الاثنين 23 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

العمال المياومون لا يجدون ما يسدُّ رمقهم بعدما شلَّ "كورونا" عملهم

Time
الاثنين 30 مارس 2020
View
5
السياسة
حنفي: سيارات توزيع الطعام تتجاهل شوارع الجليب الداخلية المكتظة بالعزاب المحتاجين
مصيلحي: توقفت عن العمل منذ فترة وأعاني أشد المعاناة في الحصول على الطعام
مكرم: الكويت دولة الخير وهناك الكثير من العمال يعيشون ظروفاً بالغة القسوة
فراج: نطالب الكفلاء بالتنازل عن قيمة التجديد السنوي فلم يعد بمقدورنا دفعها
إمام: دفعت 1600 دينار مقابل الفيزا وعند استئناف الطيران سأغادر بلا عودة
بدوي: الكفيل أخذ جواز السفر وانتهت إقامتي والجهات المعنية لا تستجيب للشكاوى
بسيوني: العزاب يحصلون على الطعام بشق الأنفس ونلتمس الإعفاء من الإيجار


تحقيق ـ ناجح بلال:

يعاني الآلاف من العمالة الوافدة في قطاع الانشاءات من توقف مصادر ارزاقهم بعدما أصيب هذا القطاع بحالة من الركود في اطار الحرص على تنفيذ اجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، إذ بات عدد كبير منهم لايجد قوت يومه من الطعام وغير قادر حتى على دفع الايجارات لأن معظمهم يعملون باليومية وتعطلهم عن العمل أصابهم بضائقة مالية خانقة حتى أن بعض الخيرين تبرعوا بتقديم وجبات لهؤلاء الذين لايجدون قوت يومهم من خلال تخصيص ارقام هاتفية لذلك.
ووفقاً للاحصاءات الرسمية حتى نهاية ديسمبر 2019، فان العمالة الوافدة في الكويت تبلغ مليونا و 657 الفاً، يبلغ العاملون منهم في قطاع الانشاءات 436 ألفاً و867 وافداً، حيث التقت "السياسة" عدداً من عمال قطاع الانشاءات داخل مساكنهم، حيث أكدوا أنهم يمرون بفترة معاناة قاسية ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء غمة فيروس كورونا حتى يغادروا غرف سكنهم ويعودون إلى أعمالهم.
وطالبوا بضرورة تحرك الجمعيات الخيرية لتوزيع الطعام عليهم حتى لايضطرهم الجوع للبحث عن الطعام في عرافج القمامة، وهناك بالفعل الكثير من المواطنين يجوبون الشوارع بسياراتهم ويوزعون الوجبات على المحتاجين. وفيما يلي التفاصيل:
بداية يقول محمد مصيلحي: إنه توقف عن العمل منذ فترة ويعاني أشد المعاناة في الحصول على الطعام وتدبير ايجار السكن، ما يضطره مع زملائه في السكن للجمع من بعضهم البعض المبالغ المتبقية معهم من أجل تدبير وجبة فلافل، لافتاً إلى أنه لو كان الطيران مفتوحا لعادوا الى بلدانهم.
ويؤكد اشرف مكرم، أن الكويت دولة الخير وهناك الكثير من عمالة الأجر اليومي في مجال البناء لايجدون قوت يومهم، ونتمنى أن تنتهي هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن.
ويطالب جمال فراج الكفلاء الذين هم على اقاماتهم بالتنازل عن قيمة التجديد السنوي هذا العام حيث إن ظروفهم صعبة للغاية، في حين أن قيمة التجديد السنوي 950 ديناراً وأجر العامل اليومي من 6 إلى 7 دنانير ووقت الدوام من الخامسة صباحاً حتى قبيل صلاة المغرب ومع هذا يرجو من الله أن تنتهي ازمة كورونا حتى يباشر عمله مجدداً.
وذكر بيومي سعيد، أنهم كانوا يجمعون الكراتين من العرافج واكوام القمامة لبيعها بالكيلو بعد توقفهم عن العمل ولكن بعد القبض على الثلاثة الذين اتهموا في البداية بأنهم يقومون برش السيارات بفيروس كورونا ثم تبين أنهم كانوا يجمعون القناني الفارغة لبيعها ونحن لانجمع سوى الكراتين الورقية، وهناك بعض الجنسيات الآسيوية تجمع الطعام من القمامة لافتا الى أنه يقبل الموت جوعا ولايقبل أن يعبث في القمامة للبحث عن الطعام.
واشار صلاح مرسي، الى أن عزاب خيطان وجليب الشيوخ وغيرهما من المناطق الأخرى يعانون في مساكنهم الآن بعد توقف أعمالهم حيث يدبرون قوت يومهم بصعوبة ولهذا فمن يتوفر معه بعض الأموال منهم يساعد الآخرين ولكن مع الوقت ستنفد كل الأموال التي بأيديهم خاصة أنهم وبسبب الظروف الراهنة لم يرسلوا لأهليهم أي مبالغ، متمنياً من أصحاب الأملاك اعفاءهم من قيمة ايجارات السكن حيث إن كل شخص منهم يدفع من 30 إلى 45 ديناراً للسكن مع زملائه في غرفة صغيرة مكتظة.
ويقول محمد امام: إن الشعب الكويتي جبل على الخير ولكن توزيع الوجبات من الصعب أن يعم كل العمال العزاب ممن توقفت اعمالهم بسبب فيروس كورونا ولهذا البعض يشتري المواد الغذائية من البقالات ويؤجل الدفع إلى حين عودتهم إلى عملهم.
وأضاف أنه دخل الكويت منذ عامين ودفع 1600 دينار مقابل دخوله البلاد بفيزا حرة وكان يتوقع أن الحال سيكون على مايرام ولكنه فوجئ بأن الشركة التي استقدمته تتاجر في الاقامات ولايوجد بها عمل حقيقي، كما أنه لا توجد أصلاً فيزا حرة كما أوهموه، وهو يعمل الآن في أعمال الحفر بأجر يومي لايتعدى سبعة دنانير ويدخر منها حتى يتمكن من دفع أتاوة التجديد السنوي للإقامة للكفيل، مشيراً إلى أنه على استعداد السفر لموطنه في حال فتح حركة الطيران ولن يعود للكويت مرة أخرى حيث إن مايحصل عليه من عمله لايكفيه سكن ومواصلات وطعام ورسوم الهاتف وادخار مبلغ التجديد، وهناك شركات مقاولات كويتية كثيرة محترمة لاتتاجر في الاقامات ولكن هناك شركات تتاجر ووزارة الشؤون على علم بها.
وفي منطقة جليب الشيوخ التقينا عدداً من عمالة الأجر اليومي، إذ يقول رجب البدر أحمد: إن عمالة الاجر اليومي يعانون الامرين هذه الآونة بسبب جلوسهم في بيوتهم بعد توقف اعمالهم ولهذا يجب على اصحاب الاملاك اعفاء هؤلاء الغلابة من دفع الايجار إلى حين انتهاء الأزمة.
ولفت محمود حنفي الى أن عمال الاجر اليومي لايجدون حتى ما يسد رمقهم، والآن تجوب السيارات الشوارع لتوزيع الطعام وتذهب إلى شوارع نائية في جليب الشيوخ دون أن يأتوا للشوارع الداخلية التي يكتظ بها العزاب الذين يعيشون على مجرد الخبز دون طعام، وهؤلاء يستحقون الإعفاء من دفع الايجار، فكل وافد منهم يدفع 35 ديناراً في غرفة يسكن فيها مع مالايقل عن سبعة افراد أو اكثر.
ويؤكد جمال بسيوني، أن الثلاثين ديناراً قيمة الايجار قد يعتبرها البعض مبلغاً صغيراً لكن في هذه الظروف تعني للعمالة العزابية الآن الكثير حيث يبحثون عن الطعام بشق الأنفس، والكويت بلد الانسانية ولهذا نلتمس من اصحاب السكن اعفائهم من قيمة الايجار لفترة مؤقتة حتى يعودوا إلى اعمالهم.
ويشير احمد خلف الله، إلى أن الكويت بلد الانسانية ولذا نأمل أن لا يلح اصحاب الاملاك على تحصيل الايجارات فمعظم هؤلاء العمال يعانون من ضيق ذات اليد، ولم تحضر إلينا أي شركات بوجبات غذائية، بل نجمع من أنفسنا ما نستطيع من أموال قليلة من اجل شراء كيس خبز وعبوة فول، ونضطر إلى الاقتراض من بعضنا البعض، مشيراً إلى أنه دفع 1700 دينار نظير دخوله الكويت ولايجد قوت يومه الآن.
وقال منصور مرزوق: انه دفع نحو ألفي دينار للكفيل حتى يدخل الكويت منذ عامين وفي النهاية يحصل بالكاد على 100 دينار شهرياً، والآن انتهت اقامته منذ 10 مارس والكفيل يطلب منه 400 دينار لتجديد الاقامة رغم الظروف الراهنة صعبة للغاية.
ويؤكد ابراهيم بدوي، أن الكفيل اخذ منه جواز السفر وانتهت اقامته وكلما اتصل به لايرد وهو على هذه الحالة منذ عدة اشهر واضطر للإقتراض من اجل تسديد الايجار، وعندما رد الكفيل على اتصاله اخبره بأن يشكوه إذا استطاع وكلما ذهبت لتقديم شكوى ضده في الجهات المعنية بذلك لايجد اي اهتمام حيث يرى الكفيل نفسه فوق القانون، واصبحت مخالفاً لقانون الاقامة والمحامي أخذ 250 ديناراً وحتى الان لم استطع الحصول على تحويل إلى كفيل آخر.

مطبخ ومخزن في آن


مستنقعات تحاصر العمالة في الجليب (تصوير ـ محمد مرسي)


آخر الأخبار