العلاج بالخارج!

طلال السعيد

هناك مطلب شعبي من كل كويتي مخلص، قلبه على هذا البلد واهله، والمطلب هو ان يقدم عضو في مجلس الامة او مجموعة الاعضاء استجوابا لوزير الصحة حول موضوع العلاج بالخارج، لا يكون الهدف من الاستجواب طرح الثقة بالوزير، او إحراجه، او احراج فريق عمله، لكن لتسليط الضوء الكاشف على هذا الموضوع المهم جدا، واستجلاء الحقائق حوله، وكشف الأرقام امام الشعب الكويتي ليعرف بالضبط ماذا يعني العلاج بالخارج!
مطلوب البحث وتسليط الضوء الكاشف على هذا الموضوع، الذي يتضخم على مر الايام، وكلما تغير وزير الصحة تغيرت آلية التعامل مع الملف، الا ان الأرقام تتزايد، واتحدى حتى مسؤولي الصحة، أو الجنة العليا أنفسهم، ان يعرفوا شروط الإرسال للعلاج بالخارج، فقد وصلت في وقت من الأوقات الى ان يستخدم العلاج بالخارج كسلاح فعال في الاستجوابات، ومرة اخرى لإسكات عضو من الاعضاء، او لتفتيت تجمع نيابي يشكل خطرا على الحكومة، او لإنقاذ وزير من طرح الثقة، وفِي حين اصبح العلاج في الخارج يشبه الهبة، بأن يهب الوزير المتخصص لكل عضو، على سبيل المثال، عشر حالات، بغض النظر عن نوع المرض، فلكل عضو نصيبه المستحق من الإيفاد الذي يهبه بدوره الى ناخبيه، بغض النظر عن نوع المرض، او حالة المريض!
وفي وقت اخر تحولت الهبات الى الموالين فقط من النواب، لتقوية مراكزهم في المناطق الانتخابية، و لدعمهم ضد منافسيهم ممن يدعون المعارضة، فتضخم ملف العلاج بالخارج، حتى ان اغلب المكاتب الصحية خارجيا عجزت عن الإيفاء بالتزاماتها للمستشفيات، بعد ان وصلت مديونيتها الى الملايين!
ولا يزال ملف العلاج بالخارج مجهول التفاصيل، حتى على كبار المسؤولين، لذلك لا بد من استجواب يتفق مع الدستور وقوانين الدولة، يبحث هذا الموضوع بأدق تفاصيله للوصول الى حل مناسب، يوقف هدر الميزانيات، وينظم العمل في لجنة العلاج بالخارج، ويضمن لكل ذي حق حقه، بعيدا عن الواسطة والمحسوبية والهبات، وبعد ظهور نتائج الاستجواب تنشر في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، ليعرف الناس بالضبط ما هو العلاج بالخارج، بعدها الحكم للشارع الكويتي...زين.