العمل الخيري

طلال السعيد

من دون شك، ولا مزايدة، ان دولة الكويت من اكثر دول العالم حبا للعمل الخيري، وأهلها اكثر الشعوب تبرعا، ونؤكد هنا ان تبرعات الكويتيين وأياديهم البيضاء وصلت الى المحتاجين في كل دول العالم، وهذا توجه محمود نرجو الله عز وجل ان يحفظ به البلاد والعباد، ويكفيها شر الاشرار، وكيد الفجار.
وفي الحديث الشريف عن الحبيب المصطفى (صلى عليه وسلم): "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات واهل المعروف بالدنيا هم اهل المعروف بالآخرة"، ونحن في هذه الايام الفضيلة نرى اللجان الخيرية تعمل في كل مكان، وتوصل الاضاحي الى كل المحتاجين في اقصى اصقاع الارض.
كذلك مشاريع آبار المياه التي تفتتح بشكل يومي، ويستفيد منها المسلمون الذين كانت مشكلتهم الحصول على الماء الصالح للشرب في كل بلد محتاج، هذا طبعا خلاف المساجد والمدارس ودور تحفيظ القرآن الكريم، ونسأل الله ان يجزي اهل الخير بالخير، ويحفظ هذه البلاد واهلها من كل شر ومكروه!
في هذه المناسبة، نشدد هنا على وزارة الخارجية الكويتية، التي يجب ان يكون لها دور فاعل، واهم دور تؤديه هو التصديق على ان التبرع صحيح، وان المشروع اقيم في المكان الذي اتفق عليه بين الجمعية الخيرية والمتبرع، والتصديق من سفارة الكويت بذلك البلد، وليس مقبولا ان تقف "الخارجية" موقف المتفرج، ولا حتى تستفيد ديبلوماسيا من المساعدات الكويتية، اذ يجب ان يكون الدور الاكبر للخارجية الكويتية بواسطة سفاراتها التي يجب ان توجه العمل الخيري بما يخدم مصالح دولة الكويت!
بالامس القريب بدأ الجسر الجوي بين الكويت والسودان بحركة دائمة، والمخربون يعيثون فسادا في مكاتب الملحق العسكري الكويتي في الخرطوم، فيما الخارجية تكتفي بالاحتجاج فقط، وهذه السياسة مرفوضة من الشعب الكويتي رفضا تاما!
كلنا نتفق على ان العمل الخيري مثله مثل غيره داخل بعضه الفساد، واستغل عديمو الضمائر بعض جوانبه، الا ان تصديق السفارة الكويتية يقطع الشك باليقين، ويجعل المتبرع يشعر بالاطمئنان، لأن تبرعه قد وصل الى المكان المتفق عليه، ويشجع غيره كذلك على التبرع!
لا بد من ان تتحرك الخارجية، وتفيق من سباتها العميق، وتصدق على كل عمل خيري يقام في الخارج...زين.