الجمعة 27 سبتمبر 2024
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
العلمانية تنكر ذاتها
play icon
كل الآراء

العلمانية تنكر ذاتها

Time
السبت 02 سبتمبر 2023
View
183
سامي العنزي

كتبنا مرات عدة في العلمانية، وحولها، تعريفاتها لذاتها، كما تزعم، بقصد توضيح منهجها الناعم غير المدبب كفرا في مواجهة الدين، ومن اجل النخر والتدمير!
العلمانية دائما تقول قولا اصوليا ومحوريا بالنسبة لها؛ تقول اعتقادا: "ما لا تراه العين لا يصدقه العقل فلا يؤمن به القلب"!
هذه المقولة الاعتقادية والمحورية علمانيا، هي عين وكل الخطر حربا على الدين والتوحيد والاخلاق.
يتلون العلمانيون في اقوالهم ومعتقداتهم بنعومة؛ وما ان تنفرد بالمجتمع سرعان ما تجد انيابها البلشفية تظهر، وبكل عنف نخرا وتدميرا في المجتمع المسلم، دينا واخلاقا واجيالا، ولنا شواهد كثيرة في التاريخ، وما اتاتورك عنا ببعيد.
العلمانية حاوية طيوف الدمار والكفر المتنوعة بكل نعومة، والتي هدفها، الاول والاخير، القضاء على الدين والاخلاق.
تقول العلمانية: "ما لا تراه العين لايصدقه العقل". هذه المقولة تحمل جميع انواع الشياطين الالحادية، وبهذا المعتقد المنبثق من هذه المقولة تكون من الطبيعي النتيجة:
مرفوض عقلا -علمانيا- وجود الله تعالى بالنسبة لهم. ونسأل الله السلامة، وحينها طبيعي نفي الايمان قلبا وعقلا!
هذا هدف محوري من اهداف الصهيونية الماسونية التي تسعى الى السيطرة العالمية؛ وهي تعلم ان الاسلام حجر عثرة في طريقها، ورمح حاد في حلقومها، وهذا ايها القارئ الكريم لايختلف؛ بل يتفق ويلتقي مع الدهرية ودعاة الطبيعة، والشيوعية واصحاب فكرة قدم العالم.
ويتفق مع الزنادقة وعابدي الشيطان الرجيم، فجميعهم هدفهم واحد، لكن كل منهم يرتدي رداء العلمانية، ويعمل بآليته الفكرية والحركية التنظيمية، وذلك وفق المجتمع الذي تنخر فيه هذه الجماعة العلمانية او تلك.
وفق قول العلمانيين،ونظرتهم المنحرفة، يجب ان تكون الدهرية وقدم العالم هي السائدة! وفي الوقت نفسه نجد قولهم هذا ينفي الاصول العلمية المادية التي يدعون فيها ايمانا، وينفي الاصل العلمي النقلي، وهو "مربط الفرس".
وينفي ايضا الاصل، العاطفي والوجداني، وهنا ينبغي الغاء فكره العلماني؛ بل حتى الشواهد والنواظر والدلالات العقلية والنتائج يجب ان نلغيها، وان كانت دليل على المحسوس الملموس الذي يدعون به اعتقادا!
وعلى اثر ذلك لا ينبغي للعلماني ان يؤمن بوجود موجات الكهرباء، وموجات الضوء، والموجات الصوتية، ولا ينبغي له ان يأخذ بالشواهد، والنواظر، والنتائج الصادرة من كل مصدر الذي تدلل عليه النتيجة من دون رؤية الاصل السببي!
اما ان وافق على الشواهد والنظائر والنتائج في هذه الامور العلمية، فمن باب اولى ان يعتمد خلق الله تعالى اصلا لوجود الواجد الخالق، والا سيكون يحمل علما كما يبتغي هواه وشيطانه التافه السفيه!
رؤية الاشياء دليل على اصل، وعدم رؤيتنا لبعض الاشياء لا يعني نفيها، واضرب لتلك العقول الناقصة مثالا نضربه لاطفالنا دائما، حين ترى ظل الرجل، وهو خلف الحائط، ولم تره النتيجة، انه موجود؛ والدليل ظله، ونكران ذلك هو سفاهة، او فقدان عقل!
قول العلمانيون الذي ذكرناه انفا يناقض العقل والمسيرة العلمية الانسانية، والتي يدع العلماني انه يؤمن بها، نعم، لانه حتى الهواء نتنفسه ولا نراه، لكن نشعر بافعاله واثاره، ونتائجه في حال وجوده اوفقدانه.
وهذا ان دل على شيء؛ فانما يدل على انها حتى "العلم" الذي تدعيه العلمانية وتقدسه، وهي الكذوب، هو عبارة عن مركوب تمتطيه من اجل الضحك على السذج، ومن اجل تسطيح الدين والاخلاق، والذي بوجوده، اي الدين، يعني نفيهم من الوجود عقلا وعلما وجوارح!

إعلامي كويتي

سامي العنزي

آخر الأخبار