الأحد 22 سبتمبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
العِلْمُ في الصِّغرِ كالنقشِ على الحجرِ…المعهد الديني نموذجاً
play icon
كل الآراء

العِلْمُ في الصِّغرِ كالنقشِ على الحجرِ…المعهد الديني نموذجاً

Time
السبت 30 سبتمبر 2023
View
381
محمد يوسف المليفي

في العمق

هذا التعبير مجازي قائم على التشبيه؛ إذ شَبَّه العِلم في الصغر بالنقش في الحجر في ثباته وبقائه، فهو لا يَضْمَحِلّ أَبَدا ويبقى ثابتاً، فصار مَثــَلا شائعا يُرَدِّده الناس كثيرا، لما فيه من البلاغة، وقوّة التأثير في النفوس.
ما دعاني للكتابةِ في هذا الموضوع هو الخبرُ الرائع الذي أعْلنته وزارة التربية أخيرا، فبعد توقُّف أكثر من أربعين عاماً، تم إعادة فتح المرحلة الابتدائية بالتعليم في المعهد الديني.
وهذه المرة لم يكن الأمرُ مُقْتَصِراً على تعليم البنين فقط، بل اجتهد القيمون على التعليم الديني فزادوا الخير، وافتتحوا مدرسة للبنات أيضا في "غرب عبدالله المبارك" في محافظة الفروانية.
وكذلك فرع الابتدائي للبنين في المنطقة نفسها، وبذلك أصبح مُتاحاً الآن لكل من يُريد تأسيس أولاده وبناته على العلوم الشرعيّة من فقهٍ، وحديثٍ، وسيرة نبوية عطرة، أن يُلْحِق أولاده فيهم.
أهمية التأسيس على العلوم الشرعية لا تقل عن أهمية تحصيل باقي العلوم، بل إن ترسيخ العلم الشرعي في العقل سيكون مفتاحاً لترسيخ باقي العلوم، فضلاً عما يكْتسبه المُتعلِّم من ثقافةٍ شرعية، وتهذيب للنفس، والارتقاء بالروح، وتميّزه بالعلم الشرعي عن أقرانه، وفي حديث البخاري ومسلم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ".
وأخطر ما في هذا الحديث، هو الإشارة إلى أن علامة التوفيق الإلهي للعبد تتجلى فيمن يسلك طريق العلم، والتفقه في الدين، وكأن كل من لا يسلك هذا الطريق فهو محروم ومخذول، ولا يريد ﷲ بهِ خيرا!
أيها الآباء…أيها الأُمهات:
هذا بابٌ للخيرِ عظيم قد فُتِح لأولادكم وبناتكم، فلا تتأخروا في إلحاقهم بهذا الركب المُبارك.
وعَوْداً على بدء: العِلْمُ في الصِّغرِ كالنقشِ على الحجرِ، وهذا المعهد الديني نموذج وخيار موفَّق بإذن ﷲ.

كاتب كويتي

محمد يوسف المليفي

آخر الأخبار