الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

العمل الخيري الفلسطيني قديم تجاه الخليج

Time
الخميس 09 مارس 2023
View
5
السياسة
محمد الفوزان

يجب أن تعرف الأجيال الجديدة، واللاحقة، في الخليج والجزيرة أن فلسطين والفلسطينيين قديماً لهم فضل على الخليج والجزيرة العربية.
بل إن العمل الخيري الفلسطيني كان يساهم في رفع معاناة أهل الخليج والجزيرة العربية أيام الفقر، قبل اكتشاف النفط، فضلاً عن مساهمتهم في إرسال المدرسين الفلسطينيين من دون مقابل الى الخليج، مع تحمّل مصاريفهم، كما فعل مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، رحمه الله، حين بعث المدرسين الى الكويت، ومازال بعض أحفاد المدرسين موجودين في الكويت معززين مكرمين يحملون الجنسية الكويتية.
من سيدات العمل الخيري الفلسطيني قديماً مكرم أبوخضرة، التي ولدت في مدينة غزة عام 1920، والدها هو سليم أبو خضرة، من أثرياء مدينة غزة، وقد كان رئيساً لمجلس المعارف.
بعد وفاة والدها، ورثت هي ووالدتها عائشة أبو خضرة أملاكاً كثيرة، فمنحت وزارة "الأوقاف" عام 1946 أرضاً لبناء مسجد ومستشفى ومدرسة إكمال الجامعيين، كما تبرعت لها بمبلغ 30 الف جنيه فلسطينية، ومن الجدير بالذكر أنه تمت إقامة مجمع الدوائر الحكومية المعروف بـ"مجمع أبو خضرة" في تلك الأرض التابعة للأوقاف، وقد تم إخلاؤها اخيراً لبناء المستشفى التي تم التبرع بالأرض من أجلها.
وفي عدد صحيفة "الجامعة العربية" الصادر في فلسطين يوم الأربعاء 30 ربيع الثاني 1354 هجرية/ الموافق 31 تموز 1935 ميلادية، نشر على الصفحة الأولى الخبر التالي"تبرع أهالي الخليل لفقراء المدينة (المنورة)"، أما الفلسطينية "مكرم أبو خضرة من غزة فتتبرع بمبلغ 10 آلاف جنيه فلسطيني (ما قيمته حينذاك 10000 جنيه استرليني ذهب) لبناء مستشفى في المدينة المنورة".
تفاصيل الخبر العائد لعام 1945، وصل إلى القاهرة، حيث كان مدير صحة منطقة المدينة المنورة الدكتور محمد علي الشواف بك متواجداً لقضاء فترة من الوقت في مصر، وقد تم الاتصال بالدوائر الهندسية وبغيرها لتنفيذ مشروع إنشاء مستشفى خيري كبير في المدينة المنورة، وهو المستشفى الذي كانت المحسنة الفلسطينية المعروفة عائشة أبو خضرة، وكريمتها مكرم قد تبرعتا لإنشائه بمبلغ عشرة آلاف جنيه فلسطيني، كما قامت بالتبرع لبناء عقارات باسمها بجانب الحرمين الشريفين".
وللعلم، فلسطين كانت حينئذ مستعمرة صهيو ــ بريطانية، والشعب الفلسطيني كان يقاسي الاحتلالين، ومنخرطا في حرب تحرير.
لقد تم اختيارها لرئاسة جمعية الاتحاد النسائي العربي عام 1946، حيث شاركت في إنشاء مركز لمحو الأمية، بالإضافة إلى إقامة أسواق خيرية ومساعدة الفقراء، وتوفيت عام 1955 م، ودفنت بجوار مسجد أبي خضرة بغزة.
رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته.
قال فيها أحد الشعراء:
"قلّدت غزة من صنيعك مِنّة
وأقمتِ صرحا ثابت الأركان
وتركتِ للأجيال كنزا خالدا
في الجود والمعارف والإحسان
طرق المكارم يا مكرم جمّة
وأجلّها ما كان للأوطان"

إمام وخطيب
[email protected]
آخر الأخبار