الخميس 24 أبريل 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

العُبوديَّة لله وَحْدَهُ

Time
السبت 25 مايو 2019
View
5
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّه"ِ (البقرة 165).
يُفترض بالإنسان الواثق من نفسه، وبخاصة من يحترمها ويقدرها، ومن يعرف قيمته الانسانية الحقيقية التوقف عن وضع نفسه ضحية لأي نوع من أنواع العبودية، لاسيما في عالم اليوم الذي تعددت فيه أنواع العبودية، وتشعبت مضامينها وأمثلتها السيئة، فبالاضافة إلى وجود العبودية النفسية، يوجد في عالم اليوم عبودية للمال، وعبودية في السعي المرضي لكسب قبول ورضا الآخرين عن النفس، بقصد الشعور بالراحة النفسية وبالسعادة، يضاف إلى ذلك العبودية العاطفية والفكرية والثقافية.
والأسوأ حول مظاهر العبودية في عالم اليوم يتمثل في انغماس أحدهم وبإرادته المضطربة في الافراط والتفكير العاطفي وفي السلوكيات الانطباعية الساذجة، وما يرافقها من الوقوع المستمر ضحية للاستغلال وللازدراء، وبالطبع، لن يخلو عالم اليوم من ذلك النفر الذين يسعون بكل ما يستطيعون من قوة إلى استعباد الناس الذين ولدوا أحرارً، ولكن تبقى العبودية لله وحده. ومن بعض أشكال وأسباب الوقوع في العبودية ما يلي:
-العبودية النفسية: وقوع الانسان الحر بفطرته ضحية للاستعباد العاطفي من قبل الآخرين.
-يعتقد بعض المشوشين وفاقدي الثقة بأنفسهم بأنهم لن يشعروا بالراحة وبالاستقرار النفسي ما لم يحصلوا على قبول ورضا وربما إعجاب الآخرين.
-أسوأ أنواع العبودية في عالم اليوم هي وقوع الانسان ضحية لأهوائه ولنزواته ولشهواته ولغرائزه البهيمية على حساب حريته الشخصية واحترامه لنفسه.
-عبودية الشهرة: عندما يقع الانسان ضحية للشهرة بشكل مرضي فيفقد تدريجياً بريقه الشخصي المميز الذي جعله في البداية إنساناً مشهوراً بشكل بناء، وايجابيا حتى بدأت تطغى عليه أعراض الشهرة المرضية.
-رفض التفكير بشكل حر ومستقل نوع من العبودية، فمن سيتكل على الآخرين ليفكروا عنه خير له أن يختفي من على وجه الأرض.
-أسوأ أنواع العبودية في عالم اليوم يتمثل في الوقوع ضحية للقبلية والطائفية والفئوية، وقبول فرضياتها وافتراضاتها السلبية على حساب الحرية والاستقلالية والكرامة الشخصية.
-أنت حر ما لم تضر.
-لا يمكن للعبودية أن تعوض عن الشعور بالنقص بالدونية لمن يعتنقها بإرادته المضطربة.
- العُبُودِيَّةَ لِلَّهِ وَحْدَهُ.
كاتب كويتي
آخر الأخبار