العلاقة بين الذهب والنفط... كيف يؤثر ارتفاع سعر المعدن على الخام ؟

قد يعود العالم قريبًا إلى معيار الذهب العالمي بفضل مشروع كانت البنوك المركزية الأوروبية تستعد له بهدوء طوال عقود، ومنذ السبعينيات، تم تنفيذ السياسات التي مهدت الطريق لنظام نقدي عادل ودائم بشكل تدريجي، مما جعلنا أقرب وأقرب إلى القدرة على استعادة معيار الذهب الكلاسيكي وفقا لـ "مباشر".
وقال المحلل "جان نيوينهويجس" في مذكرة صادرة عن شركة "سيكينج ألفا": "تنبأت البنوك المركزية الأوروبية قبل 50 عامًا بما يحدث اليوم في النظام النقدي الدولي – فنظام العملات الورقية الحالي في حالة تراجع. واختفى معيار الذهب الدولي في عام 1971، في نفس الوقت تقريبًا الذي بدأت فيه البنوك المركزية الأوروبية العمل على خطة طوارئ لإعادته في النهاية.
واضاف: "كانت المشاعر في أوروبا هي مواجهة هيمنة الدولار والإعداد ببطء لنظام جديد، وفي الوقت الحالي تشير البنوك المركزية في أوروبا إلى أن النظام الجديد الذي يضم الذهب يقترب".
وقامت أوروبا بمعادلة احتياطيات الذهب الرسمية على المستوى الدولي، وتخصيص الذهب بشكل استراتيجي، ورفع مستوى الذهب وفقًا لمعايير الصناعة الحالية، وهي الآن تروج للذهب باعتبار صندوق مثالي لحفظ الأموال .
ولا تقتصر الحركة لتحجيم هيمنة الدولار على أوروبا، فقد دعا المسؤولون في ماليزيا ورئيس بورصة شنغهاي للذهب علنًا إلى الابتعاد عن الدولار الأميركي والعودة إلى الذهب الآن، يبدو أن تنشيط وتجديد الثقة في معيار الذهب قد انتشر إلى قطاع الطاقة أيضًا.
وقال المحللون في "مورجان ستانلي" إنهم يعتقدون أن النسبة بين سلعتين من أكثر السلع المعروفة على الأرض - النفط والذهب - "تستحق التركيز"، ملاحظين أن هذه النسبة الذهبية (إذا جاز التعبير) يمكن أو يجب أن تكون ذات أهمية لأولئك الذين يبحثون عن "كرة بلورية" لعقود أسعار النفط الآجلة، ومع ذلك، تحفظ "مورجان ستانلي" على هذا التأكيد، قائلاً إن هذه الممارسات لها بالتأكيد إخفاقاتها أيضًا. وتميل العقود الآجلة للنفط الخام إلى الصعود خلال فترات التضخم المرتفع، بينما يستخدم الذهب تقليديًا كتحوط ضد التضخم، غالبًا ما يعني هذا الارتباط الإيجابي أن ارتفاع أسعار النفط تزامن مع زيادة أسعار الذهب، على الرغم من أن أحدهما لا يؤثر بشكل مباشر على الآخر. ويصبح المعدل بين النفط والذهب مفيداً عند تحديد عدد براميل النفط التي تعادل قيمة أوقية الذهب، وشهد النفط عاماً سيئاً تاريخياً بعد أن تضرر الطلب على الخام بشدة من انتشار الفيروس، وتفاقمت مشاكل قطاع النفط بسبب الخلاف الذي سرعان ما تحول إلى حرب أسعار شاملة. وكانت النتيجة وفرة نفطية ضخمة سرعان ما ملأت مساحات تخزين النفط في العالم بأقصى طاقتها، لدرجة أن تخزين النفط أصبح أكثر تكلفة من امتلاكه، مما تسبب في انخفاض خام غرب تكساس الوسيط دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ في 20 أبريل.
وفي تناقض صارخ، يتم تداول سعر عقود الذهب الآجلة بما يزيد عن 19 بالمائة منذ بداية العام، ليكون على المسار الصحيح لأفضل عام منذ عام 2010 ( يحوم الذهب حالياً عند أعلى مستوى في 9 سنوات)
وقال "مورجان ستانلي" إن معدل النفط إلى الذهب يتم تداولها حاليًا بأفضل من 99 بالمائة من الحالات عام 1980، على الرغم من تعافي الخام من أدنى مستوى له منذ أكثر من 40 عامًا في أواخر أبريل.