طلال السعيدكانوا يتقاتلون على العلاج بالخارج، ويبحثون عن "واسطات" للسفر والطابور على لجنة العلاج بالخارج، يصل الى الباب الخارجي واللوحات في كل شوارع الكويت، تشكر العضو الفلاني الذي منحنا سياحة علاجية، والمنح تنهال على اعضاء مجلس الأمة بالرقم، وليس بالاسم على طريقة "اعطوه عشرين حالة سفر للخارج"، هكذا كانت تدار الامور من دون تهويل ولا زيادة.فجأة تحولت الحال الى العكس، فقد اصبحوا يبحثون عن "الواسطة" للعودة الى البلاد بدلًا من البقاء خارجها، سواء من كان في سياحة علاجية، او من كان سائحا او من تعود السفر في نهاية الأسبوع.
لأول مرة تخلو إدارة العلاج بالخارج من المراجعين، ولم تعد ما تسمى باللجنة العليا للعلاج بالخارج تجتمع، فليس هناك ما يجتمعون عليه، بل أفل نجمهم، بعد أن كان الكل يبحث عن رضاهم، ويتودد لهم طمعا في الحصول على منحة سياحة علاجية، ولا تنسى المرافق.الآن تحولت "الواسطات" الى العودة، فهم يتسابقون على الحصول على كرسي بأقرب طائرة تعود بهم الى الكويت، فقد لاحظ الفرق بين بلاده وعنايتها بمواطنيها، وبين الدول الأخرى التي تركت المرضى في الممرات، ولم تعد تلتفت لرعاياها، حتى تلتفت لرعايا الدول الأخرى.اللهم احفظ بلدنا الكويت، وأتم عليها نعمتك، ووفق ولاة أمرنا، وارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على فعل الخير، وعجل فرجك، واكشف القمة عن هذه الأمة، وعن بلاد المسلمين اللهم ارفع غضبك ومقتك عنا، واكشف عنا الضر، فإننا مسلمون، "ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به"... آمين.