العهد السابق!

طلال السعيد

اعجب كل العجب من صمت الجهات المعنية، بما فيها مجلس الوزراء، على كل الاساءات التي تنشر في وسائل التواصل الاجتماعي، من اسماء معروفة احيانا، واسماء وهمية احيانا اخرى، وتصف العهد السابق عهد الامير الراحل صباح الاحمد، رحمه الله، تصفه بـ"العهد البائد"!
مجموعة من الواهمين الذين يحاولون ايهام الناس عامدين متعمدين، وكأن الذي تولى الحكم بعد صباح الاحمد جاء بانقلاب، أو على ظهر دبابة، ثم اذاع البيان رقم واحد، ثم تسلم الحكم، كما حدث ويحدث في جمهوريات الشوم واللوم الجمهوريات الدموية!
الناس تعلم، وهم ايضا يعلمون علم اليقين، أن العهد الحالي هو امتداد طبيعي للعهد السابق، وان صباح الاحمد، رحمه الله، هو من اختار لولاية العهد اميرنا الحالي، حفظه الله ورعاه، اختيارا موفقا اجتمعت عليه كل الاراء، وزكى ولي العهد الشيخ مشعل، حفظه الله، من بعده، وهذا ما نعرفه، أو ما كتبه تاريخ الكويت.
بمعنى ان تسلسل حكم اسرة الصباح الكريمة لدولة الكويت ليس فيه عهد بائد، وعهد سائد، فكل امراء الكويت غفر الله للاموات، وبارك في الاحياء منهم، كلهم على مدى التاريخ يكمل بعضهم بعضا، ومسيراتهم الخيرة هي مسيرة حب الكويت، واهلها، والعمل والتفاني من اجلها كصفة اصيلة في كل من حمل مشعلها، وتقلد مسند الامارة.
فيها منذ تأسيس الكويت قبل ثلاثة قرون وحتى اليوم، ومن تولى الحكم من ذرية مبارك الصباح كان اخا للكبير وابا للصغير، وكان قائدا وقدوة للشعب الكويتي، والتاريخ يشهد على تنافس حكام الكويت في خدمة اهلها، ورعاية مصالحهم، فلماذا يسمح اصحاب القرار ويسكتون على التطاول غير المبرر، ويسمح بوصف عهد قائد الانسانية، الذي كسب احترام العالم اجمع، واصبح زعيما عالميا؟
لماذا يسمح للاقزام وصف عهده الميمون بأوصاف لا تليق به، ولو تلفظ مواطن على احد الوزراء الحاليين بالفاظ لا تليق لسارعوا الى رفع شكوى عليه في النيابة العامة، الا العهد السابق الذي يتطاول عليه حاليا بعض الاقزام، اصبح مسموحا ان يقول به من يشاء ما يشاء؟
واعجب من هذه الشجاعة "الورقية"، اين كانت هؤلاء حين كان، رحمه الله، على قيد الحياة، فلم يكن احدهم يستطيع أن يرفع شفه عن شفه، اما اليوم، فقد أصبحوا شجعانا، بعد ان توفي خلافا لسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي يقول في الحديث الشريف: "افضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر".
اما هؤلاء فحين يموت سلطاننا العادل تظهر شجاعتهم، وتظهر عندهم كلمة العدل!
سؤال الى اصحاب الشأن عندنا: هل يستطيع مواطن سعودي ان يصف عهد الملك عبدالله بعد ان توفي، رحمه الله، بالعهد البائد، وان قال، فهل يسمح له او هل يترك ولا يحاسب؟
رحمك الله يا ابا ناصر رحمة واسعة، فقد اديت الامانة، وحفظت بتوفيق من الله بلادك واهلها، وقدمت للخليج والعرب والعالم ما لم يقدمه زعيم عربي، فاستحققت عن جدارة كل لقب عالمي وعربي حصلت عليه، فجزاك الله عنا خير الجزاء، واطال الله بعمر اميرنا المفدى وولي عهده الامين...آمين.