الثلاثاء 01 يوليو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

العماري والماص..."اللي ما يعشق القديم غلطان"

Time
السبت 05 نوفمبر 2022
View
5
السياسة
كتب - فالح العنزي:

يقول المثل الشعبي الدارج "من فات قديمه تاه"، لذا يتمسك الفنان سلمان العماري، بكل ما هو قديم بل يفخر كونه يكاد يكون المطرب الوحيد الذي يشكل رأس حربة منفردا في تقديم هذا الفن الملتزم بخلاف الفرق الشعبية الكويتية سواء المتخصصة في الفنون البرية أو البحرية، أول من أمس أحيا الفنان سلمان العماري وفرقة الماص للفنون شعبية أمسية برية بحرية في مركز الشيخ جابر الثقافي حضرها جمهور غفير "راعي مزاج" وواضح بأنه جمهور متعطش لهذه الفنون، التي رسخت الكثير من المفاهيم في أصل الأغنية الكويتية القديمة وما ارتبط بها من فنون وصولا إلى "فن الصوت".
ارتحلنا في الأمسية المميزة مع العماري وأعضاء فرقة الماص للفنون الشعبية بقيادة رئيس الفرقة فهد الماص، إلى الجذور التي شكلت المجتمع الكويتي وفنونه من نهايات القرن التاسع عشر حتى القرن العشرين لنستمتع بتلك الرقصات والنغمات والإيقاعات الراسخة في وجداننا.
جمع برنامج الحفل بين مختلف أطياف فنون البر والبحر، التي بدأت مع نشأة المجتمع الكويتي من السامري والحدادي والدواري حتى فن الصوت، الذي كانت الكويت أول من عرفته في المنطقة، عندما عاد الفنان عبدالله الفرج من الهند حاملا معه آلة العود ليعزف عليها لأصدقائه وزائريه في ديوانيته الموسيقية المعروفة في ذلك الوقت "دخينة" ليتأسس ذلك الفن الذي أصبح أنيس سمراتنا وجلساتنا وهو الفن المحلي الوحيد، الذي يتطلب في آدائه آلة العود في حين تعتمد غالبية الفنون الأخرى مثل السامري والنقازي على المرواس وغيرها من الآلات الإيقاعية الأخرى.
وكان الجمهور شغوفا ينتظر بحماسة اعتلاء العماري، خشبة المسرح وما ان أطل "أبو نواف"، حتى اشتعلت أيادي الجمهور تصفق شرباكة لما يقارب خمس دقائق خجل منها العماري، الذي طأطأ رأسه خجلا واحتراما مدركا بأنها ليلة ستكون مختلفة مع جمهور مختلف.
توسط العماري أعضاءالفرقة الشعبية وفضل أن تكون الاستهلالة بأكثر من فن، حيث كانت بدايته مع فن السنجني ومن ثم الحدادي، قبل أن يشير إلى أعضاء الفرقة بأخذ أماكنهم جلوسا وتأبط عوده وانطلق في رحاب الفلكلور والتراث وكل ماهو قديم رافعا شعار "اللي ما يعشق القديم غلطان"، وعلى الرغم من تفاوت أعمار الحضور لفت الانتباه بين الجمهور مجموعة من كبار السن تحاملوا على أنفسهم لحضور ليلة "العماري والماص" وقضاء ساعتين مع أجمل ما قدم في الأغنية من فنون.
اختار العماري صوتا عربيا "إذا المرء" ووجد تفاعلا كبيرا وكانت بداية موفقة جدا تحمس لها نجم الليلة، فأعقبها بصوت شامي "يا ليلة دانة" التي يبدو أن الجمهور يحفظها عن ظهر قلب زادها جمالية شرباكة التصفيق الجماعي للجمهور، ما دفع بأحد أعضاء الفرقة للتقدم نحو الجمهور يشاركهم التفاعل راقصا، الإختيار المقبل للعماري كان "هلا باللي لفاني يا هلا به" ومن فن المروبع اختار "يا عين ما ليه" ومن ثم "ميدلي قادري" قبل أن يبدأ باشباع رغبات الجمهور بأغنيات "تيه أفكاري غزال" و"باجر يبينون" و"سرى الليل يا جمال"، وكعادته في حفلاته الغنائية اختتم العماري وصلته بأغنية "السمر والبيض".
وكانت فرقة الماص للفنون الشعبية برئاسة فهد الماص، قدمت مجموعة رائعة من الفنون الشهيرة مثل عاشوري "يا الله اليوم يا مغني الفقير"، إلى فن الدواري ونهمة اليامال، واستمرت الفرقة في تقديم الفنون الجميلة مثل الحدادي ومخالف قبل أن يصمت الجمهور للاستمتاع بسامرية "ألا يا أهل الهوى" ذات الايقاع الكلاسيكي، ولأن الجمهور "فيهم طرب وفيهم وناسة" اختارت الفرقة سامرية نقازية "يا عين ياللي" فتفاعل معها جمهور مركز الشيخ جابر الثقافي، ثم أدت الفرقة أغنية "سلمولي على اللي سم حالي فراقه" ثم "اغنم زمانك" وهي من فن المروبع، قبل أن تختتم الفرقة وصلتها الغنائية بعاشوري "حس السهارى" و"عصرية العيد".


سلمان العماري أشعل الجلسة
آخر الأخبار