العم حمد المطيري... وداعاً

ضم ثرى الكويت أوَّل من أمس واحدا من كبرائها، الذين عاشوا مراحل النشأة، وعانوا كما عانى أجدادنا، حتى صنعوا مجد الكويت بعدنا عجنوا تراب الوطن بعرق الجبين، فخلد بيننا تاريخا عريقا امتد لنحو مئة سنة، ملأها بالعمل والصبر والتضحية.
بين أسرة كريمة عريقة ولد العم حمد هلال فجحان المطيري رحمه الله عام 1922، وبعد قرن من الزمان ودع أهل الكويت جميعا، وترحموا على رجل العطاء والكرم، بعد سيرة عطرة حمل خلالها إرث والده هلال زمنا طويلا، باعتباره آخر أبنائه رحمهم الله جميعا.
وبهذا الرحيل، نعت الكويت رجلا من رجالات الرعيل الأول، الذين شهدوا رحلة الكويت من بدايات القرن الماضي، وشاركوا في عملية بناء الدولة، مع ثلة من الرجال الكبار، ليكون من القلة القليلة الذين ارتبطوا بتاريخ الكويت ماضيا وحاضرا، حتى أغمض عينيه راحلا عنا بسلام.
نشأ العم حمد في كنف والده الذي علمه تجارة اللؤلؤ، وبدأ حياته العملية في التجارة مثل كثير من شباب الكويت قبيل منتصف القرن الماضي، ومع النهضة التي عاشتها البلاد كانت له اهتمامات تجارية واجتماعية إنسانية إضافة لمواقف سياسية.
وكان رحمه الله معارضا لانتخابات 1967 التي اعتبرت أنها مزورة، فكان في طليعة موقّعي إعلان المعارضة، وفي عام 1985 أعلن أيضا معارضته لحل مجلس الأمة حلا غير دستوري.
ومن إنجازاته - رحمه الله - مساهمته مع أبناء منطقة كيفان، حيث كان يقيم حينها، في تأسيس جمعية المنطقة أواخر ستينيات القرن الماضي، وكان عضوا في لجنة الجمعية التأسيسية.
وعرف العم حمد بكرمه وحبه لأهل الكويت، وتبنيه الدائم للأعمال الخيرية التي تفيد الفقراء والمحتاجين والمعوزين في داخل الكويت وخارجها.
وسخّر جهده وماله لخدمة بلده الكويت، كما ساهم في إدارة وقف والده على مدى 15 عاما، وأسس العديد من المؤسسات والشركات.
"السياسة" التي آلمها هذا المصاب، تتقدم من أسرة الفقيد وأحبائه وعموم أهالي الكويت بأحر التعازي والمواساة، سائلين الله عز وجل أن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان..
و(إنا لله وإنا إليه راجعون).