الخميس 06 نوفمبر 2025
23°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

العين الإلكترونية... طاقة نور للمكفوفين وضعاف النظر

Time
الأحد 14 أبريل 2019
السياسة
القاهرة – أحمد القعب:


أكدت إحدى الدراسات أن نصف مليار شخص يعانون من مشكلات بالنظر، وما لا يقل عن 100 مليون شخص فاقد البصر، وتشير التقارير إلى أن ذلك العدد في تزايد، ما دفع العلماء لمواصلة رحلة البحث من أجل تجنب فقدان النظر، فكان الحل في استخدام تكنولوجيا "الأعين الإلكترونية والنظارات الإلكترونية " التي أصبحت طاقة النور، وبديلًا حقيقيًا وفرصا مؤكدة لأن يرى المكفوفون وضعاف النظر .
عن هذه التكنولوجيا المتطورة، ومن المستفيد منها، وكيفية استخدامها كان ل" السياسة " هذا الحوار مع الدكتور نور الدين حسين، استشاري العيون وجراحات الشبكية والليزك، مدرس طب وجراحة العين واستشاري جراحة الشبكية والفيمتوليزر.
هل هناك فرق بين العين الإلكترونية والنظارات الإلكترونية؟
رغم وجود اختلاف كبير بينهما ، لكنهما يؤديان الغرض نفسه، حيث يحمل كل منهما كاميرات خاصة فائقة الدقة بهدف تحليل الصورة وترجمتها لإشارات تصل إلى شبكة العين والدماغ، وإن كانت العين الإلكترونية تعد بديلا مثاليا وأفضل للمكفوفين عن النظارة الالكترونية، لأنها لا تحتاج مساحة أو تغيرا كثيرا في المظهر، بينما النظارات الإلكترونية جزء إضافي يكمل عملية الإبصار وتكوين الصورة والإحساس بالضوء عبر كاميرا توصل للدماغ، وقد تتماشي مع وجود عينين أومن دونهما، كما أنهما يختلفان عن العين الطبيعية التي تتميز بخواص التطهير والنظافة الذاتية والتأقلم مع كل الظروف والمؤثرات الخارجية.
ما آلية العمل؟
هذه الآلية تحاكي تماما العملية الطبيعية، حيث تعمل كاميرات خاصة لأخذ لقطات ومشاهد من الواقع، و نقلها إلى شبكة العين عبر طرق معينة ، حيث يجرى بث إشارات كهربائية منها عبر العصب البصري وناقلات الإشارة إلى الدماغ والتي يتم فيها ترجمة تلك الإشارات إلى صورة، وخلال تلك العملية يتم زراعة أقطاب كهربائية داخل شبكة العين تهدف إلى المساعدة في نقل وعمل إشارات معينة، تساعد الدماغ على تكوين الصورة، كما تتم زراعة خلايا استقبال خاصة للإشارات من الكاميرا لاستقبال تلك الإشارات والمساعدة مع الشبكة في ترجمتها وتحويلها لإشارات تنقل للدماغ عبر العصب البصري الذي جرى ترميمه هو الآخر بالخلايا الجذعية في حالة الضرورة لذلك.
هناك أراء تؤكد أن إجراء مثل تلك العمليات خطرة ومحرمة ما مدى صحة ذلك؟
هذا اعتقاد خاطئ ، بعد ما حققته هذه العمليات من نتائج مبهرة، ثم لماذا يتم تحريمها وهدفها نبيل يتمثل في إعادة إحياء البصر لفاقديه، خصوصا أنها لا تلحق الضرر بأحد ، فهي نفع للخاضع لها ، والذي يكون في الأساس فاقد النظر أو مصابًا بضعف فيه، وبالتالي مثل هذه العمليات لا حرمة فيها، ربما يحدث خلط بين الكثيرين فيما يتعلق بين التحريم والمخاطر، نظرا لكون العمليات الجراحية لزراعة أعين أو عمل أعين إلكترونية محفوفة بالمخاطر، وبسبب ذلك تخرج كلمات مثل التحريم والترهيب، هذا أمر طبيعي، فكل اكتشاف علمي جديد يكون محفوفًا بالمخاطر، ولكن ما أن يتوفر للإنسان الخبرة الكافية وتتداول البحوث المكتملة بين أيدي الأطباء ، هنا يصبح إجراؤها سهلاً، ولعل عمليات القلب أكبر دليل حيث هوجمت في البدايات وأشيع خطرها على الإنسان، فهل هذا هو حالها الآن ؟ كل علم جديد يحارب ودور العلماء هو البحث والوصول لنتائج تعود بالنفع ، أيا كانت الحروب التي تواجههم .
ما المخاطر التي يمكن أن تصاحب عملياتها؟
مخاطر تتعلق بالأعصاب مثلا، فزراعة أعين إلكترونية يصاحبها أسلاك وموصلات كهربائية وهي آدمية الصنع معرضة للتعطل أو التذبذب أو التغير في وقت لاحق، مما يعني إمكانية حدوث اضطراب بالجهاز العصبي الذي يمكن أن يؤثر على الفعل وردات الفعل، ورغم أن هذا الخطر قليل، بل نادر الحدوث إلا أنه يوضع في الحسبان، كما أن العين الإلكترونية لا تحقق نتائج 100في المئة مثل العين العادية ،بل أقصى ما تقدمه حتى الآن هو الرؤية باللونين الأبيض والأسود مع إمكانية التمييز بينهم بالحركة مثلاً، لكن هذا لا يدعو إلى القلق ، لأن أهم خطوة جرى اجتيازها وهو إحساس الجسم بالضوء والصور.
ماذا عن قطع الغيار التي يتم استخدامها في العمليات ومدتها؟
التقنية قائمة على أن تكون دائمة سواء بمزجها بين النظام الإلكتروني والخلايا الجذعية، أو أن تقوم على الموصلات التي تنشط الشبكية وخلايا للإحساس بالصورة، ففي كل الأحوال التقنيات المتاحة تهدف على عدم الحاجة لقطع غيار، لكن ذلك لا يمنع أن يكون لكل جزء سواء الخارجي أو الموصلات الداخلية بديلاً متاحًا في الأسواق تحاشيًا لإصابة أحدهم خلال حادث أو تعطل أي من الموصلات الداخلية أو الكاميرا نفسها أو أحد أجزاء التوصيل فيها، فكل ذلك وارد.
ما تكلفة إجراء مثل هذا النوع من العمليات؟
باهظة جدًا حتى الآن، فالتكنولوجيا المتطورة لهذا النوع من الجراحات ما زالت طور البحث، وما وصل إليه العلم حتى الآن مكلف، لكن مستقبلاً سيكون متاحًا للجميع وبأجر رمزي مثل العمليات الجراحية العادية، لكن هذا الأمر يحتاج وقتا .
هل هناك سبيل لتطوير تلك الرؤية؟
العمل قائم الآن لتطوير عملية ربط بين ما تراه الكاميرا، ووصول تلك المشاهد والصور عبر معالجتها تقنيًا إلى الدماغ وتفسيرها للحصول على صور أكثر واقعية، مثل ما يجرى بالعين الطبيعية، وهناك تجارب لذلك ، لكن النتائج لم ترتق بآمالنا المطلوبة والمنشودة، وإن كانت رغم ذلك حققت نتائج إيجابية جدا تخطت 50 في المئة لمن لديهم النظر بالفعل وأصيبوا بحوادث أو أعراض تسببت في ضعف نظهرهم.
هل تحتاج هذه التكنولوجيا أجهزة إضافية مصاحبة أو وسيطا خارجيا؟
بكل تأكيد، خصوصا مع وجود تحد دائم لتلك التكنولوجيا، فما يكشف عنه اليوم يكون هناك أحدث منه بعد أيام، كما أن الكاميرات التي يتم استخدامها دائمة التطوير، فضلاً عن خلايا يجرى الاعتماد عليها في تحقيق نتائج أفضل، أو استخدام الخلايا الجذعية للمساهمة في كمال العلاج، والحصول على صورة كاملة وواضحة أقرب ما يكون للواقع، حيث تسهم تلك الخلايا الجذعية بشكل خاص في علاج تلف الأعصاب والعصب البصري.
إلى أي مدى يمكن الاستغناء بهذه التكنولوجيا على الأبصار الطبيعي؟
العين الطبيعية كاملة وهي خلق الله عز وجل ، ومهما تطور العلم ، فهو لا يفعل أكثر من محاكاة للعين الطبيعية ومحاولة الوصول إلى جزء من قدراتها، فهي تنظف نفسها ولديها القدرة الدفاعية ضد الأمراض عبر الجهاز المناعي فيها، فضلاً عن كونها تتمتع برؤية شاملة كاملة للألوان ودرجاته والليل والنهار، بينما تكنولوجيا النظر عبر النظارات أو الأعين الإلكترونية لديها سلبياتها أيضًا، حيث الرؤية محدودة حتى الآن وتتعرض للأعطال بنسب أكبر من الرؤية الطبيعة، كما أن الشكل العام لها يمكن للكثير أن يراه غير مناسب، ومع ذلك فهي تكنولوجيا ضرورية لفئة تتخطي أكثر من نصف مليار يعانون من مشكلات بالرؤية وأكثر من 100 مليون فاقد للنظر.
ما الفرق بين العيون الإلكترونية والعيون الاصطناعية؟
فرق شاسع، فالعيون الاصطناعية شكلية جمالية لا أكثر ، فمثلا من أصيب بحادثة وفقد إحدى عينيه أو كليهما، وحتى لا تبقى مقلة العين خاوية تستخدم هذه العين لتوضع مكان الطبيعية لعودة الشكل والمظهر، لكن من دون فائدة في وجودها من الناحية الصحية والرؤية بشكل خاص، بينما العين الإلكترونية حسية تقوم بأدوار متفاوتة بهدف صحي وهو عودة وإحياء البصر، وتعمل على ترجمة المشاهد لمنح إحساس بالضوء وعن طريقها يمكن للشخص الرؤية والتمييز، فالعين الإلكترونية عين عاملة لتأمين النظر، بينما الاصطناعية هدفها شكلي وجمالي لا أكثر.
هل هناك وسائل أو تكنولوجيا أخرى تؤدي نفس الهدف؟
هناك طريقة للحصول على إبصار عبر الخلايا الجذعية ، لكنها لم تحقق النتائج المطلوبة، لأنها في كل الأحوال تحتاج لعدسة وعين قادرة على رؤية الواقع ، فما توصلت إليه الخلايا الجذعية هو إمكانية عمل قرنية من أخرى، ولكن ليس عمل عين كاملة، بالتالي الرؤية لفاقدي النظر عبر الخلايا الجذعية تتطلب أن تكون العين على الأقل سليمة ومشاكلها بسيطة.
ماذا عن الفئات المستهدفة لهذه التكنولوجيا؟
بالنسبة للعينة الإلكترونية والنظارة الإلكترونية ، كل من يعاني من مشكلة في النظر مستهدف، لأن التقنية قائمة على محاولة أخذ لقطات للواقع والعلم لترجمتها ، إما داخل الشبكية أو عبر تقنية خاصة، ومن ثم وصول ذلك للدماغ للحصول على رؤى لتلك المشاهد، بينما في حالة الخلايا الجذعية ففئتها مقتصرة على من تمتع بالإبصار ولديه أفضلية لتقبل العلاج أو ممن عاني من مشاكل وراثية تتطلب فيها زراعة خلايا جذعية تساعد على الرؤية، مثل مشاكل الأعصاب.

نور الدين حسين

آخر الأخبار