الجمعة 27 سبتمبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

العقوق والمخدرات!

Time
الأحد 28 مايو 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

انتشرت في مجتمعنا، مع الاسف الشديد، ظاهرة "عقوق الوالدين"، والتي ينتج عنها تعاطي المخدرات، أو هي ناتجة عن تعاطي المخدرات في غياب التوعية المجتمعية، وضعف الوازع الديني بين كثير من الناس.
والعقوق خلل في سلوك المرء نفسه، قد يكون من الصعب تقويمه، وقد يكون كذلك سلوكا متوارثا، فقد يكون المرء عاقا لوالده او والدته، فما يلبث ان يرى العقوق من ولده، وهكذا يكون الجزاء من نفس العمل فالجزاء، من جنس العمل سُنةٌ إلهيةٌ، وقاعدة عدليةٌ، مستقاةٌ من النصوص الشرعية، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
وقد ورد في الحديث الشريف "اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، والصلاح يقصد به الولد وليس الوالد، ولعل دليل صلاح الولد دعاؤه لوالده، والوالد تنفعه دعوة الولد الصالح.
نقول هذا الكلام بمناسبة الجريمة التي هزت المجتمع الكويتي كله، بعد ان اقدم ولد على اطلاق الرصاص على والده من رشاش يحمله، وارداه قتيلا، وكان ينوي القضاء على عائلته كلها بعد أن لعبت بعقله المخدرات، لكن الله سبحانه سلم وقتل الوالد!
ولم يسلط الضوء الكاشف على هذه الجريمة الشنعاء لتوعية الناس بأخطار العقوق التي تؤدي تلقائيا الى تعاطي المخدرات، ويبدو ان الجرائم التي توالت او تزامنت مع هذه الجريمة الشنعاء جعلت الناس تنشغل عنها بغيرها، مثل جريمة اختفاء مبارك الرشيدي، رحمه الله، التي أنست المجتمع اقدام ابن على قتل ابيه!
مطلوب اليوم حملات توعوية جادة للحض على مكارم الاخلاق، والحرص على كيان الاسر، وحمايتها من التفكك، الذي هو الخطر الحقيقي على مجتمعنا.
وفي الوقت نفسه لا بد من فرض هيبة الدولة التي تجعل المتعاطي يفيق من تعاطيه، قبل ان يرتكب جريمة.
والسؤال هنا يوجه الى الجهات المعنية: من اين جاء هذا المجرم بالرشاش الذي استخدمه لقتل والده، وكم سلاحا وذخيرته لاتزال بيد مجرم، ومتعاط، ومهرب؟
أليس لهيبة الدولة دور في تلك الجرائم... زين؟
آخر الأخبار