* محفوظ: من عانى العوز والبطالة لا يُمكن أن يرفض أي عمل تحت أي ظروف* جبريل: خياراتنا محدودة ومن يُحالفه الحظ يتعرَّف على مقاول لديه عمل متواصل* عبدالسميع: عانينا البطالة وتراكمت علينا الديون والالتزامات تجاه أسرنا* عبدالمحسن: الحظر الجزئي يمنع العمل ليلاً ونحن في أمسِّ الحاجة إلى أجورنا اليومية* أبوالكلام: نضطر لتكثيف العمل من أجل إنجاز ما يُمكن إنجازُهُ قبل غلق الكراج والحظرتحقيق ـ محمد غانم:حالت الاجراءات الاحترازية والحظر الجزئي المطبق حالياً دون توقف العمل في نهار رمضان تحت أشعة الشمس المباشرة، وذلك لكون الحظر الجزئي حرم الشركات بشكل عام وشركات المقاولات بشكل خاص من العمل ليلاً بعيداً عن التعرض لحرارة الطقس.وعملاً بمبدأ أقل الضررين، يتحمل العمال حرارة الشمس وقت الصيام في نهار رمضان، لكونه ضررا أهون بكثير من توقف العمل وانقطاع مصدر الرزق.وأكد عدد من هؤلاء العمال خلال جولة قامت بها "السياسة" على عدد من المواقع، أنهم يتحملون العمل تحت اشعة الشمس المباشرة في نهار شهر رمضان بكل سعة صدر لأن ما عانوا منه خلال السنة الماضية من توقف الأعمال وانقطاع مصدر الرزق، الأمر الذي كبلهم بالديون وتسبب في توقفهم عن ارسال مصاريف أسرهم الشهرية في بلدانهم.وفيما يلي التفاصيل:يقول عامل البناء رفعت محفوظ: إنه يعتبر العمل في رمضان عبادة وبركة، فالصوم لايتعارض مع العمل، بل إن وجود العمل كمصدر رزق في الوقت الحالي خير وبركة ونعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى.ويضيف محفوظ، من عانى من شح المال خلال الفترة الماضية بسبب تداعيات جائحة كورونا سوف يدرك أن وجود فرصة عمل ومصدر دخل خير كبير لايمكن رفضه، ولايمكن مقارنته بما قد يعانيه العامل بسبب الطقس الحار في نهار رمضان.ويؤكد العامل محمود جبريل، أن عامل اليومية لا يمتلك رفاهية اختيار الأيام التي يعمل بها أو تلك التي لايمكن أن يعمل بها، فهو بالكاد يجد من يستخدمه في العمل للحصول على أجرته اليومية، وفي الغالب وفي ظل أجواء "كورونا" والحظر الجزئي، يعمل اسبوعاً أو عشرة أيام فقط في الشهر، وقد تمر أشهر دون أن يعمل أصلاً.ويشير جبريل، إلى أن عامل اليومية في رحلة بحثه عن عمل تكون اختياراته محدودة، ومن يحالفه الحظ يتعرف على مقاول لديه عمل متواصل في هذا المشروع أو ذاك، لأن معظم المتاح حالياً عمل مؤقت في بعض القسائم، ولم تعد هناك مشروعات ممتدة على فترات زمنية طويلة كما كان الوضع قبل "كورونا".ويقول زكي عبدالسميع: إنه لايهم العامل إذا كان العمل تحت أشعة الشمس المباشرة في نهار رمضان أو في غير رمضان، فجميع عمالة قطاع الإنشاءات يعانون من البطالة خلال الفترة الماضية، وتراكمت علينا الديون والايجارات، والأهم من كل ذلك علينا التزامات تجاه أسرنا في بلادنا، والغلاء الشديد يفاقم من أزمتنا، لذا فإن فرحة وجود فرصة عمل في حد ذاته توازي فرحة العيد.ويضيف، علينا التزامات مالية يومية من مأكل ومشرب، ولدينا أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، وعندما يذهب الإنسان إلى سريره في نهاية اليوم فإنه يذهب وظهر يحمل جبلاً من الهموم والمخاوف من الغد، وما إذا كان سيجد يومية عمل جديدة أم سيعاني البطالة، وكيف سيرسل أموالاً لاسرته، وكيف سيدفع الايجار، وكيف سيسدد الديون المتراكمة عليه، فهموم الليل أصعب وأثقل من هموم العمل تحت شمس الصيف في نهار رمضان.ويرى العامل أشرف عبدالمحسن، أن الطقس ليس بهذه الحرارة الشديدة وفي الأحوال العادية يعد أمراً مقبولاً لكن المشكلة في كونه يترافق مع صوم رمضان، وكنا في مثل هذه الأحوال نعمل ليلاً حتى الساعات الأولى من الصباح ونستريح في بيوتنا مع ارتفاع درجات الحرارة، لكن مع تطبيق الحظر الجزئي لم يعد بمقدورنا العمل ليلاً، وكذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال تأجيل العمل لما بعد شهر رمضان، فنحن في أمس الحاجة إلى أجورنا اليومية، فما نحصل عليه اليوم لا نعلم إذا ما كنا سنجده غداً أم لا، لقد ضاع الأمان كثيراً، فكل يوم بيومه، نعمل من أجل قوت أبنائنا.ويشير عبدالمحسن، إلى أنه رغم الشح في بعض العمالة في مجال الانشاءات إلا أن العمل نفسه أيضاً شحيح، ولم يعد من السهل البدء في مشروعات انشائية كبرى نستند إليها في العمل لفترات طويلة تتجاوز السنة، فالآن نعمل يوماً بيوم، وننتظر أسابيع وأشهرا من أجل الحصول على يومية هنا أو هناك.ويؤكد أبوالكلام، عامل في احد كراجات اصلاح في منطقة شرق، أن عملهم أهون كثيراً من عمل قطاع الانشاءات، وإن كان مرهقاً قليلاً بسبب صيام رمضان، حيث إنه يضطر لتكثيف العمل من أجل انجاز ما يمكن انجازه قبل غلق الكراج تطبيقاً لقرارات البلدية، فالحملات مستمرة ولايمكن المكوث في العمل بعد موعد الغلق، وهذا يسبب ضغطاً بدنياً ونفسياً عليهم.

لا بديل عن العمل في ظلِّ البطالة التي أصابت العديد من القطاعات (تصويرـ بسام أبوشنب)