الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

العنزي...السفير الإنسان

Time
الأربعاء 17 مايو 2023
View
10
السياسة
د. أحمد بن سالم باتميرا

الكتابة عن شخصية مؤثرة وناجحة ومتميزة ليست عملية سهلة، وتزداد الصعوبة إذا كانت هذه الشخصية محبوبة اجتماعيا، كثيرة الحراك والانجازات، ولها بصمات واضحة ديبلوماسيا واجتماعيا.
أيامه كانت معدودة، لكن إنجازاته وعطاءاته وحراكه تجاوز الحدود والسنين، كيف لا، وكل محافظة عمانية ترك فيها الأثر الطيب، وأياديه عانقت الطفل والمسن، وعلاقاته تتعدى الديبلوماسية المعروفة ليكون قريب القلب من الجميع، في أفراحهم وأحزانهم.
فالذين عرفوه عن كثب يجمعون على شخصية مختلفة في الزمن الصعب، فقد أحبه الجميع لحسن تعامله، وأخلاقه، وصفاته وثقافته، فحقا كان سفيرا بمعنى الكلمة لخادم الحرمين الشريفين، فكان اختياره نعم الاختيار، إنه الأخ الصديق عبدالله بن سعود العنزي.
كفاءة ديبلوماسية وسياسية، ورجل اجتماعي وثقافي، وقارئ مطلع على التاريخ القديم والحديث، يحب التعامل مع الجميع دون تمييز، وله نظرة للأحداث في المنطقة والعالم. عمل السفير العنزي ليل نهار لتقريب وجهات النظر، وتطويرالعلاقات، ورفع مستوى الشراكة العمانية - السعودية، فكانت مسقط والرياض أنوارا تتلألأ، وذات ثقل سياسي وتاريخي، جاءت النتائج مبهرة في فترة زمنية لم تتعد 800 يوم للسفير المثابر.
سفيرا بمعنى الكلمة، كما عرفته عن قرب، كل همه أن يعم الخير والرخاء والاستقرار دول المنطقة، وأن تحقق سلطنة عمان رؤيتها الهادفة والتنموية، وأن يكون منفذ الربع الخالي بوابة خير وسلام وانفتاح، وجلب الاستثمارات وتحقيق السعادة والنماء للشعبين الشقيقين.
لقد قدمت المملكة العربية السعودية ثلة من الشخصيات المرموقة من العلماء والسياسيين والأكاديميين والإعلاميين والمثقفين وغيرهم الكثير الكثير، منهم في نظري هذا السفير الذي جمع بين الديبلوماسية والاتيكيت الاجتماعي والثقافي وأسهم في خلق أجواء مستدامة وحراك لا ينقطع بين بلاده وسلطنة عمان.
كان السفير أبو سعود، منذ أن التقيت به للمرة الاولى أخا عزيزا، وتكررت لقاءاتنا وزياراتنا وجولاتنا في ربوع عمان، ورغم جائحة "كورونا"، والأزمة الخليجية والأوضاع العربية المتقلبة، الا أن السفير العنزي اجتهد وعمل بتفانٍ ونجح في خلق علاقات عمانية - سعودية قوية وأدى واجبه على أكمل وجه، بمساعدة طاقم السفارة، وقد ساعده في الاضطلاع بمهامه الدبلوماسية بنجاح إلمامه بالميراث الثري لسلطنة عمان مكانتها وثقافتها وتاريخها.
لم يكن نجاح السفير خلال هذه الفترة الزمنية وليد الصدفة أو الحظ، بل كانت وراءه عوامل عدة، وسيظل الرجل ناجحا وشعلة متوهجة ما دام يؤمن بأن العلاقات لا تبنى بالمجاملات او التنازلات او تجاهل الآخرين او التدخل في شؤونهم الداخلية.
غمرنا ابو سعود بدماثة أخلاقه، وأفعاله التي نتمنى أن يستفيد منها الآخرون، غمرنا بكرمه وحديثه ومحبته لسلطنة عمان حكومة وشعبا، من هنا كان لا بد أن نكتب شهادة حق للتاريخ والأجيال القادمة عن شخصية هذا السفير الإنسان، الذي فرض احترامه وتقديره على الجميع، إلى جانب إتقان عمله وإبداعه في تمثيل دولته أحسن تمثيل، فنِعمَ السفير أنت أيها الأخ والصديق والمثل الأعلى في الديبلوماسية الحقيقية...والله من وراء القصد.

كاتب ومحلل عماني

[email protected]
آخر الأخبار