الجمعة 08 أغسطس 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

العيب فيكم

Time
الثلاثاء 02 مارس 2021
السياسة
طلال السعيد

إلى اليوم يكون قد مرَّ عشرة أيام تقريباً على إقفال الأسواق عند الثامنة مساءً، وإقفال المطاعم ومحال الحلاقة، ومن في حكمهم، فما الذي جرى؟
لم تقل نسبة الإصابات بـ"كورونا"، بل سجلت أعلى نسبة إصابات منذ ظهور الوباء في الكويت، فقد زادت أعداد المصابين، طبعا وفق إحصاءات وزارة الصحة، التي تعلن الأرقام، وما علينا إلا أن نصدق أرقامهم، فليس عليهم سلطة رقابة، وليس هناك مصدر آخر كي نقارن أرقامه بأرقام وزارة الصحة.
وعلى اعتبار أن أرقام الوزارة صحيحة، فلم تنخفض الاصابات بعد هذا الحظر الجزئي، وهذا دليل واضح على أن العيب فيهم وليس في المواطنين، وأن تعاملهم مع الجائحة غير مجد، فلم يفلحوا في التوعية، ولم يفلحوا بالوقاية، ولم يعد أمامهم سوى الحظر الكلي للتغطية على فشلهم، وليس لحصار تفشي الجائحة.
لا أعرف ما الذي يمنعهم من تغيير أسلوب تعاملهم مع الوباء، ورفع الوصاية عن المواطن، بل تركه يعتمد على نفسه، ويواجه الجائحة، ويختار الطريق الذي يرى فيه سلامته من الوباء، بدلا من فرض الوصاية عليه، والتفكير نيابة عنه، وإلحاق الخسائر بمصالحه من خلال ايقاف الانشطة؟
لو أخذنا موضوع الحلاقة، على سبيل المثال، نجد ان صاحب المشروع والمواطن هما الخسرانين، أما الحلاق نفسه فيربح الضعف من خلال زيارته الزبون في البيت بمبلغ كبير، يصل الى العشرة دنانير، تدفع له مباشرة، ويحرم منها صاحب المشروع الذي أصبح محله مقفلا، وهذا يعني أن العبء الأكبر أصبح على المواطن!
الأمر الآخر، يقولون إن غرف العناية قد امتلأت بالمرضى، ومن حقنا ان نسأل عن جنسيات المرضى الذين يشغلون غرف العناية؟
الجواب لا يحتاج الى ذكاء، فقد أصبحنا نعالج عيال الناس، ونبخل على أولادنا، ونشتكي من عدم وجود أسرة خالية، سواء في العناية أو الأجنحة، والأرقام المعلنة عن الاصابات في تزايد مستمر، رغم أن اعداد الذين تماثلوا للشفاء ليست بسيطة.
نحن بأمس الحاجة الى تعامل جديد مع الجائحة، وهذا الأمر لا يتفق مع توجه الموجودين حاليا، الذين أصبح شغلهم الشاغل إعلان أرقام مخيفة فقط، وبمنتهى الصراحة العيب فيكم يا مسؤولي الصحة، اللهم أبدلنا بهم خيرا منهم...زين.

[email protected]
آخر الأخبار