كتب - فالح العنزي:مع بدء العد التنازلي لانتهاء شهر رمضان الكريم أصبحت المسلسلات التلفزيونية على مشارف الحلقات العشر الأخيرة، بحيث يمكن تقييم أداء بعض الممثلين وتميزهم وسط منافسة كبيرة بين الجميع، خصوصا فيما يتعلق بـ "الكراكتر"، فنانون كثر أثبتوا فعلا أحقيتهم في الإستحواذ على اعجاب المشاهدين ونيل اشادة بالدرجات العشر من قبل النقاد والمهتمين بالشأن الفني، لا سيما ما يتعلق بالاداء التمثيلي ومعايشة شخصية معقدة او معتوهة او مصابة بمرض ما او تتحدث بلهجة ليست عربية."مفتاح في الديرفة"سنبدأ من عند الفنان عبدالرحمن العقل، أول الفنانين الذين يحسب لهم العودة القوية إلى "الكراكترات"، حيث جسد في مسلسل "الديرفة" للمخرج مناف عبدال شخصية "مفتاح" وهو "كراكتر" شاب معتوه أرعن وذكي.. عودة العقل لتجسيد هذا النموذج جدد فيه روح الاحترافية والقدرة على التنويع والابتعاد عن الادوار الكلاسيكية، التي يعرف تماما "بو خالد" أنه تشبع منها حتى الثمالة.. العقل في"الديرفة" وجد السبيل الى شد انتباه المشاهدين وان يكون جزءا من "ترند" المتابعات على الرغم من أن العمل تضمن مشاركة أسماء بمساحات حوارية اكثر، الا ان وجود كراكتر "مفتاح" كان له ما يميزه. المسلسل من تأليف بدور اليوسف عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة علياء الكاظمي.
"كوثر في لا موسيقى في الاحمدي"جسدت شخصية "كوثر" في "لا موسيقى في الأحمدي" الفنانة فاطمة الطباخ، التي اثبتت علو كعبها وردت من جديد على كل من شكك في قدرتها التمثيلية أمام الكاميرا، اداء فاطمة في المسلسل كان مميزا وربما يكون الاكثر لفتا للانتباه، شابة لا تجيد اللهجة العربية، تتحدث بلهجة مكسرة، نحن الخليجيون وتحديدا الكويتيون نعرف بأنها تنتمي الى بلاد فارس، "كراكتر" المرأة "العيمية" الذي حرص مخرج "لا موسيقى في الاحمدي" محمد دحام الشمري، من خلاله على تجديد دماء فاطمة، التي سبق ان ظهرت معه في أكثر من عمل، لكنها في هذا المسلسل كانت مختلفة في كل شيء، وهنا يجب أن لا نتجاوز ظهور الطفلة أفراح الخبيزي، التي جسدت نفس "الكراكتر" في أول حلقة، خمسة مشاهد كانت كفيلة للاعلان عن ميلاد ممثلة صغيرة موهوبة سيكون لها حضورا في المستقبل متى ما تم احتضانها والاهتمام بها من قبل مخرج متمكن مثل محمد دحام الشمري. يذكر أن المسلسل من تأليف الكاتبة منى الشمري."حمد وغدير في أماني بعيدة"الفنانان حمد العماني وغدير السبتي في مسلسل "أماني بعيدة" ظهرا بكراكترين مستحقين، "عادل" حارس الحضانة يحمل في داخله سر كبير، "كراكتر" لشاب يشعرك باهتزاز شخصيته وربما مصاب بالتوحد، العماني ظل محافظا على أدائه باحترافية وتزداد وتيرة التفاعل في المشاهد "الماستر"، التي تتطلب منه الظهور بحالة العصبي والمتردد والخائف وأيضا الطيب المتسامح، العماني دوما يثبت أنه اسم جيد ومطلوب في الدراما الخليجية، وسيظل هكذا بسبب ما يتمتع به من حسن اختيار "الكراكترات" والشخصيات التي يجيدها، أما الفنانة غدير السبتي الممثلة الأكاديمية، فتمكنت من خلال هذا المسلسل الظهور بـ "كراكتر" الفتاة المعتوهة التي يصدر منها اي فعل غير متوقع، مثلما تجرأت على محاولةً قتل زوجة شقيقها، التي تحبسها منذ سنوات، غدير بشعرها الأسود المتجعد المنكوش اعطتنا صورة بشعة أقرب للواقع. هذا المسلسل أيضا من تأليف الكاتبة منى الشمري.

حمد العماني في "أمنيات بعيدة"