العهد الجديد

طلال السعيد

نسمع، ونقرأ، ونلاحظ، مع شديد الاسف، البعض منا يحلو له ان يطلق المسميات بما يتفق مع توجهه هو، الذي ليس له صلة بالواقع نهائيا، فيتحدث بكل راحة ،ومن دون فهم حقيقي لمجريات الاحداث وتطوراتها. يتحدث عن العهد السابق على اساس اننا حاليا في عهد جديد، ويحاول ان يقنعنا بوجهة نظره البعيدة كل البعد عن الواقع.
اي عهد جديد ذلك الذي يتحدث عنه هو، او حتى يتحدثون هو وشلته عنه، وهل حصل انقلاب، لا سمح الله، فجاء بالزعيم الركن على ظهر دبابته ليتسلم مقاليد الحكم، ويصدر البيان رقم واحد، فيعلن بداية عهد جديد؟
نحن متأكدون ان هذا لم، ولن يحصل في الكويت، باذن الله، فكل عهودنا عهود خير ومحبة، وبعضها امتداد طبيعي للبعض الاخر، وما لم ينجزه السابقون يكمله اللاحقون، فهذه قيادتنا، وهذا شعبنا الله، لا يغير علينا.
اما الذي يروج ان هناك عهدا جديدا، فهو ومن دون طول تفكير، من ازاحته افعاله وتصرفاته عن المشهد السياسي في وقت سابق، ويحاول ان يكون له دور في هذا الوقت ليتغنى بالعهد الجديد، عل وعسى ان يلتفتوا اليه.
واذا نظرنا نظرة سريعة الى تاريخنا السياسي القريب نجد أن جابر اختار سعد، وصباح اختار نواف، ونواف اختار مشعل، اطال الله عمر الاحياء منهم، على الطاعة، ورحم الاموات، وغفر لهم، فمن اين يأتي العهد الجديد؟
مشكلتنا منا وفينا، والادهى والامر ان هناك آذانا تستمع لكلام التافهين، فتنشغل عن استحقاقات المرحلة، وعن الإنجازات التي ينتظرها المواطن الكويتي.
سيروا على بركة الله، ولا تلتفتوا الى التافهين الصغار الذين يبحثون لهم عن موطئ قدم، بعد ان ابعدهم سوء تصرفهم وسبقهم القطار، والتاريخ وحده، عاجلا او اجلا، هو الذي سوف يقرر ان كان شيوخنا امتدادا لبعضهم، او ان هناك عهدا جديدا وعهدا قديما... زين.