العَبْقَرِيّة: تَرْكِيز الذِّهْن والالْتِزَام الثَّابِت

حوارات

لا أعتقد شخصيًّا أنّ سمة العبقرية لا بد أن يكون سببها الأساسي طفرة جينية، أو حالة وراثية فقط، لكنها أيضًا هي مجموعة مهارات نفسية، وذهنية، وسلوكية يمكن اكتسابها.
لا سيما عندما يهدف الانسان الى تحقيق النجاح الحياتي المرتبط بأساليب الحياة العبقرية، وما تقدمه للفرد من فرص الاستفادة الفعّالة من إمكانياته الشخصية.
ومن بعض مبادئ وسلوكيات ومهارات العبقرية نذكر ما يلي:
-تركيز الذهن، اذ ان السمة الأبرز في العبقري هي قدرته على الانغماس الذهني الكامل في ما يقوله، أو يكتبه، أو تصنعه يداه.
وهي مهارة يمكن اكتسابها عبر التدرّب على تسخير الطاقة الذهنية في التركيز على أداء شيء ما على أكمل وجه، وفي القدرة على مقاومة تشتت التفكير عن طريق الانتباه الشديد الى الأمر، أو الفعل، أو العمل الذي يفكّر فيه الفرد، أو يحاول تحقيقه أو الإيفاء به.
-الالتزام الثابت بتحقيق الأولويات والأهداف: يتّسم العبقري بقدرته الفائقة على الاستمرار والمواصلة لتحقيق أولوياته وأهدافه التي يرغب في تحقيقها، وفي امتناعه التام عن الانتباه الى أي أمر آخر لا يرتبط بتحقيقها، وهي سجيّة إيجابية تكشف بعد نظر العبقري، وجلده، وصبره، وتفانيه منقطع النظير.
-عدم التأثر السلبي بالضعف الإنساني الاعتيادي: يتّصف العبقري بقدرته على حماية نفسه من السقوط في مستنقعات الضعف الإنساني الاعتيادي، مثل الانقياد الطائش وراء ملذّات الجسد، والجمع الجشع للمال.
وأحيانًا الميل المهووس للحصول على رضى وقبول الآخرين، وقلّة الصبر وعدم القدرة على تأخير الشعور بالإرضاء النفسي الى ما بعد تحقيق الأهداف، والشعور بالخوف المبكّر بسبب التخيّلات الفكرية المفرطة، وتفادي المجازفات المحسوبة، والوقوع ضحيّة لإيحاءات ولتلميحات الآخرين، وبقدرة العبقري على ضبط نفسه وضبط عملية استعماله لوقته الثمين وعدم تضييعه فيما لا ينفعه.
-سلوكيات العبقري: يبحث أولاً عن السبب الأساسي للمشكلة بهدف العثور على حل مناسب لها، ويفكر خارج الصندوق الذهني المغلق للعقل الجمعي الخاص بالبيئة المحيطة به، ويتعلّم من أخطائه، وأخطاء الآخرين، ويميل نحو طرح أسئلة حول تحيّزاته، النفسية والفكرية، التي يمكن أن تمنعه من اتخاذ القرارات الصائبة.
كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi