أن 106 إيراني قتلوا خلال الاحتجاجات على رفع أسعار الوقود، مشددة على أن المسؤولين منحوا الضوء الأخضر لقوات الأمن لسحق المحتجين.وذكرت في بيان أن مقاطع الفيديو التي تم التحقق منها، وشهادات شهود العيان من الأشخاص على الأرض، والمعلومات التي جمعها نشطاء حقوق الإنسان خارج إيران، كشفت عن وجود نهج مرعب للقتل غير القانوني من قوات الأمن الإيرانية، التي استخدمت القوة المفرطة والمميتة لسحق التظاهرات السلمية على نطاق واسع في نحو مئة مدينة في جميع انحاء البلاد.وذكرت أن الأعداد الفعلية للقتلى يمكن أن تكون أعلى بكثير، مع وجود تقارير تشير إلى وفاة نحو 200 شخص، مضيفة أن مقاطع الفيديو أظهرت استخدام القوات الإيرانية للأسلحة النارية ومضخات المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، كما أن عدد القتلى المرتفع يشير إلى استخدام الرصاص الحي.وقال مدير الأبحاث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية فيليب لوثر: "يتعين على السلطات إنهاء هذه الحملة الوحشية والمميتة على الفور، وإظهار الاحترام لحياة البشر".كما طالبت المنظمة السلطات الإيرانية باحترام حرية التجمع السلمي والتعبير عن الرأي، بما في ذلك رفع الحظر شبه الكامل المفروض على الوصول للانترنت، الذي فرض لمنع خروج المعلومات بشأن القمع إلى خارج البلاد.كما ذكرت المنظمة أنه تم رصد استخدام أسلحة القناصة من فوق المباني المرتفع وأحيانا من المروحيات.كما ذكر شهود عيان ان قوات الأمن تقوم بنقل جثث قتلى والمصابين من الشوارع والمستشفيات في نمط لممارسات سابقة، رفض جهازا الاستخبارات والشرطة اعادة جثث الكثير من الضحايا إلى أسرهم، أو ارغموا أسرهم على دفنهم بسرعة أو بدون عمليات تشريح لمعرفة أسباب الوفاة، وهذا يتعارض مع القانون الدولي ومعايير التحقيق الخاصة بعمليات القتل غير القانونية، بحسب منظمة العفو الدولية. من جانبهم، نشر عدد من الناشطين الإيرانيين على مواقع التواصل، فيديو قيل إنه يوثق لحظة إطلاق النار من قبل قوات الأمن، باتجاه المحتجين في إحدى المدن الإيرانية، حيث يبدو صوت إطلاق الرصاص الحي، من قبل عناصر أمنية، قالوا إنهم اختبأوا خلف الأشجار لقنص المتظاهرينمن جهتها أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء العدد الكبير من الضحايا، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن أنطونيو غوتيريس قلق جدا ومنزعج لسقوط قتلى.في غضون ذلك، تواصلت الاحتجاجات في یومها الخامس، على الرغم من ادعاء السلطات الإيرانية عودة الهدوء، ولكدنها ألغت أربعة مباريات لكرة القدم ولا تزال تقطع الإنترنت.وعمت الاحتجاجات المناهضة للنظام البلدات الصغيرة والمدن الكبرى في معظم أنحاء إيران، على الرغم من القمع الشديد والعدد المتزايد من الضحايا من القتلى والجرحى.وكان من اللافت حرق تسعة مكاتب تابعة لممثلي المرشد الإيراني علي خامنئي في المحافظات، باعتبارها رموزا للنظام القمعي ومقرات رجال الدين المسؤولين الذين يشرفون على تطبيق سياسات النظام، ويقومون بنهب أموال الشعب دون حسيب أو رقيب، كما يقول المحتجون.وكانت الهتافات الأكثر شعبية بين المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد هي "الموت للديكتاتور"، و" تسقط الجمهورية الإسلامية، لا نريدها، لا نريدها"، و"لا غزة، لا لبنان، أضحي فقط من أجل إيران"، في تعبير عن رفضهم لتدخلات النظام الإيراني في دول المنطقة، وتبديد ثرواتهم على المشروع التوسعي ودعم الإرهاب.واستمرت الاحتجاجات المناهضة للنظام في العاصمة طهران أول من أمس، على الرغم من الانتشار المكثف لقوات الأمن، خاصة في ميدان صادقية الذي شهد اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن.كما وقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين في مدينة ملارد في ضواحي طهران وكانت أكثر شدة، حيث خرجت حشود ضخمة من المحتجين إلى الشوارع، ووفقًا لوكالة "فارس"، فقد تم إحراق معظم محطات الوقود في ملارد. وفي مدينة كرج، عاصمة محافظة البرز، وقعت اشتباكات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن، وحدثت عمليات كر وفر في الشوارع والأزقة.وفي مدينة أصفهان، وسط إيران، حدثت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث أظهر مقطع فيديو المتظاهرين وهم يقذفون الحجارة على قوات الأمن، التي ردت عليهم بإطلاق النار المباشر.وفي ضواحي أصفهان، كان الوضع أكثر حدة، حيث أظهر مقطع فيديو من مدينة بهارستان، قيام المحتجين بإضرام النار في مركز الشرطة ومكتب الأمن ومكتب التجنيد العسكري.وكانت الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين عنيفة وفتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين مباشرة وقتلت العديد منهم، وفقا لشهود عيان.وفي شيراز، مركز محافظة فارس، حدثت اشتباكات في طريق عادل آباد وفي تقاطع زندان، وقامت قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين.وأفادت مصادر أن مدينة معشور جنوب إقليم الأهواز، كانت على مدى اليومين الماضيين مسرحا لاشتباكات دامية، قتل فيها 8 متظاهرين ليل أول من أمس، بالإضافة إلى مقتل نقيب في القوات الخاصة يدعى رضا صيادي.