* حروب الداخل لا تبقي ولا تذر ومن يسقط لا ينهض وكل مياه البحر لا تغرق سفينة محصنة داخلياً* العبث السياسي والتكسب على حساب الكويت ومصالحها ومستقبلها تدمير للوطن* هناك من يُروِّج لثقافة تصور الكويت عاصمة للفساد العالمي ومرتعاً للفوضى* نقول بملء الفم إن محاولات بث روح اليأس لن تنجح فالكويتي لن يكفر بوطنه* علينا ألا نتجاهل الشكاوى الحقيقية للكثير من أهل الكويت الحريصين على بلدهم* واجبنا أن ننظر بجدية إلى انتقادات شعبنا الحقيقية بشأن سوء الخدمات وبطء التنمية* اتهام الحكومة بالتقصير والمجلس بالتأزيم لن يقدم حلاً ... وعلى الطرفين تحمل مسؤولياتهما* حُسن استخدام الأدوات الرقابية مهم للإصلاح بدلاً من أن تكون وسيلة ابتزاز ومقايضة* "البدون" معضلة ورثناها ولم نكن سبباً بها إلا أن قدرنا أن نتصدى لها بحل حاسم وحازم* أثمن استجابة الحكومة لتعيين ناطق رسمي لكنه لا ينطق إلا نادراً وهذه ليست مسؤوليته* آمل بأن يحاسب رئيس الحكومة الوزراء المقصرين قبل أن يحاسبهم الشعب ممثلاً بنوابهحذر رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم مما وصفه بـ"العبث السياسي والجدل الترفي، والتكسب على حساب الكويت ومصالحها ومستقبلها"، مؤكدا أنها أمور تلامس تدمير الوطن أو تكاد، وأن ضمان الوحدة الوطنية معها يصبح أولى غايات الدستور ووظائفه. وقال الغانم في كلمته خلال افتتاح دور الانعقاد الرابع للمجلس امس: إن حروب الداخل لا تبقي ولا تذر ومن يسقط داخليا قد لا ينهض مجددا وكل مياه البحر لا يمكن أن تغرق سفينة لا يتسرب الماء إلى داخلها.دعوة لليقظةوأشار الى ان سمو الامير كان قد خاطبنا قبل أيام قائلا: "لنتعظ مما يحدث حولنا"، مؤكدا أنها دعوة لليقظة والحذر، وفي الوقت ذاته دعوة الى تثمين ما نعيشه من نعمة الأمن والأمان.واضاف الغانم: منذ سنوات، ونحن نشهد محاولات منظمة ومحمومة، لإشاعة ثقافة التذمر والشكوى والمبالغة في تضخيم الأمور الفردية وتصويرها على أنها ظواهر مستفحلة وأمراض مستعصية لا حل لها، وهي ـ للأسف ــ ثقافة تحاول تصوير الكويت على أنها عاصمة الفساد العالمي ومرتع الفوضى،وأن كل الكويتيين ضالعون في الفساد.وأكد أن هذه الثقافة يتم الترويج لها بشكل منظم ومخطط له عبر وسائل مختلفة، هدفها وديدنها اليومي، وصم الكويت بأنها فاسدة، وهي في محاولاتها المشبوهة تلك، لا تدخر أعراض الناس وذممهم وسمعتهم وشرفهم ونقول لهم بملء الفم إن محاولاتكم بث روح اليأس في أبناء الكويت، لن تنجح فالكويتي لن يكفر بكويته والوطني لن يتخلي عن وطنه والإصلاحي لن ينفك عن إصلاحه والحالمون بوطن جميل مستقر ووادع لن يتخلوا عن حلمهم فحرية التعبير لا تعني الافتراء، والنقد لا يعني الطعن، والكلمة الصادقة الهادفة هي بوح النفس ونوحها، والكلمة القبيحة المفترية هي تقرح في فكر صاحبها وصديد في قلمه، ونحن أهل الكويت لن نسكت أبداً عن الباطل، كي لا يظن أهل الباطل أنهم على حق".شكاوى حقيقيةواستدرك قائلا: لكن علينا في الوقت ذاته ألا نتجاهل الشكاوى الحقيقية للكثير من أهل الكويت المخلصون المنتجون الحريصون على بلدهم، فواجبنا كمجلس وحكومة ونخب ومجتمع مدني، أن ننظر بقلق وجدية إلى ملاحظات وانتقادات شعبنا وهي ملاحظات حقيقية، تتعلق بسوء الخدمات، وبطء التنمية، وغيرها وإزاء تلك الملاحظات، علينا واجبات واستحقاقات وأول الاستحقاقات أن نعترف بوجود المشكلة،لا نفيها وتجاهلها والثاني أن ندخل في سياسة الحل، لا تسييسه؛ إذ لم يعد مقبولا لدى الكويتيين ولا مستساغا، أن نواصل لعبة إلقاء الكرة في ملعب الآخر. وشدد على أن اتهام المجلس للحكومة بالتقصير أو اتهام الحكومة للمجلس بالتأزيم، والانشغال بهذه الثنائية، لن يقدم للشعب حلا وعلى الطرفين ان يتحملا مسؤوليتهما، الحكومة تخطيطا وتنفيذا ومتابعة، والمجلس تشريعا ورقابة وما بين المهمتين صيغة تعاون مثلى كما رسمها الدستور، التعاون بوصفه شراكة سياسية متكافئة وندية سياسية متساوية، لا غالب فيها ولا مغلوب، ننجح فيغلب الشعب أو نفشل فيغلب الشعب على أمره. قضايا مزمنةوراى ان على المؤسسة التشريعية، أن تفعل أداءها، ليرقى إلى مستوى الثقة الشعبية التي فوضتها ؛ وتفعيل هذا الأمر يتجسد في عنصر محدد ومهم، يتمثل في أداء تشريعي محترف وواقعي وممكن التطبيق، يستهدف جوانب النقص في منظومتنا التشريعية إزاء الكثير من القضايا التي تحتاج إلى تدخل تشريعي.وفيما يتعلق بالجانب الرقابي، قال الغانم:إن حسن استخدام الرخص والأدوات الرقابية الدستورية، أمر في غاية الأهمية بحيث تتحول الأداة الرقابية إلى أداة إصلاح وتصويب وتقويم وتنبيه، بدلا من أن تكون وسيلة ابتزاز وضغط ومقايضة، لافتا الى ان أمام المجلس في عامه الرابع، استحقاقات وقضايا مزمنة طال انتظار حلها، وهذه القضايا تحتاج إلى رجال دولة يتصدون لها ويعيرونها الاهتمام والانتباه الكافيين.وأوضح أن من ضمن تلك القضايا والملفات المهمة ملف الحفاظ على الهوية الكويتية وكشف حالات التزوير في الجنسية والمزورين، إضافة الى ملف المقيمين بصورة غير قانونية أو ما يطلق عليه مشكلة البدون، مضيفا: إنها "معضلة ورثناها ولم نكن سببا بها إلا أن قدرنا أن نتصدى لها بحل حاسم وحازم بعيدا عن كل ما يقال من تكهنات،حل يحافظ على حقوق الشعب الكويتي،وهويته وتركيبته ويراعي الجوانب الإنسانية لهذه الفئة، ويرفض التعميم أو الأحكام المسبقة على حالات مختلفة في ظروفها وأزمنتها". ناطق لا ينطق!واشار الى أن الحكومة وفقا للنص للدستوري هي المهيمنة على مصالح الدولة، وهي التي تنفذ وتتابع عناصر برنامجها، وأمر طبيعي في حالة التقصير،أن يرتفع منسوب عدم الرضا الشعبي إزاء أدائها وذلك ما يتم استثماره واستغلاله من قبل أطراف تتمنى ذلك لتحقيق أهداف وأجندات خطيرة، فالشعب ينتظر دائما، مزيدا من الإنجاز، ومزيدا من العمل، على المستوى السياسي والمالي والإداري والخدمي وإن كنت أثمن وأقدر استجابة الحكومة لما ذكرته في كلمتي الافتتاحية في دور الانعقاد السابق عن وجوب تعيين ناطق رسمي، وفعلا تم تعيينه إلا أن الناطق لا ينطق إلا نادرا وهذه ليست مسؤوليته بل مسؤولية الحكومة بتزويده بما يجب أن يقول.وعبر عن أمله في قدرة رئيس مجلس الوزراء على العمل حثيثا من أجل تحقيق النقلة النوعية المرجوة، وتفعيل الأداء الحكومي بما يتناسب مع التحديات الماثلة ومحاسبة الوزراء المقصرين قبل أن يحاسبهم الشعب ممثلاً بنوابه، وبالمقابل تشجيع الوزراء المنتجين وحمايتهم ممن يحاول أن يحبط جهودهم. وعبر الغانم عن تقديره لسمو الامير، قائلا: "عندما يتسع قلب المرء لكل الناس، وتحل في سويدائه جميع الأجناس، فإنه يمرض لمرضه خلق كثير، ويشعر بألمه الصغير والكبير فكيف إذا كان هذا القلب الكبير لقائد حريص على راحة شعبه وتحقيق سعادته، ووالد لا يفتأ يعمل لمصلحة وطنه وتأمين مستقبله ؟ كيف إذا كان لزعيم يسعي بالخير في كل مكان، فشهد له العالم أجمع بأنه الأمير الإنسان ؟! كيف إذا كان من اتسع قلبه لكل الناس، يسكن أصلاً قلوب كل الناس حباً واحتراماً وولاءً، وتوقيرا وإجلالا ووفاءً ؟!". الأمير الإنسانوأكد انه كان من الطبيعي أن توجل القلوب وتضيق الصدور وتُحتَبس الأنفاس لما أعلن عن وعكة سمو الامير الصحية وفحوصاته الطبية، فتوجهت القلوب إلى المولى ـ سبحانه ـ بالرجاء، ولهجت الألسن بالدعاء، بأن يحفظه للكويت، ويبقيه ذخرا لأهلها، ويرده سالما معافى، في مشهد تجلى فيه الوفاء بجميل حلته، وسطع فيه الاحترام في جليل هيبته". وخاطب سمو الامير قائلا: "عندما جاء البشير بالنبأ السعيد، وزف إلينا بشرى عودتكم، عادت إلى الكويت إشراقتها، وإلى النفوس بهجتها، وإلى القلوب أمنها واطمئنانها، فإذا بقلق العيون يعود تألقاً، وإذا بالدعاء حمداً متدفقاً، وإذا بالوفاء اللهوف فرح شغوف،يصدح بالعرضة واليامال بكل أصالة وجمال". وحول الاوضاع في المنطقة قال:ان" خيار الكويت وعلى رأسها سمو الأمير هو التروي، والعقل، والحكمة، والنضج وان تكون قريبا من كل الأطراف،منفتحا على الجميع وسيطا نزيهاً، وحكما عادلا".

الرئيس الغانم مترئساً الجلسة ويبدو نائب الرئيس عيسى الكندري وأمين السر عودة الرويعي (تصوير- رزق توفيق)

كبار الشيوخ وأبناء الأسرة

المجلس يُصوِّت على شغل منصبي المراقب وأمين السر