عدنان أحمد يوسفزيارة فخامة الرئيس البرازيلي السيد جايير بولسونارو الى البحرين بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد ،حفظه الله ورعاه، جاءت تتويجا لمسار طويل من العلاقات الوطيدة التي تعود لأكثر من اربعين عام.اليوم مملكة البحرين تشهد ازدهارا في علاقاتها مع البرازيل، حيث إن هذه الزيارة تعتبر نقلة نوعية تاريخية في مسيرة العلاقات الوثيقة بين البلدين الصديقين، والقائمة على أسس راسخة من الود والاحترام المتبادل، والحرص المشترك على ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي والعالمي، ودعم التنمية المستدامة.كما تفتح هذه الزيارة آفاقًا رحبة أمام تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين الصديقين، والتي تشهد تطورا ملحوظًا منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية في 23 فبراير 1976، حيث تضاعف حجم التبادل التجاري غير النفطي أكثر من ست مرات ليتجاوز 1.85 مليار دولار أميركي خلال العام الجاري بنهاية أكتوبر 2021، أغلبها واردات بحرينية بقيمة 1.69 مليار دولار تتركز في المنتجات الكيميائية والمعادن والمواد الأولية الخام والحديد والصلب والمنتجات الزراعية والغذائية وأهمها اللحوم، لتصبح البرازيل أكبر مصدر في العالم إلى السوق البحرينية، في مقابل صادرات بحرينية غير نفطية إلى البرازيل بقيمة 160 مليون دولار.وهناك العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية والتكنولوجيا الرقمية والنقل والخدمات اللوجستية والسياحة والخدمات المالية وريادة الأعمال والابتكار والطاقة المتجددة، وصناعة السيارات والصناعة الدفاعية، وغيرها، حيث تعتبر البرازيل الدولة الأكبر في أميركا اللاتينية، وثامن أكبر قوة اقتصادية في العالم بناتج محلي إجمالي يتجاوز 3 تريليونات دولار، والسادسة عالميًا من حيث المساحة والسابعة بعدد سكان يتجاوز 213 مليون نسمة، ولها حضورها السياسي الفاعل كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي اعتبارًا من يناير المقبل ولمدة عامين وعضو في مجموعة العشرين.وكما ذكرنا في مطلع هذا المقال، فإن للعلاقات البحرينية البرازيلية تاريخا طويلا من التعاون المشترك، خاصة في المجالات المصرفية يعود إلى نهاية السبعينات من القرن الماضي.
ففي تلك الفترة وعندما كنت أعمل لدى مصرف بحريني كبير في بداية الثمانينات قدمت المصارف البحرينية وساهمت في الترتيب لقروض كبيرة للحكومة البرازيلية تجاوزت المليارين دولار من قبل هذه المصارف وبنوك اخرى في المنطقة والشرق الاوسط. وكانت المؤسسة العربية المصرفية تلعب دور المرتب والمنسق لهذه القروض، والتي كانت تدار انطلاقا من مركز البحرين المصرفي.وعندما نشبت ما سُمي بأزمة ديون اميركا اللاتينية بادرنا في البحرين ونيابة عن كافة البنوك المدينة في المنطقة بإطلاق مفاوضات عديدة مع الحكومة البرازيلية بهدف اعادة جدولة الديون التي ظلت عالقة لفترة طويلة. وفي سبيل حلحلة هذه المشكلة اطلقت البرازيل برنامج لمقايضة الديون مقابل تملك حقوق ملكية في بعض البنوك التي تمتلكها او تساهم فيها. وبالفعل تم الاستحواذ على حصة كبيرة في أحد البنوك البرازيلية من قبل أحد البنوك الرئيسية في البحرين مقايضة لدينه. وقد نجم عن ذلك ولادة اول بنك خليجي وعربي في البرازيل بملكية مصرف بحريني. وقد تعاونت البنوك في البحرين بالكامل مع الحكومة البرازيلية من اجل تخطي ازمة الديون.ونحن نستذكر اليوم هذه الحقائق، نؤكد ان بنوك البحرين تمتلك اليوم امكانيات كبيرة لكي تساهم بالدفع في تنمية العلاقات الاقتصادية بين البرازيل والمملكة من خلال تمويل المبادلات التجارية وتشجيع الاستثمارات والمحافظ والصناديق الاستثمارية التي تمول مشاريع مشتركة خاصة ان البرازيل تعد اليوم من الاقتصاديات العالمية الرئيسيّة العضوة في مجموعة العشرين وتمتلك موارد ضخمة يمكن الاستفادة منها في البحرين.رئيس جمعية مصارف البحرينرئيس اتحاد المصارف العربية سابقاً