من يريد أن ينتصر للقدس فلينزل الى ميادين النزال ويلتزم بشروط النصر ويلعب بأوراق يملكها قضية القدس أممية وعابرة للقارات والحدود والأديان وعلينا ألا نوفر محفلاً إلا وقصدناهدعا رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم الاتحاد البرلماني العربي الى التعاطي بشكل عملي وجدي مع أهم الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها توفير الحماية للشعب الفلسطيني وملف المصالحة الفلسطينية ورفض دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني.وقال الغانم في كلمته امام مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في دورته الـ29 التي عقدت في العاصمة الاردنية "عمّان": نشد على يد من اختار عنوان دورتنا الحالية (القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين)، ولو قدر لي أن أضيف كلمة الى العنوان لقلت القدس العاصمة الأبدية و(الأزلية) لفلسطين، حتى أقول لمن يحاول تزوير التاريخ، متسلحا بالأساطير والخرافات، لا تحاول ان تعبث بالتاريخ لأنك ستتعب وأنا لا اخفي سرا اذا جهرت بالقول انني أميل وجدانيا برغم كل ما يحدث الى تلك العناوين الحاسمة والقاطعة والعصية على التأويل والتحوير، فأنا مؤمن بأن العدو وتحت شعارات تسويق الواقعية وقراءة موازين القوى وغيرها من التنظير البارد، يريد مني ان أتنازل عن قناعاتي ومبادئي وأن أكون أسيرا للشعارات والعناوين الملتبسة، حمالة الأوجه، وهذا لن يحدث"، مؤكدا ان القدس كانت ولا تزال وستظل عاصمتنا.ورأى أن من يريد ان ينتصر للقدس، عليه ان ينزل الى ميادين النزال، وينازل وحتى تنجح نزالاتنا ضد المحتل والغاصب عليك ان تلتزم بشروط النصر وعلى رأسها ان تختار ميادين النزال، مكانها وتوقيتها وثانيا ان تلعب بأوراق وأدوات ملك يديك، لا بأوراق لا تملكها في الأصل وثالثا: الا تخوض النزال وحيدا ومنفردا وأعزل.فأنت تحتاج في قضيتك العادلة لكل صوت ينحاز للحق، ولكل جهة تطالب بالعدل، ولكل محفل ينادي بالحرية.وأكد ان قضية القدس اممية وعابرة للقارات والحدود والأديان والأجناس بامتياز ولأنها كذلك فيجب علينا ألا نوفر محفلا إلا وقصدناه بمسألتنا، ولا منتدى الا وشاركنا فيه بهمومنا وعدالة ملفنا، ولا منظمة او هيئة الا ووضعنا على طاولتها قضيتنا، فوجودنا الدائم والمستمر في تلك الميادين يقلق المحتل، واسماع صوتنا يزعج الغاصب، وحضورنا الراسخ يقض مضجعه لذلك كل محاولة منا لابقاء هذا الملف مفتوحا وفاعلا ومتوهجا، يبقي قضيتنا حية على الدوام. وأوضح ان أكبر خدمة نقدمها لشعبنا الفلسطيني هو اشعاره واقناعه وزيادة يقينه بأنه لا يزال على رأس الاجندة، وانه لن ينسى، وانه شغلنا الشاغل ولمن يقول ان الفلسطيني لا يريد كلاما او شعارا او خطابات، أقول له هذه دعوى حق يراد بها باطل لانك لا تريد ان تقول للفلسطيني بالمقابل انا في حالة ضعف وقلة حيلة وعاجز عن الفعل، فاسمح لي ان اصمت وأنسى قضيتك وسأقول ان هذا النوع من التنظير والاستنتاج محض هراء، حتى أتجنب استخدام مفردة أخرى.واضاف: قبل أشهر ومن خلال جهد كويتي في مجلس الامن الدولي، وبتوجيه مباشر من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، هذا القائد العروبي الحكيم، وبدعم قوي من الدول العربية والاسلامية، تم العمل على إقرار مشروع قرار يتعلق بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين ولن تتخيلوا مقدار المناورات والمحاولات والتحركات التي قام بها الكيان الغاصب لمنع صدور هذا القرار وبعد اتصالات وضغوطات وابتزازات، لم يجد هذا الكيان من حل أخير الا التسلح بفيتو اميركي لاسقاط هذا القرار، الذي نال عشر أصوات (تشمل دولاً من كل المجموعات الاقليمية كفرنسا والصين والسويد وكوت دي فوار وبيرو وبوليفيا) وامتناع اربع دول ومعارضة دولة واحدة هي صاحبة الفيتو ومع هذا وبالتنسيق مع المجموعة العربية في الأمم المتحدة، تم تحويل صيغة هذا القرار الى مشروع قرار في الجمعية العامة ونال تأييد 122 دولة.
واشار الى ان الاستهانة بأي جهد ديبلوماسي يصب في صالح قضيتنا، هو جلد للذات غير مبرر، وتسويق لسياسة التبلد السياسي والقنوط الديبلوماسي.وطالب بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، مشيرا الى انه سيتقدم باقتراح بند طارئ خلال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في الدوحة مطلع الشهر المقبل يتعلق بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.وعبر عن ضيق العرب وانزعاجهم ونفاد صبرهم ازاء ما تشهده الساحة الفلسطينية من تصدع وخلاف فلم يعد الأمر مقبولا، ان نرى اخوة الدم والنضال والكفاح والمرابطة، وهم يعيشون هذه الفرقة والخلاف والتناحر.واذا كانت دول عربية كثيرة حاولت خلال السنوات الماضية مرارا ان تضع حدا لهذا الخلاف الفلسطيني المحزن، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ومصر والأردن فان الاتحاد البرلماني مطالب بأن يقوم بدور وجهد في هذا الاتجاه. وقال: نحن في البرلمان الكويتي ندعو الاعضاء الى تشكيل لجنة تقوم وبشكل سريع ودون ابطاء، في رسم خطة تحرك فاعلة وعملية للقيام بتحرك مدروس ومتفق عليه لمحاولة رأب الصدع والتسريع في اشاعة اجواء المصالحة الفلسطينية، مؤكدين استعدادنا المبدئي وغير المشروط للقيام بأي دور يرتأيه اتحادنا، خدمة لهذا الهدف النبيل وفي ملف التطبيع قال: اذا كان البعض يمكن ان يلتمس العذر على مضض، لأي خطوة قامت بها الحكومات بناء على معطيات معينة، فانني لا يمكن ان التمس عذرا لنا، نحن ممثلي الشعوب، المتخففين من الضغوط الدولية والابتزازات والاملاءات، من ان يكون لنا موقف صارم من هذا الموضوع، داعيا الى التأكيد صراحة في البيان الختامي للمؤتمر على رفض التطبيع، بل ورفض مجرد الحديث عنه، والتسويق له وقال: إن هذا الموضوع يجب ان نصنفه في خانة (الحرام السياسي) و(الممنوع الأخلاقي) وبشكل واضح ودون مواربة، وعلينا ان نقول بصوت واحد وواضح لا للتطبيع مع محتل غاصب ومجرم ومع قتلة الأطفال، ومغتصبي الأرض، ومخربي الزرع، ومدمري الحجر، لانه العنوان الفاضح للاستسلام والخنوع ولأننا لا نريد أن يلعننا التاريخ ولان الحلم ماثل، والنصر قادم، والأمة ولادة، والأيام حبلى، والوعد حق.
